المواقع الإلكترونية والصحافة الحرة
بقلم: عبدالله الصوالحة- كوالالمبور- ماليزيا
هل سوف تختفي المواقع الإخبارية الإلكترونية الأردنية بالقريب العاجل؟ هل تُمارس عليها سياسة إحتواء ناعم من قبل البعض ؟ هل تؤدي المواقع الإلكترونية دور الصحافة الحرة بمقياس الديمقراطية الذي نطمح اليه؟ ما هو المدى المسموح لكاتب المقال قبل توجيه تهم الذم والتحقير أو التهديد إليه من قبل السلطات القضائية أو جهات أخرى لمجرد أنه نُشر له مقال على المواقع الإلكترونية؟ هل يجب على أصحاب المواقع الإخبارية الإلكترونية أن يوجهوا أقلامهم حسب أهواء الأحزاب والتيارات والمتنفذين لكسب تأييد وحشد في قضية هدفها مصلحة حزبية أو شخصية؟.
من غير الممكن أن نعيش بنظام ديمقراطي وفي نفس الوقت تمارس على حرية الصحافة رقابة سياسة إحتواء ناعم من أطراف معينة, فالعلاقة بين الديمقراطية وحرية الصحافة طردية فالصحافة الحرة تزدهر في ظل الديمقراطية التي تكفل للمواطنين حرية التعبير وإبداء الرأي.
لكن هناك جهات ومقالات من بعض الكتاب تريد أن تتجاهل هذه الحرية أو تمنعها لصالح المؤسسات الصحفية التي يعملون بها والتي أخذت شعبيتها بالتراجع بسبب الوجود القوي لبعض المواقع الإخبارية الإلكترونية بسبب الإستخدام الكبير لشبكة الإنترنت وتميز هذه المواقع يوما بعد يوم بسرعة نقل الخبر والتنظيم وحرية إبداء الرأي فيها من خلال إتاحة الفرصة للقارئ بنشر تعليق.
أول سياسات الإحتواء كانت بحجة كثرة المواقع الإخبارية وإعتبارها موضة يتسابق إليها الأردنيون ومن ثم الخروج بمصطلح "التنظيم" حيث أن البعض لا يعرف ما المقصود بهذه الكلمة ومن سوف يقوم بتنظيم هذه المواقع ولمصلحة من سوف يكون تنظيم هذه المواقع والذي إدعى البعض أنها تمارس الدور الصحفي بدون رقيب أو حسيب, وكأننا مقبلون على عصر يحاسب الشخص عن أي كلام يكتبه أو ينطق به.
الغريب بالأمر أن الذين يدعون لسياسة الإحتواء والترويج لتنظيم المواقع الإلكترونية هم من كتاب بعض الصحف الورقية اليومية وهذا بحد ذاته يطرح تساؤل كبير هو لماذا؟ هل من المفروض علينا كل يوم أن نشتري الجرائد التي يكتبوا بها ؟ أم على المواقع الإلكترونية أن تتقلص ليذهب المعلنون والمردود المالي إليها فقط؟ أم أنها لها سقف من الحرية وكشف للمستور أكثر من المواقع الإخبارية؟.
الإجابة عن هذه الإسئلة هو بيد القارئ لكن إذا عدنا قليلاً فقط إلى الإسبوع الماضي فقط نرى أن موقعاً إلكترونيا طالعنا بقضية المياه الملوثة والتي تجاهلته الصحف اليومية لبعض الوقت ومواقع أخر فتحت الباب على قضايا تعليمية حساسة وأخرى إجتماعية لم تنشر في الصحف اليومية أيضاً . فهل يا ترى يريدون إطفاء نور المواقع الإخبارية الإلكترونية بحجة تنقية محتواها أم ماذا؟
المفضلات