الشيخ عايش القرعان
حرمة استخدام الجن
1: استمتاع الجن بالإنس:
قال الله تعالى في سورة الأنعام: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ( الأنعام 129)
استخدام الجن نوع من أنواع الاستمتاع. وقد ذكر الطبري ، أن كل واحد مستمتع بصاحبه والتقدير في العربية استمتع بعضنا بعضا فاستمتاع الجن من الإنس أنهم تلذذوا بطاعة الإنس إياهم وتلذذ الإنس بقبولهم من الجن حتى زنوا وشربوا الخمور بإغواء الجن إياهم وقيل كان الرجل إذا مر بواد في سفره وخاف على نفسه قال أعوذ برب هذا الوادي من جميع ما أحذر وفي التنزيل وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا فهذا استمتاع الإنس بالجن وأما استمتاع الجن بالإنس فما كانوا يلقون إليهم من الأراجيف والكهانة والسحر وقيل استمتاع الجن بالإنس أنهم يعترفون أن الجن يقدرون أن يدفعوا عنهم ما يحذرون. تفسير الطبري "29/108"
والاستعانة بالجن بجميع أشكالها سواء الاستعانة بهم على طرد الجن من الأجساد الادمية أو إبطال السحر أو العلاج من الأمراض أو الإستخبار عن الأمور المغيبة كل ذلك محرم ومرفوض في الشريعة الإسلامية.
2: لا أحد يستطيع الحكم على الجن:
أما الاتصال بالجن فهناك من الناس من يتصلون بالجن اتصالاً محمودا، فليس في الشرع ما يمنع من اتصال الإنس بالجن طما اسلف ابت تيميه في مجموع الفتاوى وكما ذكر ابن عثيمين في فتاويه ... ولكن الأمر في غاية الخطورة وزلة واحدة من المتصل ويكون في الهاوية.
وأما أن يستخدمهم الإنسي في أمور دنياه طاعة منهم له فهذا كذب وافتراء فالمسألة محسومة شرعا، فالجني كالإنسي لا يعمل عملا دون مقابل، وسيدنا سليمان أُعطى ملكا لا ينبغى لأحد بعده،
والنبى لما تفلت عليه العفريت ليقطع عليه صلاته كما في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى صَلَاةً قَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ لِي فَشَدَّ عَلَيَّ لِيَقْطَعَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَذَعَتُّهُ وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُوثِقَهُ إِلَى سَارِيَةٍ حَتَّى تُصْبِحُوا فَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ فَذَكَرْتُ قَوْلَ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَام رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي فَرَدَّهُ اللَّهُ خَاسِيًا ثُمَّ قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ فَذَعَتُّهُ بِالذَّالِ أَيْ خَنَقْتُهُ وَفَدَعَّتُّهُ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ يَوْمَ يُدَعُّونَ أَيْ يُدْفَعُونَ وَالصَّوَابُ فَدَعَتُّهُ إِلَّا أَنَّهُ كَذَا قَالَ بِتَشْدِيدِ الْعَيْنِ وَالتَّاءِ. صحيح البخاري"1134"
وسيدنا محمد دعاهم إلى الإيمان بالله وقرأ عليهم القرآن وبلغهم الرسالة وبايعهم كما فعل بالإنس وهذا نوع من الاتصال المباح والذى أوتيه سيدنا محمد أعظم مما أوتيه سليمان وباقي الأنبياء. ولم يصح أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم استخدموا الجن ولم يثبت عن التابعين أنهم استخدموا الجن.
أما المخدوعون من مضلي هذه الأمة ممن يدعون الزهد بحجة استخدام إبليس وأعوانه وقيامهم على خدمته يبثوا سمومهم باسم الإسلام، فما هؤلاء إلا صدق إبليس ظنه فيهم، وكثير من أهل العلم لم يعرفوا الفرق بين الآيات الخارقة وما لأولياء الشيطان من ذلك من السحرة والكهان وأهل البدع والضلال من الدجالين.
والسحرة والكهان لا بد لهم من الاتصال بالكواكب، والشياطين تعين على ذلك، والعباد من جهلة المسلمين أجمعوا على أن هذه كرامات لا تكون إلا لرجل صالح عابد زاهد، وكثير من الناس لا يعلمون ما للسحرة والكهان من الخدع وما يفعله الشياطين من العجائب وظنوا أنها لا تكون إلا لرجل صالح فصار من ظهرت هذه له يظن أنها كرامة فيقوى قلبه بأن طريقته هى طريقة الأولياء ويلتف حولهم الناس ظنا فيهم الخير والعبادة.
3: ثمن استخدام الجن:
فالذي يدعي معرفة المسحور ومكان الكنز ومكان المفقود فهو من جنس الكهان فإن الشيطان لا يخدم الإنسى بهذه الأخبار إلا لما يستمتع به من الإنسى وعامة الجن لا يستطيعون الدخول على باب العرافة والكهانة لكن الذي يقوم بهذا العمل هو إبليس وأعوانه ولا بد أن يطاع إبليس فى بعض ما يريده من الإنسي من معصية وكفر بواح فالشياطين لهم غرض فيما نهى الله عنه من الكفر والفسوق والعصيان ولهم غاية فى استجابتهم لمستخدمهم فهم يسرون بالشر والفتن ويحبون ذلك، فيوقعون الفتنة بين الناس .
4: الله يمد المعالج بنصرة ملائكته الكرام:
فكما أن الشيطان يمد الساحر بجنوده ويقوى على طبيعة الساحر من خلال قرينه الشيطان، فإن الله تعالى كذلك يمد المعالج الحق بملائكته ويثبته ويقويه من خلال قرينه الملك، وكما أن الشياطين لا تعاون إلا من ناسبها في الإغواء والإضلال، فإن الملائكة لا تعاون إلا من أذن الرحمن لهم بالاستجابة له والهروع لتأييده بنصر العلي الكبير من صالحي المؤمنين، خاصة أهل طاعته فيمد الله تعالى وليه بنصرته عن طريق ملائكته استجابة لدعاءه الصادق التوجه إلى مسبب الأسباب دون مزاولة الطقوس ولا البدع وإنما لمجرد التوجه بقلب سليم خالص لله وحده غير ظان بأحد من دون الله عز وجل ولا يحتاج المخلص لربه لأكثر من دعاء الله تعالى بينما نجد أن ولي الشيطان لا بد له من مزاولة الطقوس الشركية. ويقول ابن حجر العسقلاني في تعريف الصرع "الصرع صرعان صرع من الأمراض وصرع من الجن ولا يتم معالجة صرع الجن إلا بمقابلة الأرواح الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة السفلية وإبطال تاثيرها وذلك عن طريق الأبرار".
وذكر عبد الخالق العطار أن الملائكة لاتعاون إلا صالحي المؤمنين فكذلك الشياطين لا تعاون سوى الأشرار.
فإن تعاطي واستعمال هذه القراءات والتعوذات والتحصنات لا بد معها دائما وأبدا يقينا صادقا خالصا وإخلاصا وصدقا مع الله تعالى فإذا فتر وضعف اليقين على الله قلّت وضعفت وفترت فائدة هذا العلاج، والعكس إذا قوى وزاد ودام اليقين على الله تعالى زادت هذه التحصينات وخلاصة هذه الوسيلة أننا نستحضر على روح وبدن الإنسان المسحور الأرواح الملائكية الشريفة الخيرة العلوية وذلك يتحقق عند الإصغاء والإنصات للقرآن الكريم مع التفكر والتدبر عند تلاوة القرآن، وكذلك عند ذكر الله تعالى بالخضوع والخشوع والتذلل والتمسكن والقاعدة المشهورة "اذا حضرت الملائكة ذهبت الشياطين".
والجن مثل الإنس يميل كل نوع منهم إلى نظيره من الإنس، فالجني اليهودي يميل مع الإنسي اليهودي والجني النصراني يميل مع الجني النصراني والشيطان يميل مع كل ملة أشركت بالواحد الأحد ويكون سندها ونصيرها وهم سند وسد زجاجي للفجرة والفسقة من فسقة أصحاب الكتب السماوية لكن ضعف الطالب والمطلوب. ويلتف أهل الجهل والبدع من الجن مع أهل الجهل والبدع من الإنس. والجن المسلمون يلتفون حول الإنس المسلمين، يستمعون قراءاتهم ويشهدون صلواتهم ويحضرون مع المعالج الحق، يدعون له الله بالتثبيت والتمكين، وكل ذلك دون طلب منه. والأمثلة على هذا كثيرة، قديما وحديثا وقد تعاون الجن الإنس في الدلالة على طريق أو في الدلالة على بلوغ أمر ما أو في إيصال معلومة ما وقد تكون هذه المعاونة بأشكال مختلفه يقظة ونوما سمعا ومشاهدة . دون جهد من الإنسان وسعي إلى تلك المعاونة .
5: دليل معاونة الجن للأنس :
عن ابن ياسين قال: دخل بدوي من أعراب بني سليم المسجد فسأل عن الحسن البصري فقلت: ما حديثك ؟ قال: إني من أهل البادية وكان لي أخ من أشد قومه فعرض له بلاء فلم يزل به حتى شددناه في الحديد فبينما نحن نتحدث إذا هاتف يقول: السلام عليكم لا نرى أحدا فرددنا عليهم فقالوا: يا هؤلاء إنا جاورناكم فلم نرى بجواركم بأسا وأن سفيها لنا تعرض لصاحبكم هذا، فأرغمناه على تركه، لكنه أبى، فلما رأينا ذلك أردنا أن نعتذر إليكم يا فلان "لأخيه" وأخبره إذا كان يوم كذا وكذا فاجمع قومك وشدوه واستوثقوا منه فإنه إن يغلبكم لن تقدروا عليه ثم احمله على بعير، فأت به وادي كذا وكذا ثم خذ من بقلة الوادي قطة ثم أوجره إياه "أي صبه في حلقه أو اجعله في فيه لمداواته" وإياك أن ينفلت منكم فإنه إن ينفلت لن تقدروا عليه أبدا فقلت: يرحمك الله، ومن يدلني على هذا الوادي وعلى هذا البقل ؟ قال: إذا كان ذلك اليوم فإنك تسمع صوتا فاتبع الصوت، فلما كان ذلك اليوم حملته على بعير فإذا الصوت أمامي "إلي إلي" فلم أزل أتبع الصوت ثم قال: اهبط هذا الوادي ثم قال: يا فلان ثم فخذ من هنا البقل فافعل كذا وكذا ففعلناه فلما وقع ما في جوفه حل عنه وعن نفسه وفتح عينيه قال: خلوا سبيله وأطلقوه من الحديد فقلت أخاف أن يهيم على وجهه، قال: لا والله لا يعود إليه أبدا إلى يوم القيامة، قلت: رحمك الله أحسنت إلينا، ولكن بقي شئ فأخبرنا به. فقال: وما هو ؟ قلت: إنك حين قلت لنا ما قلت نذرت إن عافى الله أخي أن أحج ماشيا يوما قال: والله إن هذا لشيء ما لنا به من علم ولكن أدلك اهبط هذا الوادي فأت البصرة فسل عن الحسن بن أبي الحسن فاسأله عن هذا، فإنه رجل صالح.
وعمر رضى الله عنه لما نادى يا سارية الجبل قال : إن لله جنودا يبلغون صوتى وجنود الله هم من الملائكة ومن صالحى الجن فجنود الله نقلوا صوت عمر إلى سارية. وقد ذُكر أن عمر مرة قد أرسل جيشا فجاء شخص وأخبر أهل المدينة بانتصار الجيش وشاع الخبر فقال عمر من أين هذا قالوا شخص صفته كيت وكيت فأخبرنا فقال عمر ذاك أبو الهيثم بريد الجن وسيجىء بريد الإنسان بعد ذلك بأيام.
6: مشروعية استخدام الجن:
استخدام الإنس للجن مثل استخدام الإنس للإنس بشىء منهم من يستخدمهم فى المحرمات من الفواحش والظلم والشرك والقول على الله بلا علم وقد يظنون ذلك من كرامات الصالحين وإنما هو من أفعال الشياطين ومنهم من يستخدمهم فى أمور مباحة إما إحضار ماله أو دلالة على مكان فيه مال ليس له مالك معصوم أو دفع من يؤذيه ونحو ذلك فهذا كاستعانة الإنس بعضهم ببعض فى ذلك و النوع الثالث أن يستعملهم فى طاعة الله ورسوله كما يستعمل الإنس فى مثل ذلك فيأمرهم بما أمر الله به ورسوله وينهاهم عما نهاهم الله عنه ورسوله كما يأمر الإنس وينهاهم وهذه حال نبينا وحال من اتبعه واقتدى به من أمته وهم أفضل الخلق فإنهم يأمرون الإنس والجن بما أمرهم الله به ورسوله مجموع وينهون الإنس والجن عما نهاهم الله عنه ورسوله إذ كان نبينا محمد مبعوثا بذلك إلى الثقلين الإنس والجن وقد قال الله له "قل هذه سبيلى أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين" وقال:" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم". ابن تيمية في مجموع الفتاوى
7: التعقيب على فتوى ابن تيمية:
وهناك اعتراض شرعي على ما جاء في فتوى ابن تيمية إن كان المقصود الاستخدام العام فإن هذه الأصول الثلاثة أصول خاصة وليست عامة.
أولا: استخدامهم في الأمور المباحة تقتضي التخصيص وليس التعميم فأنت عندما تتصل بالجن تكون علاقتك معهم من خلال الشرع كما علاقتك مع الإنس تماما ولم يقصد ابن تيمية ما يقصده الإخوان الذين استغلوا هذه الفتوى وأصبحوا كهنة وعرافين على حساب شيخنا ابن تيمية رحمه الله فالذين يستخدمون الجن في الكشف والاستخبار عن أسباب المرض ومكان المسحور ما هم إلا كهنة العصر الحديث ، فقد رَوَىُ مُسْلِمٌ َعَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ و رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَصَدَّقَهُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا " وفي الحديث الأخر فقد كفر بما انزل على محمد.
وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قُلْت : يَا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالأسْلَامِ وَإِنَّ مِنَّا رِجَالًا يَأْتُونَ الْكُهَّانَ قَالَ: " فَلَا تَأْتِهِمْ ". قُلْت: وَمِنَّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ. قَالَ "ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ فَلَا يَصُدَّنَهُمْ".
وقد حدد ابن تيمية في الفقرة الأولى ما نصه "ومنهم من يستخدمهم فى أمور مباحة إما إحضار ماله أو دلالة على مكان فيه مال ليس له مالك معصوم أو دفع من يؤذيه" وهذا يدل بلا شك أنه قصد المنفعة الشخصية الخاصة دون التعميم مثله في ذلك مثل شخص استأجر خادما إنسيا يخدم منزله فهل هذا الخادم يقوم بخدمة منازل أهل الحي كله ؟ أما ما قاله في نهاية الفقرة " أو دفع من يؤذيه ونحو ذلك فهذا كاستعانة الإنس بعضهم ببعض فى ذلك" فهذا لم يقره الشرع الإسلامي وليس من الأسباب المباحة شرعا ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم إسوة حسنة فلو كان هذا جائزا شرعا لاستعان بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الغار ولاستعان بهم في الغزوات.
وقد سبق وأن اتصلت بالجن المسلم وعاشرتهم فترة من الزمن فلم أجد ما يقوله هؤلاء المدعون فالجن المؤمن كما الإنس المؤمن لا يتدخلون في الخصوصيات ولا يعطون معلومات وهم غير قادرين على ذلك. وليست لديهم القدرة على اختراق الأماكن المسكونة إلا بعد تطهير المكان باسترضاء العمار بإشعال البخور المناسب لصنفهم. فعدلت عن الاتصال بهم بعدما فهمت منهم أنهم لا يضرون ولا ينفعون وقد استفتيت في تلك الفترة عدة مشايخ فاجازوا الإتصال بهم إلا أنني أيقنت أن استمرارية الاتصال بهم لا بد من أن ينتج عنها محضور فتوقفت عام 1990 طاعة لله ولرسوله عن الإتصال بهم. علما بإنني لم استخدمهم إلا من باب اختبار حالهم في أمور علاجية محدودة. أما الشق الثاني من الفتوى استخدامهم في الدعوى ودعوتهم إلى الإسلام فهذا مدخل من مداخل الشيطان استدرج به المعالجين بما فيهم شيخنا ابن تيمية رحمه الله فدعوة الجن خاصة بالأنبياء والمرسلين فالإنس مكلف بدعوة الإنس والجن كذلك مكلفون بدعوة الجن وقد روى مسلم في صحيحه عن النعمان بن بشير قال سمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأهوى النعمان بإصبعيه إلى اليسرى ثم إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.
وقد أفتى ابن تيمية بإجازة استخدام الجن في المباحات وتبعه مجموعة من العلماء ومنهم فضيلة الشيخ ابن عثيمين. واختصارا للموضوع فسأورد ثلاثة فتاوى بالإجازة والكراهية والمنع؟ ومن ثم سأتطرق لما جاء في الطريقة المحمودة في استخدام الجن ليقف القاريء بلا أدنى شك على حقيقة أن استخدام الإنس للجن موجبة للوصول إلى دائرة الشرك؟! فالابتعاد الابتعاد!!!
8: إباحة ابن عثيمين لاستخدام الجن:
سئل ابن عثيمين في مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين فتوى رقم "318" ما حكم خدمة الجن للأنس ؟
فأجاب بقوله: ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في المجلد الحادي عشر من مجموع الفتاوى ما مقتضاه أن استخدام الإنس للجن له ثلاث حالات:
الأولى: أن يستخدمه في طاعة الله كأن يكون نائباً عنه في تبليغ الشرع ، فمثلاً إذا كان له صاحب من الجن مؤمن يأخذ عنه العلم فيستخدمه في تبليغ الشرع لنظرائه من الجن، أو في المعونة على أمور مطلوبة شرعاً فإنه يكون أمراً محموداً أو مطلوباً وهو من الدعوة إلى الله عز وجل. والجن حضروا للنبي صلى الله عليه وسلم وقرأ عليهم القرآن وولوا إلى قومهم منذرين، والجن فيهم الصلحاء والعباد والزهاد والعلماء لأن المنذر لا بد أن يكون عالماً بما ينذر عابداً.
الثانية: إن يستخدمهم في أمور مباحة فهذا جائز بشرط أن تكون الوسيلة مباحة فإن كانت محرمة فهو محرم مثل أن لا يخدمه الجني إلا أن يشرك بالله كأن يذبح للجني أو يركع له أو يسجد ونحو ذلك .
الثالثة: أن يستخدمهم في أمور محرمة كنهب أموال الناس وترويعهم وما أشبه ذلك ، فهذا محرم لما فيه من العدوان والظلم ، ثم إن كانت الوسيلة محرمة أو شركاً كان أعظم وأشد.
وقد رد عليه الشيخ عبدالرحمن برسالة صوتية أنكر عليه هذه الفتوى وطالبه بالعدول عنها في شريط كاسيت نُُشر في التسجيلات الإسلامية في أبو ظبي لا أذكر رقمه .
9: كراهية استخدام الجن:
وقد أفتى كثير من العلماء الأفاضل بكراهية استخدام الجن ومنهم فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن صالح الخضيري القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض .
س: ما حكم اسعانة الإنسي بالجني إذا عرض الجني ذلك عليه ليخرج الجان من الناس ونحو ذلك؟
ج: أفتى سماحة الشيخ ابن باز بكراهة هذا الأمر وهو يرى صحة دخول الجني بالإنسي، وذكر شيخ الإسلام أن الاستعانة بهم في المباح، مباح قلت: وقد كثر في زمننا هذا ومكرهم ودجلهم فلا يصار إلى التعاون معهم، لما يترتب عليه من المضار والمخاطر التي قد تخل بالعقيدة وتلحق الضرر بالمؤمن، وربما تنقص إيمانه، كما أنه لا يوثق بهم البتة لجهالة حالهم والعلم عند الله تعالى. كتاب التوحيد بين السائل والمجيب "69"
10: استخدام الجن بالإضرار بأحد أو نفعه شرك في العبادة:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللجنه الدائمه للبحوث العلميه والإفتاء
فتوى رقم "433"
س: ما حكم المناذير وهو دعاء الجن والشياطين على شخص ما ليعملا به عملا مكروها، كأن يقال خذوه اذهبوا به، انفروا به بقصد او بغير قصد، وما حكم من دعا بهذا القول، حيث سمعت قول أحدهم أنه من دعا الجن لم تقبل له صلاة ولا صيام ولا يقبر في مقابر المسلمين ولا تتبع جنازته ولا يصلى عليه إذا مات ؟
ج الاستعانه بالجن واللجوء إليهم في قضاء الحاجات من الإضرار بأحد أو نفعها ، شرك في العباده، لأنه نوع من أنواع الاستمتاع بالجني بإجابته سؤاله وقضائه حوائجه في نظير استمتاع الجني بتعظيم الإنسي له واستعانته به في تحقيق رغبته،
قال تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ( الأنعام 129)
واستعاذته به في حفظه من شر من يخاف شره كله شرك ومن كان هذا شأنه فلا صلاة له ولا صيام ، لقوله تعالى في سورة الزمر:
الله تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
وقوله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا). [ النساء 48]
وقوله تعالى في سورة الجن:
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً [الجن:6]
ومن عرف عنه ذلك لا يصلى عليه إذا مات ولا تتبع جنازته ولا يدفن في مقابر المسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد واله وسلم .
اللجنة الدائمة - ابن باز رئيسا وعضوية كل من عبد الله بن منيع وعبد الله بن غديان وعبد الرزاق عفيفي. فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء"96"
11: الكلام على الطريقة المحمودة:
الكلام على الطريقة المحمودة في العزائم يقال والله أعلم وأحكم أن سليمان بن داود عليهما السلام أول من استعبد الجن والشياطين واستخدمها وقيل أول من استعبدها على مذاهب الفرس جمشيد بن اونجهان قال وكان يكتب لسليمان بن داود آصف بن برخيا وهو بن خالة سليمان عبراني ويوسف بن عيصو عبراني والهرمزان بن الكردول فارسي وعبراني. محمد بن إسحاق النديم في الفهرست
وذكر ابن حجر العسقلاني أن عبد الله بن هلال الكوفي الساحر المعروف بصديق إبليس كان في زمن بني أمية قال أبو عبد الرحمن محمد بن المنذر الهروي المعروف بشكر في كتاب العجائب له حدثني محمد بن إدريس سمعت محمد بن عصمة وكان صاحب حديث يقول سمعت شيخا من بغداد يقول كان من أمر عبد الله بن هلال أنه مر يوما في بعض أزفة الكوفة وقد أهريق عسل لرجل وقد يلعقونه ويقولون اخزى الله إبليس فقال لهم عبد الله بن هلال لا تقولوا هكذا وقولوا جزى الله خيرا فإنه أراق العسل حتى صرنا نلعقه قال فجاء إبليس إلى عبد الله بن هلال فقال له إن لك عندي يدا إذا أثنيتهم عن سبي وانا اكافئك عليها فدفع إليه خاتما وقال كل حاجة تبدو لك مقضية فكان إذا أراد شيئا تهيأ له في الحال وكان للحجاج جارية يحبها فعمل رجل يوما في قصر الحجاج فنظرها فأحبها فجاء إلى بن هلال وكان يخدمه فشكا إليه حاله فقال الليلة آتيك بها فجاءه لما جن الليل والجارية معه فباتت عنده ثم صار يأتيه بها كل ليلة فاصفر لون الجارية من الخوف والسهر فشكت إلى الحجاج فقالت إنه إذا نام الناس يأتيني آت فيذهب بي إلى بيت فتى شاب فأكون في فإذا أصبحت أرى نفس في القصر قال فأمر بطشت من خلوق فقال لها إذا وصلت بيت الرجل فلطخي بابه ففعلت وبعث الحرس فأتوه بالرجل فقال له الحجاج لك اختلفا فأخبرني بقضيتك فأخبره فطلب عبد الله بن هلال فقال يا عبد الله تركت الدنيا وعاملتني بهذا ودعا بالسيف والنطع قال فاخرج عبد الله كبة غزل فأعطى طرفها الحجاج وقال امسك هذا حتى أريك عجبا قبل أن تقتلني ورمى الكبة إلى الهواء وتعلق بالخيط فارتفع فلما صار في أعلى القصر قال يأمر الأمير بشيء ثم ذهب فأتى عليه الحجاج هذه فسجنه فقال لأهل السجن من شاء ان ينحدر معي إلى البصرة فليركب وخط فدخل معه فيها بعضهم وامتنع آخرون ونجا هو ومن معه وقد قال فيها محمد بن إسحاق في الفهرست في الفن الثاني من المقالة الثامنة وأما المعزمون ممن ينتحل الشرائع فيزعمون أن ذلك يكون بطاعة الله وأما غيرهم فيزعمون أنه هو من السحر قال ومن كان يعمل الطريقة المحمودة بأسماء الله ونحو ذلك بن الإمام في زمان المعتضد ومن قبلهم عبد الله بن هلال كذا قال وكأنه ما يتحقق على حاله جيد فقد أورد محمد بن المنذر شكر في كتاب العجائب بسند له أن عبد الله بن هلال صديق إبليس كان يترك لأجل إبليس صلاة العصر وكانت حوائجه عنده مقضية وكان عبد الله بن هلال يسكن أيضا بابل فقرأت في كتاب الأغاني لأبي الفرج من روايته عن إسحاق الموجب عن عبد الله بن مصعب قال قدم عمر بن ربيعة المخزومي الشاعر المشهور العراق فنزل على عبد الله بن هلال صديق إبليس وكانت له قينتان يجيدان الغناء فعمل عمر شعر
يا أهل بابل ما نفست عليكم من عيشكم إلا ثلاث خلال ماء الفرات وظل عيش بارد وغناء محسنتين لأبي هلال وقال محمد بن المنذر حدثنا يحيى بن علي بن حسين بن حمدان بن يزيد بن معاوية السعدي حدثني أحمد بن عبد الملك قال جاء رجل إلى عبد الله بن هلال وكان صديقا لإبليس وكان يترك له صلاة العصر وكانت عنده حوائجه مقضية فذكر قصة. لسان الميزان "1491"
12: لا يجوز استخدام الجن حتى المسلم منهم:
فتوى رقم 10774
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
س: هناك شيخ في الباكستان ظاهره الصلاح والله اعلم .
وهو يقول إنه يعرف الجن الصالحين ويكلمهم عن طريق أحد الأشخاص ممن كان بهم مرض الصرع وعولجوا وهم يساعدون في إخراج الجن من المصروعين ويقول إنه يملك سجنا ليعاقب الجن المذنبين طبعا عن طريق الجن الصالحين وهم لايساعدونه في الأعمال الدنيويه الملموسه للإنسان وقال إنه يملك إجازه لتعليم العرب فمن أراد أن يتعلم يعطيه الأذكار التاليه "آمنت بالله العظيم وكفرت بالجبت والطاغوت واستمسكت بالعروه الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم" هذا بعد كل صلاه سبع مرات قبل أن يتحرك من مكانه وقبل النوم ينفث بيده "الصلاة الإبراهيميه +سورة الكافرون +سورة الإخلاص +الفلق +الناس +أول خمس آيات من سورة البقره +الصلاة الإبراهيميه" 3 مرات ويمسح جسمه وهذا لمدة أربعين يوما وإذا أخطأ يعيد من البدايه ثم بعد أن ينتهي يرجع إلى الشيخ فيطلب له جماعه من الجن مكونه من عشرنساء و عشرة رجال يبقون في صحبته وهذه الجماعه يطلبها من مكة المكرمة وطبعا هذه الجماعة هو لا يراها ولا يسمع صوتها ولكنهم يأتمرون بأمره ولا يطيعونه في أعمال الإنسان الدنيوية مثل إحضار شئ أو رفعه أو ما شابه ذلك فقط يحرسونه من الجن وإذا صادف مريضا بالصرع "من الجن" يقبضون على الجني الذي يقلبه. ويقول أيضا إنه إذا اسلم أحد السجناء عنده يبعثه مع جماعة من الجن إلى مكة المكرمة فإذا كان صادقا يدخل مكة وإذا كان كاذبا لا يدخلها لأن هناك ملائكة تقف عند أبواب مكة تمنع الجن من الكفار من الدخول فما رأي سماحتكم بهذا بالتفصيل وما هو رأي الدين بالزواج من الجنية وهل الآية "فانكحوا ما طاب لكم من النساء" خاصة بنساء الإنس لأن الله سمى رجال الجن رجالا فهم داخلون في المعنى فهل تكون كلمة نساء أيضا للجن والإنس معا وجزاكم الله خيرا ؟
ج: وبعد دراسة اللجنة للإفتاء أجابت:
بأن هذا الرجل الذي ذكرتم يعتبر من الكهان والعرافين الذين نهى الرسول عن إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم وإن أظهر الصلاح والعبادة فالواجب نصيحته وتحذيره من عمله وأمره بالتوبة إلى الله من ذلك وتحذير الناس من المجئ إليه وسؤاله وتصديقه عملا بقول النبي "من أتى كاهنا أوعرافا فسأله عن شئ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" رواه مسلم في صحيحه وقوله "من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" رواه الأربعه والحاكم وقال صحيح على شرطهما وقوله في حديث عمران "ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أوتكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد" رواه البراز بإسناد جيد
اللجنة الدائمة - ابن اباز رئيسا وعضوية كل من عبد الله بن منيع وعبد الله بن غديان وعبد الرزاق عفيفي. فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء"396"
13: طرق استخدام الجن:
أولا: طرق الاتصال واستخدام الجن:
ولا بد هنا أن نفصل بين الاتصال بعمار المنازل واستخدامهم،
والاتصال بقبائل الجن الأرضيين واستخدامهم، والاتصال بروحانية الكواكب واستخدامهم، والاتصال بقوة روحانية الآيات القرآنيه وأسماء الله الحسنى، والاتصال بقوة ربانية مجهولة مسانده للحق، والتمييز بين فرقة لكم وفرقة عليكم
14:طرق الاتصال بعمار المكان من الجن والشياطين :
والعمار هم الجن الذين يشاركوننا في المساكن وقد ورد في الأحاديث الصحيحة مايثبت مشاركتهم سكننا.
فبشىء قليل من البخور ومناداتهم ومناجاتهم بطرق معلومه عند كل من سبق له وإن اتصل بعمار المكان يستطيع الاتصال بهم، ولا بد من ذكر النداء والعزيمة لإحضارهم، ولا يمكنني ذكر ذلك لئلا يحاول الإخوان تجربة ذلك.
الطريقة الأولى: استخدام قلم رصاص: وغرس إبره في محاية القلم وبها خيط ويمسك الخيط من الأعلى ، ويبدأ المعزم بالطلب من عامر المكان الحضور ومسك الخيط والسيطرة عليه، وعندما يحضر الجني يبدأ القلم في الدوران، ويبدأ الجني بالإجابة على الاسئلة بالالتفاف يمينا ويسارا.
الطريقه الثانيه: يحضر مفتاح كبير ويحضر قرآن ويوضع المفتاح بوسط القرآن على صفحة سورة يس ويبدأ الشخص يقرأ بسورة يس ويكرر الآية "؟" . وبعد قليل يأخذ القرآن بالدوران ، كما في طريقة المحاية ، وهذه الطريقة تعتبر شرك مطلق لأن فيها استخفاف في كتاب الله من جهة، ومن جهة أخرى ممكن أن يرعش الجني يد الشخص الماسك بالمفتاح فيسقط كتاب الله على الأرض ... أسقط الله كل من يرضى ذلك.
الطريقة الثالثة لعبة اللوحة: هناك طريقه شائعة ومعروفة عند الغرب وللأسف الشديد فإن الغرب صدر لنا هذه اللعبه
واللعبة تعتمد على إحضار لوحة من الخشب أو الكرتون وتكتب عليها الأحرف الأبجديه وكلمات ذات استخدام متكرر مثل كلمة نعم وكلمة لا وكلمة موافق والأرقام من صفر إلى تسعه ويوضع فنجان مقلوب في وسط اللوحة ويطلب من شخصين وضع أصابعهم الشواهد على الفنجان بلطف وينادوا باسم "؟" او بأي اسم متعارف عليه، وبعد قليل يشعر الأشخاص بأن أصابعهم تتحرك ببطئ، وهذا دليل لبس عامر المكان لشواهد الأشخاص، عندها يبدأ الحضور بالسؤال عن أي شئ يخطر ببالهم ويبدأ هذا الجني أو الشيطان بإعطاء المعلومات وقد تصل هذه المعلومات إلى درجة كبيرة من الدقة في الاتجاه الذي من الممكن التحقق من صحته ، كأرقام البطاقات الشخصية وتواريخ الميلاد.... وهنا لابد لهذا الجني أو الشيطان من ممارسة إضرام الشر وإشعال نار الفتنة بين الموجودين، من خلال إعطاء معلومات فيها من الدهاء والذكاء ما يكفي لزرع بذور الشر بإبراز معلومات على قدر كبير من الفتنة كإعطاء اسم شخص قام بسرقة شئ ما أو بالوشاية بشخص ، وقد تكون المعلومات صحيحة باتجاه و كذبا وافتراء في اتجاه آخر.
15: كيف يستدرج الجني الإنسي في هذه الطرق:
عندما يتعلق المرء بالاطلاع على أسرار الغير من خلال هذه الطريقة السهلة المنال، يحرس الجن والشياطين على موالاة هذا الإنسان موالاة معاضده شديدة، وبعد مرحلة من الزمن، يدخل الخبراء من سحرة الشياطين ويستخدموا أساليبهم الفائقة الذكاء بإغواء الإنسي، ويأخذوا برمي الرشوة تلو الرشوة لهذا الإنسان الجاهل فيوهموه بأنهم طوع أمره
ومن طرق تعليق القلب هنا، يقوم الجن بالإيحاء إلى الإنسي أنه يملك كنزا في منزله أو في منزل فلان من معارفه، والألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، فيجد الجني أذان صاغية، وأنظار متعلقة بالكنز.... ومن ثم ينتقل الجني بالإنسي يقلبه من حال إلى حال.
ويخدع الجني الإنسي موحيا له بأنه مسلم ومؤمن، فقبل موعد الأذان بدقيقتين نجد هذا الجني يطلب من الحضور الانسحاب من أجل تأدية الصلاة، وهو في الحقيقة يهرب من سماع الأذان، فيصدقوه وتتولد عندهم فكرة بأن الجني الحاضر مسلم مؤمن متمسك بالصلاة. وفي حال أن يكون الحاضر جني وليس شيطان يجلس ويدرس وضع الأشخاص فإذا لمس أن عندهم فكرة القيام لتأدية الصلاة، يقوم هذا الجني بأمرهم بالتوقف إلى ما بعد الصلاة ويخبرهم أحيانا أنه سيصلي خلفهم ؟
وإذا كانت المتصلة بالجن أنثى جميلة المحاسن وكان طرف الاتصال الجني رجل من الممكن أن يقع في عشق هذه الإنسيه فيتسلط عليها بالجنون، فيتسلل من خلال أطراف اليد التي يسيطر عليها لتحريك الفنجان، فيدخل إلى الجسد ويمس جسدها كله فيتسلط عليها بأشكال مختلفه من أنواع العذاب، وهذا كثير متكرر، وإذا كان هذا الجني تابع لأهوائه، يكتفي بالاستمتاع بجسدها ومحاولة عزلها عن مجتمعها
وكذلك قد يحدث العكس بأن يكون المحضر رجل والحاضرة الجلسة جنية أو شيطانة، فيحدث ما حدث للأنثى الأنسية للرجل الأنسي.
16: مرحلة استخدام الجن:
إن كان الإنسان المتصل بالجن ممن يطمع فيه في تأدية رسالة إبليس اللعين، وكان العاشق ممن يعبدون إبليس ممن انخرط في خدمة الشر فيبدأون بعد مرحلة الاستدراج الأولى التي شرحناها، يبدأ الجني بتوجيه هذا الأنسي بالإيحاء إليه عن طريق الوسوسه ليقوم بالتحضير والكشف لأصدقائه من خلال هذه الطريقه، وتتطور المسألة بعد ذلك فيبدأ بالكشف عن الدفين وعن المسروق، ويقوم الجن والشياطين بمعاونته على ذلك حتى يصبح من أصحاب الشهرة في المنطقة ويصبح الشيخ الجليل فلان، وتكتفي الجن والشياطين منه بهذا الحد بداية، وسبب اكتفاء إبليس بهذا الوضع، أن العرافة في الشرع الإسلامي شرك كما ورد في صريح الأحاديث الصحيحة.
لهذا السبب نجد كثيرا من النساء يقُمْن بالفتح في الفنجان أو بمسك المسباح والتكلم بعد إطراقة خفيفه، فهنا لابد من أن نشير إلى أن الشخص بعد انتهاء مرحلة الاستدراج لا يحتاج إلى شئ للكشف وإعطاء المعلومه لأن جسده مس من الجني أو الشيطان الماس لجسده فيتمكن الجني من إسماعه ما يريد مباشرة، ويطلق علماء السحر على هذه الطريقة ومشابهاتها بطريقة الوشوشه، وتكون هذه المرتبة الأولى من مراتب العرافه.
وبعد مشوار طويل يبدأ الشيطان بالتزيين لهذا الشيخ الشيطان بأنهم طوع أمره، وأنهم مستعدون للتعاون معه بعمل خلطات وتركيبات عشبيه لعلاج بعض من الأمراض، ترتفع درجة ومرتبة الشيخ الشيطان فيجد نفسه تورط والنتائج المتوخاة غير مرضيه ،عندها يطلب من شيطانه المساعده بشكل أفضل فتكون فرصة الجني أن يملي شروطه كاملة على الإنسي والشروط كما ذكرت تختلف من صنف إلى صنف من أصناف الجن والشياطين، وتختلف من أن تملأ هذه الشروط على رجل كان على مقربة من الحق فاضلوه فمثل هذا الشخص يكتفوا منه بداية بتلاوة الترانيم الشيطانية ومخاطبتهم بالطلاسم، وغالبا ما يكون مقتنع هذا الإنسان بأن الذي يعمله صحيح ومطابق للشريعة الإسلامية، وهذا الإنسان ما خدع إلا لجهله بالخالق المعبود وبشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، أما الإنسان الأقل معرفة فيطلبوا منه أن يستدعيهم وهو ساجد على الأرض، وإما يأخذوا عليه عهدا أن يضع القرآن أمامه وتكون يده عليها شئ من النجاسة فيضع يده على القرآن فيتوهم الموجودين أن هذا الإنسان يعمل بالقرآن ويطبق تعاليم القرآن، وحيلهم في ذلك كثيرة. إلا أنه يكون ظاهرا أنه يعمل بغير القرآن. وأعطيكم أمثلة موثقة بالصوت والصورة
أولا فيلم العالم: الآخر "الجن: الذي بثته محطة ال ام بي سي في شهر 1/2004 كان هناك شابا يدعي أنه يكشف السحر ويبطله عن طريق أصدقائه من الجن دون تلاوة قرآن ولا حتى تلاوة الطلاسم، فمجرد أن يدخل المكان يقول أن أعوانه يقولون أن هناك سحر، فيطلب من أعوانه المزعومين فك السحر، فيفرك أصابعه ويقول فك العمل؟!!!
ثانيا: فيلم العالم الآخر "القرين" والذي بث في نفس الفترة، كان المدعو أبو سيف يقول أن له أعوان من الجن، وأنه يعالج بالقرآن ؟ إلا أنه قرأ عزيمة البرهتية بدل القرآن، وهذه العزيمة هي عبارة عن عبادة للشيطان، كما وكتب على يد الشخص الذي ادعى أنه سيعالجه من السحر، كتب الخاتم السليماني في يده، وكان يوعز إلى الجن بلبس الشخص، ولم يكن يخرج الجن منه، وكان يخاطب من يتعامل معهم من الجن بالتعظيم "احضروا بارك الله فيكم وعليكم" ومن أراد الاستزادة فليحضر فيلم القرين مرة أخرى ويدون ملحوظاته.
المرتبة الثالثة لاتتأتى لشخص إلا أن يكفر كفرا صريحا بواحا، فيكون ظاهره وباطنه الشرك ومجابهة الإسلام والمسلمين، فإن كان العهد بين الإنسي وطائفة من الجن المسيحي، يكون هؤلاء الجن في مجال تأييد للدين المسيحي ويكونوا حربا على الدين الإسلامي ونجد أنهم يميلون كل الميل لأبناء دينهم، وإذا كان الجني صاحب العهد يهودي يكون أيضا متعاطفا مع الديانة اليهودية، حربا على المسلمين والنصارى، وإن كان صاحب العهد شيطانا أو ذميا خادما لشيطان فيكون حربا على كل من يؤمن بالله، وخلاصة القول فالجن والشياطين أصحاب عداوات معلنة مع جميع الملل والطوائف من بني البشر
17: الاتصال بقبائل الجن:
تنتشر قبائل الجن في المناطق غيرالمأهولة بالسكان، وهم مثل الإنس يعيشون ويتناسلون ويعملون بالمجالات المختلفه وتتفاوت ثقافاتهم ومستوياتهم العلميه فهم كالإنس تماما، ولكل قبيلة من هذه القبائل كبير إما أن يكون شيخا أو أميرا أو ملكا بحسب اتساع ملك قبيلته، ونتيجة لظروف متعددة كان هناك اتصال بين الإنس وبين بعض هذه القبائل وهنا لا بد للإنسان من معرفة اسم كبير القبيلة حتى يتمكن من مخاطبته ،وقد ورد في الوفادة الرابعة للجن على رسول الله أن كبيرهم كان اسمه وردان، وأشهر طريقة معروفة للتعرف على هؤلاء الرؤساء من خلال محاكمات سفهاء هذه القبائل أثناء تلبسهم لبني الإنس، فيظطر الساحر لسؤال الجني الذي يصرع الإنسان الممسوس عن اسم قبيلته، وعن اسم كبير قبيلته، حيث يقوم الساحر باستدعاء هذا الكبير ليأخذ العهد على ابن قبيلته بعدم التعرض للإنسي المصاب مرة أخرى والانسحاب من الجسد، ويمكن للإنسي استدعاء هذا الكبير إذا وافق على قبول الإنسي كصديق، وهنا لا بد للإنسي من ذبح الذبائح لكبراء هذه القبيله ويمكن الاتصال بينهم بظهور الجن على أشكال الإنس، أو الظهور من خلال الكشف المرئي من خلال وسيط يطلق عليه اسم ناضر، أو من خلال تلبس الجن بأحد من الإنس وإيصال المعلومة على لسان الإنسي.
وهنا يخطر على بال أحد القرّاء سؤال هل الاستعانة بكبير من الجن على سفيه من الجن لرفع أذاه عن الإنسي جائز؟؟
اللجنه الدائمه للبحوث العلمية والإفتاء
السؤال الثالث من الفتوى رقم 7804
: س:ما حكم الدين في الذين يقرأون على الناس بآيات الله الكريمة وبعضهم يحضرون ويشهدون الجن ويتعهدونهم بعدم التعرض للشخص الذي يقرأ عليه هؤلاء .
ج: رقية المسلم أخاه بقراءة القرآن عليه مشروعة، وقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في الرقيه ما لم تكن شركا، أما من يستخدم الجن ويشهدهم ويأخذ عليهم العهد ألا يمسوا هذا الشخص الذي قرئ عليه القرآن ولا يتعرضوا له بسوء فلا يجوز.
اللجنة الدائمة - ابن باز رئيسا وعضوية كل من عبد الله بن منيع وعبد الله بن غديان وعبد الرزاق عفيفي فتاوى الدائمه للبحوث العلمية والإفتاء"163"
18: استخدام ملوك قبائل الجن
الاستخدام يعني دائما التسخير، ولكي يتمكن الانسان من تسخير هؤلاء الملوك لا بد من أن يدخل في خصوصيات الأقسام التي لها سيطره على نفوسهم، ولا بد من الاستعانه بمن هو أقوى منهم لإلزامهم بالحضور والاستجابة .
وهم كما يعتقد السحره أصحاب اختصاصات فمنهم على سبيل المثال الملك طارش وهو ملك الكنوز والدفائن كما يصنفوه، والملك "أبو ديباج" ملك القرائن، والملك" أبو الزمازم" وغيرهم من الملوك الأرضية.
يبدأ طالب هذا العلم بالاختلاء في مكان خالي من الناس كمغاره أو منزل مهجور، ويزاول الصيام المخالف للشريعة الإسلامية، وهو الامتناع عن أي طعام خرج من الروح أو فيه روح، ويشترط في بعض الحالات تناول خبز الشعير اليابس والزيت، ويمنع استخدام الإضاءة، ويبدأ الشخص بتلاوة القسم المطلوب بأعداد معينة، وعلى مراحل يبدأ الجن بمحاولة الظهور بأشكال مختلفه حتى يتمكنوا من قلبه والسيطرة عليه، وقد تتكرر هذه الخلوة على عدة مراحل وفي النهايه 90% من الذين يطبقون هذا النظام يخرجوا بإحدى الأمرين، إما أن يختل ويلبسه جني أو شيطان، وإما أن يتمكن من تحمل ما شاهد وهنا سيملون عليه شروطهم الشركية، والتي تبدأ بالخروج عن شرع الله تدريجيا حتى تصل الأمور إلى درجة العبودية بينهم، وهنا يصبح مستخدم الجن على عتبات الساحر.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيخ عايش القرعان
المفضلات