يستحق البيان الذي اصدره عدد من ابناء حي الطفايلة في عمان استنكروا فيه التجاوزات في الهتافات التي اطلقها نفر قليل ومعزول قالوا عن هؤلاء انهم لا يمثلون إلاّ انفسهم ولا يمثلون بأي شكل من الاشكال اهالي حي الطفايلة التحية والتقدير على النضج الذي ابداه ابناء شعبنا هؤلاء والتشخيص الصحيح والعقلاني الذي اتسم به البيان الذي اصدروه وتأكيدهم الذي يشاركون فيه كل ابناء شعبنا الاردني على ان العرش الهاشمي كان وسيبقى مظلة لكل الاردنيين من كافة المنابت والأصول والرفض المطلق لاي مس بالثوابت الوطنية.
كذلك يمكننا التوقف عند قرار حراك شباب حي الطفايلة الغاء الاعتصام الذي كان مقررا عقده عند وزارة الداخلية مساء امس وبخاصة في اشارتهم الى الحفاظ على سلمية الحراك وحضاريته وتجنباً لأي محاولات تستهدف سحب الحراك الى خانة الفوضى.
هنا تكمن المسؤولية الوطنية والاخلاقية التي يجب ان يتحلى بها كل ابناء شعبنا خصوصا وانهم تابعوا ورأوا وشاركوا في مئات المسيرات والاعتصامات التي جرت في عمان وباقي المحافظات وبعضها لم يكن مرخصا, إلاّ ان الحكومة والاجهزة الامنية كافة تعاملت معها بحضارية وتفهم وقامت بحمايتها التزاما بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني الى الحكومات المتعاقبة بتوفير أقصى درجات حرية التعبير امام الاردنيين كافة وضمان عدم تعريض الممتلكات العامة والخاصة الى التخريب, وما عدا ذلك متاح للتعبير عنه في اطار من القانون والدستور الذي يلحظ على الدوام عدم السماح لأحد بتعريض الوحدة الوطنية الى الخطر او الهتاف بما يؤجج او يسيء الى المشاعر الدينية واعراض الناس وكراماتهم واذا كانت بعض المسيرات او الاحتجاجات ذات الطابع المطلبي او الفئوي قد خرجت عن سياقاتها الطبيعية والاخلاقية واعراف وتقاليد المجتمع الاردني وتم التعامل معها وفق القانون فإن من المستغرب بل المستهجن والمستنكر ان تحدث تجاوزات فردية تطال مقامات عليا بهتافات واساءات غير مبررة وغير مقبولة تحت اي ظرف وتحت ذرائع منها فئة تزعم الغضب وتتستر خلف الانفعال والمطالبة باطلاق سراح بعض من اساءوا وتجاوزوا الخطوط الحمر وخرجوا على الثوابت الوطنية.
لم يعد مقبولاً مثل هذا السلوك غير القانوني الذي يختفي تحت مزاعم حرية التعبير.. لكل اردني دستوريا وقانونيا الحق كل الحق في التعبير عن ارائه مؤيدا كان أم معارضا ما دام التزم القانون وعبر عن آرائه بسلمية وحضارية وبما لا يمس الثوابت الوطنية او يخرج على اطار الدستور والقانون.. ولعل تجربة حراك شباب حي الطفايلة وما انتهوا اليه من استخلاصات وعقلانية تشكل دليلاً وهاديا لمن يعتقدون ان حرية التعبير تعني تعرض الثوابت الوطنية وأمن واستقرار البلد وكرامة رأس الدولة والعائلة الهاشمية الكريمة للخطر او العبث او المسّ..
حمى الله الاردن وطناً وشعباً وقيادة هاشمية فذة وحكيمة.
المفضلات