* العطية يطالب واشنطن بفتح التحقيق في التجاوزات بالعراق
الرياض- وكالات :
دعت دول مجلس التعاون الخليجي الست امس الأحد الولايات المتحدة الأمريكية عن فتح التحقيق في أعمال القتل والتعذيب على أيدي قوات الاحتلال الأمريكي في العراق.
وعبر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي العربية عبدالرحمن بن حمد العطية في بيان له أمس عن الدهشة وبالغ القلق لما ورد في تقارير نشرت حديثا عن أعمال قتل وتعذيب واسعة النطاق على أيدي قوات الاحتلال الأمريكي في العراق أو بمعرفتها، وغير ذلك من تجاوزات قانونية، وخرق فاضح لحقوق الإنسان العراقي، وما ذكر بشأن تورط أجهزة رسمية من داخل وخارج العراق في ذلك". وأشار العطية" إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية مطالبة بفتح تحقيق جاد، وبشفافية تامة حول ما تضمنته تلك الوثائق المنشورة من معلومات حول ارتكاب جرائم ضد الإنسانية"، مذكراً "بالمسؤولية القانونية المباشرة لدولة الاحتلال عن كافة الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها قواتها في العراق، وفق ما نصت عليه المواثيق الدولية".
ودعا "الأمم المتحدة والأسرة الدولية، لاتخاذ خطوات حازمة للتحقيق في هذه التجاوزات ومساندة القانون الدولي في هذا الشأن وإنصاف وتعويض المتضررين من أهل العراق. كما طالب العطية "المحكمة الجنائية الدولية، بالتحقيق الشامل والعادل في هذه المسالة ومحاسبة مرتكبيها والمتورطين بسفك دماء الأبرياء من الشعب العراقي الشقيق، وذلك حتى تتحقق العدالة، بعيدا عن الانحياز أو ازدواجية المعايير".
و تصاعد الضغط الاحد على الولايات المتحدة بعد الكشف عن حالات سوء معاملة ارتكبها الجيش الأمريكي أو قام بالتستر عليها خلال حرب العراق بموجب ما كشفت عنه حوالى 400 ألف وثيقة نشرها موقع ويكيليكس. وقال نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ الاحد في مقابلة مع تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي وان"، "يمكننا التنديد بالطريقة التي حصلت بها هذه التسريبات لكنني اعتقد ان مضمونها خطير جدا". وقال نائب رئيس الوزراء الليبرالي-الديموقراطي ان "قراءة الوثائق مؤلمة وهي خطيرة جدا.
اعتقد ان الادارة الأمريكية تود ان تعطي ردها الخاص. ولا يعود الامر الينا لكي نقول لهم كيف يقومون بذلك". وكليغ معروف بمعارضته لمشاركة لندن في الحرب على العراق التي وصفها بانها "غير مشروعة".
واضاف كليغ "كل ما يدفع للاعتقاد ان القواعد الاساسية للحرب والنزاعات والمعارك قد خرقت أو انه قد يكون سمح بممارسة التعذيب بشكل ما، يعتبر خطيرا جدا ويجب دراسته". ومضى يقول "يود الناس ان يحصلوا على رد لما يعد مزاعم خطيرة جدا يصفها الجميع بانها تثير الصدمة".
واعتبرت وزارتا الدفاع البريطانية والاسترالية ايضا ان نشر الوثائق يشكل خطرا على القوات المنتشرة ميدانيا. غير ان المقرر الخاص للامم المتحدة حول التعذيب دعا الرئيس الامريكي باراك اوباما الى فتح تحقيق. وقال المقرر لاذاعة بي بي سي4 السبت "كنت اتوقع ان يفتح (مثل هذا التحقيق) منذ فترة طويلة لان الرئيس اوباما تولى السلطة مع وعد بالتغيير... من واجب الرئيس اوباما ان يدرس هذه الحالات".
ودعت منظمة العفو الدولية ايضا واشنطن الى فتح تحقيق متحدثة عن "انتهاك خطير للقانون الدولي" حين سلمت القوات الامريكية "الاف المعتقلين للقوات العراقية رغم علمها انها تواصل ممارسة التعذيب". ودعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الانسان "العراق الى ان يلاحق المسؤولين عن التعذيب وجرائم اخرى" وان تقوم "الولايات المتحدة بالتحقيق".
لكن واشنطن رفضت هذه الدعوات. وقال الناطق باسم الجيش الامريكي الكولونيل ديفلابان لهيئة الاذاعة البريطانية انه لا ينوي فتح تحقيق، مؤكدا انه فيما يتعلق بسوء المعاملة من قبل العراقيين فان دور الجنود الامريكيين كان "ان يقوموا بالمراقبة ووضع تقرير" لمسؤوليهم المكلفين نقله للسلطات العراقية. وفي العراق اعتبر مؤيدو رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي نشر الوثائق محاولة لزعزعة استقرار وضع رئيس الحكومة الحالي الذي يحاول البقاء في السلطة. ورأى النائب حسن السنيد المقرب من المالكي ان "التقرير يمثل حملة اعلامية تستهدف الدولة والعملية السياسية، شنتها جهات كثيرة بينها قوى اقليمية وبعثيون ومتضررون من قيام النظام السياسي" بعد العام 2003.
المصدر
جريدة الرايه
المفضلات