من مظاهر العيد في غزة
بقلم/فواز فهمي حلس*
منذ عقود غير بعيدة تحدث قبل العيد أزمة في غزة وربما تحدث في مدن ومناطق أخرى في فلسطين أو دول أخرى وهي أزمة السيولة النقدية من النقود صغيرة القيمة وأحيانا صغيرة الحجم مثل فئة الشواكل المعدنية التي تعرف بالأزرار جمع زر وهو زمام القميص أو مشابك القميص وفئة عشرون شيكل وخمسون شيكل وهو ما يعرف بأزمة الفكة وهي أزمة عدم توفر أرباع وأنصاف المائة شيكل والمائتين
وتبدأ هذه الأزمة قبل أيام الأعياد فتحدث في العشرة الأواخر من فريضة الصيام في شهر رمضان قبل عيد الفطر وفي أيام فريضة الحج من شهر ذو الحجة قبل عيد الأضحى
وتعود أسباب هذه الأزمة إلى زيادة الطلب من التجار ومن الغزببن على الفئات الصغيرة من الشيكل وقيامهم بتوفير هذه النقود وذلك لإنفاقها أثناء زيارتهم على بعضهم البعض في العيد .وتفاقمت هذه الأزمة بسبب الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وعدم إدخال عملة الشيكل إلى القطاع والبنوك . وتنتهي أزمة الفكة وترجع السيولة النقدية لفئات العملة صغيرة القيمة في الظهور ويبدأ كسادها وتوفرها عند الناس وفي معاملات التجار والأسواق بعد انتهاء العيد
وتستخدم هذه النقود في أيام العيد فيما يعرف بالعيدية لتعزيز الود والمحبة بين صلة الأرحام وقد أمرنا صلى الله عليه وسلم بصلة الأرحام وزيارتهم وتهنئتهم بالعيد وقد حث على صلة الأرحام وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من سرَّه أن يبسط له في رزقه، وينْسَأَ له في أثره، فليصل رحمه) ومن المظاهر إعطاء الأطفال الشواكل لزيادة فرحتهم بالعيد وان يكون للأطفال إحساس بان هذا العيد نعمة عليهم وليس نقمة وذلك بشعورهم بالخير والنعمة والاغتناء فيه من نقود وملابس جديدة وأيضا تناول الحلويات والكعك وأيضا الخروج في الرحلات والتنزه وركوب المراجيح وشراء الألعاب وذلك لحاجة الطفل للحنان والمرح ومنحه البهجة والسرور، وهذه حاجة ضرورية للطفل وطبيعته ما دام ذلك في الحدود المسموح بها بين عدم الإسراف فيتعود على الدلال وعدم التقتير فيحرم من حاجته ومرحه فيتعقد وينطوي قال أنس -رضي الله عنه - قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وكان لأهل المدينة يومان يلعبون فيهما، فقال: (قد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما: يوم الفطر، ويوم الأضحى [النسائي].
ومن مظاهر العيد المصافحة وتبادل التهاني لقول صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلمَين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفِر لهما قبل أن يفترقا [أبو داود والترمذي وأحمد] ومن المظاهر أيضا تقديم المشروبات الحلوة والحلويات والكعك والمكسرات
وان يتم الإنفاق في الزكاة للفقراء والمساكين قبل العيد أما في العيد وبعده فيستطيع إذا أعطى الفقراء والمساكين فتكون صدقة
و العيدية إذا كانت لغير الفقراء والمساكين ليست فرضا من الله وليست سنة من الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنها عادة حسنة ومستحبة لا تضر ويفرح بها أكثر شيء الأطفال والنساء من الأقارب والأرحام أما بالنسبة للفقراء والمساكين إذا كانوا من صلة الأرحام فهي قبل العيد زكاة فطر و هي فرض لقوله تعالى (وءاتوا الزكاة وما تقدموه لأنفسكم من خير تجدوه عند الله ) البقرة اية109 وبعد صلاة العيد تعتبر صدقة وهي سنة لقوله تعالى(إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ). البقرة سورة271
ولا باس بها إذا استطاع أن يطبقها من المقتدرين ماليا أما الغير مقتدر ليس له دخل أو راتب أو عليه التزامات مالية معينة في البنوك أو غيرها ولا يستطيع الإنفاق في العيد فليس مطلوب منه ذلك ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها
أما مظاهر الحزن فهي كثيرة عند أهالي اسر الشهداء والجرحى والأسرى خاصة بعد الحرب الأخيرة الإسرائيلية ديسمبر 2008 على غزة وشهداء الحصار
اما الوحدة الوطنية فليس لها مظاهر في غزة حتى الان ويبدو ان العيد غير قادر على توحيد الشعب الفلسطيني الا اننا ننتظر من الله ان يوحدنا في كل عيد.
.
*حقوقي كاتب وباحث دبلوم دراسات عليا في القانون
الدهيني
fvvvfvvvfvvvfvvvfvvv
المفضلات