وصلني هذه الرسالة عبر الايميل فعندما قرأتها بكيت بكاء شديد فلم ابكي من الحزن ولا من الألم ولكن بكيت من القهر على عروبتنا المشتتة ولهذه الدرجة تخلى العرب عن شرفهم وعن كرامتهم .
إن عدد شهداء الحرب على غزة ارتفع إلى 1133 والجرحى نحو 5150
لا يوجد عرف ولا منطق ولا دين يقول بأن يقتل شعب ويعتدا عليه ويقف صامتاً مكتوف الأيدي , وحتى عندما أعلن التهدئة فترة 6 شهور أستشهد30 شخص من غزة لوحدها ومنهم الأطفال وتم تجويع أهل غزة جميعهم في هذه الفترة في حصار مطبق , وبعد هذا كله يستوجب علينا أن نسأل ونبحث عن الإجابات :
سؤال مهم جداً : لماذا الأعداد الهائلة من الضحايا والجرحى جراء العدوان على غزة ؟
من اللحظات الأولى للعدوان على غزة , خرجت أصواتاً وخاصةً من صناع القرار العربي وخصوصاً مصر وقياداتها وقيادات السلطة في رام الله , تقول أن المسئول عن الدماء التي تراق والتي سوف تراق في المستقبل يقع جزء منه على عاتق حماس لأنها لم تمدد التهدئة , هذا ما دعا إلى تمادي إسرائيل في قتلها وعنفها الشديد في غزة ففي الحقيقة لم تتوقع إسرائيل مبررات عربية رسمية بهذا الشكل لمصلحتها في العدوان على غزة , فاستمرت في حربها الشرسة لأنها تعلم أن هناك من سيقوم بتبرئة إسرائيل وتلفيق التهمة لحماس , ألا وهم : قمة الهرم في حكم الشعوب العربية وهي السلطات الحاكمة في الوطن العربي وعلى رأسها مصر التي لم تتوانى في إكالة التهم لحماس والتهجم عليها وكأن حماس من عالم آخر وكأن حماس وحوش كاسرة تعشق الدماء وتعشق أن تموت حركتها وتنتهي تحت النيران الإسرائيلية بلا هدف محدد ,وعلاقتها بإيران وسوريا وقطر وكأن هذه الدول الثلاثة مجرمة وسفاكة للدماء وتقوم بمذابح ليل نهار ضد العرب والمسلمين ( الخزي والعار لموقف مصر ) لهذا تمادت إسرائيل في القتل والتدمير , وهذا لوحظ صراحةً في الإعلام الإسرائيلي لأمراء الحرب على غزة في إسرائيل بان العرب والمجتمع الدولي مقتنع أن حماس هي المخطئة في حساباتها فيجب أن تدفع الثمن , بل ويتعدى الأمر هذا , فعندما نسمع المواقف الرسمية لمصر التي تصرح بالعلن أن ما يحصل في غزة هو من أخطاء حماس على الأرض , ( زاد الطين بلة ) فجعل العدو يثخن في القتل و الخراب على الأرض دون أدنى حساب ( فكيف يحسب حساب ومصر تبرر له عدوانه على غزة في لوم حماس في ذبح القيادات الحمساوية وقتل أبناء حماس وأطفالها في غزة فنحن نعلم مدى شعبية حماس في غزة ) فالأمر مضحك جداً ولكن لا مجال للضحك , يا للعار على مصر .
إن موقف مصر الرسمي هذا سيسجله التاريخ بالخزي والعار وخاصة عندما يحرجها الموقف الإسرائيلي بعدم وقف الحرب على غزة رغم موافقة حماس على وقف إطلاق النار , لذا النصيحة لرجالات السياسة والإعلام في مصر الابتعاد عن أن تبدي رأيها في حرب غزة , فالصمت شرف لها في هذه اللحظات , فتوجيه اللوم للمذبوح والقتيل والمعتدى عليه , لم تمحوه أي مواقف أخرى وسيفهم أي موقف بعد ذلك بأنه مصطنع , ومن أجل تبيض الوجه , فالعدو الصهيوني لم يراهن عليه مهاما حدث ( ستؤكلون لحماً وتلقون عظماً ) فمعهود عليه ذلك فهو تعنيه مصلحته ومصلحة شعبه وكم من العملاء والمتخاذلين قامت إسرائيل بحرقهم اجتماعياً وسياسياً وفي شتى المجالات , فالمواقف تحسب لكل صاحب كلمة ورأي فالولاء في حالة الحروب يكون معروف إلى أين يتجه فأي تصرف يحسب ويكال بمكيال الشرف ولا غير سوى الشرف ( شرف المهنة – شرف العروبة – شرف الإنسانية – شرف الدين والعقيدة سواءً كانت مسيحية أو إسلامية – شرف الأمانة ) .
كل التحية للشرفاء
المفضلات