سر القربة يتجلي فى المحبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى اله وصحبة أجمعين
اعلم أن الصحبة هى البراق السريع والفوصل العجيب لحضرة المحبوب والمحبة صفة تسكن فى القلب فتطرد منه الغفلة وتورثه الأنتباء وتجعله مقبلا على حبيبة بالكلية
وهى تتكون من ثلاث حقائق الأولي
محبوب
ومحب
ومحبة
فالمحبوب فى الحقيقة هو العبد المؤهل لحصل الآثار المجمل بالجمالات المحمدية والصحبة تسكن فى قلب اختصته العناية فسكنت فيه معاني الحب
فالمحب فى الحقيقة هو رسول الله
والمحبوب هو المتابع الآثار رسول الله
والمحبة هى الصفة التى ترسخ فى القلب فتورثه الهيمان فرسول الله صلي الله عليه وسلم كمال كلي اخذ كلي إنسان من هذا الكمال بقدر استعداد، فيحبك رسول الله لظهور معانية فيك وتتفاوت تلك المعاني بحسب صفاء الروح وقوة الاستعداد، وقد انغرست فى القلوب تلك المحبة من عالم الأوراح يوم أخذ العهود فإن رسول الله كان لابسا حلل الجمال والكمال فنظرت إليه الأرواح فعشقته وانطبعت صورته الشريفة فى سرائرهم فصاروا حاملين لمعناه راغبين فى رضاه .......فهو محب لهم لما فيهم من أسراره
.......وهم محبون له بانجذاب اللطائف إليه والعامل فى أتسال الحبيب بحبية هو الحب الكامن فى الضمير فائهم ما أشرت به إليك وقد ظهرت أنوار رسول الله يوم الست بربكم على الورثة الكرام فلبسوا حلل الكمال
......فعشقتهم الأرواح لما فيهم من معاني الكمالات المحمدية هم المشايخ الدالون على الله الوارثون لرسول الله
..... فبشري لمن رآهم فقد رأي فيهم أسرار الحبيب وهناك محبة قبل يوم الست وهى يوم أخذ الله العهود على الأنبياء أن يومنوا برسول الله ويبشروا به الأمم ......وكان رسول الله فى هذه الحضرة لابسا تاج العز وحلل أبهاء على عنبر الكرامة والأنبياء والمرسلون حولة وهو كعبتهم الروحانية وكنز غناهم الدائم
...... وكان رسول الله فى هذه الرتبة هو الرسول للأنبياء وكانت فى هذه الحضرة أرواح الورثة الكمل الذين حملوا أمانة الخلافة عن رسول الله من الأمة المحمدية فعرفوه معرفة خاصة فوق معرفتهم له يوم الست
......وهناك أرواح امتازت بمعرفة الحضرة المحمدية قبل هذا المشهد فتحققوا بالمعاني التى لا تحوم حولها العقول وسأبين لك بعض التى تشف لك البراقع عن بعض الخصائص للحضرة المحمدية وأترك لضميرك الحكم الذى يطمئن قلبك ود فى الآثار أن رسول الله على الله عليه وسلم كان إذا مشوي فى نور الشمس أو نور القمر لا يظهر له ظل بشري ذلك لأن الله تعالي صفي هيكله الشريف حتى صار من الأرواح وروي أن السيدة فاطمة رأت وجه المصطفي صلي الله عليه وسلم فى مكان مظلم فأشرق منه نور أضاء المكان وروي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يورث فى المال لأنه حي والحي ماله لا يأخذه الوارث وروي أن زوجاته لا يجوز لأي مؤمن أن يتزوجين عن بعده فإنه ورد ذ لك فى صحيح الأحاديث و ذلك لأنه حي انتقل من دار إلي دار وإما توله تعالي ( أنت ميت وإنهم ميتون) فإنه ورد فى الأثر أن الأنبياء يعقون تحقيقا لمقام العبودية ثم يرد الله أرواحهم إليهم حربة التجول فى جميع العوالم وقد أشار لذلك رسول الله فى الحديث الصحيح حيث يقول تارة أكون عند ربي وتارة أ:ون فى السماء وتارة أكون فى الجنة وتارة أكون فى برزخي" ويكفيك أن سيدنا جبريل ليلة المعراج لم يستطع أن يخترق المراتب فوق سدرة المنتهي ورسول الله اخترقها بهيكله الظاهر فليس لأي محب فى الوجود إلا محبة هيكله الظاهر أما باطن الهيكل من الروح وسرها فلا يعلمها إلا الله فلك الشرف العظيم أن تكن روحك مع لطافتها تأهلت للاتصال بهيكله النوراني جعلنا الله من المقبلين على الحضرة المحمدية فى سائر الأنفاس.
والحمد لله رب العالمين
المفضلات