أخي بلال
موضوع على درجة عالية من الاهمية نظراً لانه يتناول جزء هام من حياة سيد البشرية ( صلى الله عليه وسلم ) الا وهو حياة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) الاسرية لما بها من معانٍ هامة ومظاهر صادقة وسيرة يحتذى بها على مدى الازمان .......
والمتتبع لسيرته ( صلى الله عليه وسلم ) وخاصة تلك المتعلقة بالمرأة وخاصة زوجهُ يجد انها من المثالية والروعة واحقاق الحق والتفاعل الزوجي والاسرة السعيدة من جميع جوانبها ما يعجز أعظم كُتاب السير من الأتيان بمثلها على مدى الدهر كله وذلك لان نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) كان عادلاً محباً صادقاً مدافعاً عن حقوق زوجاته يعطي كل جانب من جوانب حياته الزوجية حقها المشروع لها ....... وهي سيرةٌ يجب ان يقتضي بها كل مسلم يريد ان يكون بيته سعيدأ ويعيش حياة هانئةٍ خالية من المشاكل والعقد ......
أخي الكريم ..... أحبائي ...
لو بنظرة سريعة الى ملفات المحاكم الشرعية في ايامنا هذه نرى وبشكلٍ كبير ملفات الطلاق بين زوجين حديثي الزواج بأعدادٍ كبيرة لافتة للنظر ، وفي أغلبها تكون نتاج مشاكل تافهة حدثت لان التوافق الفكري والترابط الاسري ما لبث ان انعدم بينهما وذلك للتضارب الكبير ما بين السراب الذي عاشاه قبل الزواج وما بين الواقع الحقيقي الذي نشاء من علاقة الزواج التي بنُيت على اساساتٍ زائفة تحيطها الاكاذيب من كل جانب ..... وايضاً تدخل الاهل في تشجيع ابنائهم على الشد بالحبل الوهمي الذي ظنوا انهم طوقوا به رقاب بعضهم البعض به .......
ان حياة الشاب أو البنت في ظل الاسرة لكلٍ منهما تكون على اساس محبة الوالدين لهما وهم يتنعمون بهذا الحب لانه فطرةٌ من الله اوجدها بين الوالدين وابنائهم ، يتخلل هذه العلاقة بعضٍ من المشاكل التي تحدث تارة بين الوالدين لاسبابٍ عده يُظلم بها الوالد مرة وتظلم بها الام مرات كثيره ، هذه المشاكل لا بد وان يعلق في ذهن الابناء بعضاً منها وهم * أقصد الابناء * يرى ان هذا الفعل الذي قامت به الوالدة هو فعلٌ خطاء ويخزن في عقلة فكرة انه لن يسمح لزوجته ان تفعل ما رأه فعلاً خاطئاً من والدته ....... والفتاة حين ترى ان والدها قد كان خاطئاً بتصرفاته مع والدتها تخزن في ذاكرتها انها لن تسمح لزوجها بالمستقبل بفعل ما فعل والدها بأمها ، وهذا كله في العقل الباطني سرعان ما يظهر للعيان بعد الزواج .....
وحين يعتقد الشاب والفتاة بأنهم يحبان بعضهما البعض يصبح كل طرفٍ يحاول ان يظهر بمظهر الصادق الامين وانه المثل الاعلى للشباب وكذلك الفتاة هنا يكون لا بد من الكذب في فرض هذه المثالية ويستحسنوا فعلها وتبداء الاقنعة المزيفة بالظهور وتبداء الاحلام السرابية بفرض نفسها على أرضية الكذب والنفاق
وأذا ما تمت الخطبة لهاذان الشابان ، تزداد الاكاذيب شراستاً وتفعل فعلها بتصوير الحياة المستقبلية لهما على انها الحياة المثلى التي سوف يعيشونها ..... ويأتي ذلك اليوم ويتم الزفاف على قاعدة ان كلٍ منهما قد عرف وخبِر الاخر بكل جوانب الحياة المنتظرة ظاناً انه قد استطاع أحكام حبله على رقبة شريكه بتشجيع من الاهل وخاصة الامهات ، وتمضي الايام الاولى على أجمل ما تكون وذلك تحقيقاً لرغبات الطبيعة التي اوجدها الله عز وجل في بني البشر من الزوجين ...............
ها قد ذاب الثلج وبان المرج ...... تبداء الامور بالانكشاف وتذوب العاطفة الجياشة سريعاً وتفرض الرغبات الغير طبيعية نفسها على العلاقات الاسرية الحديثة لا حب كحب رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) لا تفاهم لا ترابط لا صدق لا تعاون لا أحترام لا عاطفة لا .... لا ...... لا ...... هنا يفشل هذا الزواج فشلا مريعاً وينفصل محبي الامس عن بعضهم البعض وذلك لان كل ما كان عبارةٌ عن أوهام وسراب أوجدوها للسير بعلاقة الحب التي خافا ان يفقدانها لانها وكما يعتقدان ستدمرهما ولن تكون بعدها لهم بها حياة ، وهم واهمون اشد الوهم بذلك .
أما اذا تزوج شابٌ بفتاة زيجة طبيعيةٍ دون علاقاتٍ سابقةٍ * وكثيرٌ منها تدوم * والتجارب على ذلك كثيرة والحمد لله ، فأن العلاقة الناشئة بينهما تكون مبنيةٌ على الصدق أولاً وعلى تبادل الاحترام والتفاهم والمحبة الصادقة والعواطف وليدة اللحظات الجميلة التي يقضيهانها مع بعضهم البعض وأيضاً هنا لا يكون لتدخل الاهل في حياتهم الاسرية له أي مفعول يذكر لان الحياة التي يعيشانها هي حياتهم هم بعيدةٌ كل البعد عن حياتهم منفصلة كل في بيت أهله ... حيث يحاول الشاب ان لا يكون نسخةُ كربون عن حياة والده بكل ما فيها ويصحح الاعوجاج الذي كان بوالده عن طريق الحب الذي نشاء بعد زواحهم ولاكتساب رضى الله عز وجل في علاقته بزوجته .... وأما زوجته هي الاخرة تحاول ان تعيش حياتها هي لا ان تعيش حياة والدتها التي كان بها من الاخطاء ما كان وتنمي وتتفاعل مع هذا الحب الذي أحست به وأحاط كيانها كله ...
أذاً اخي بلال نستخلص من كل ما تقدم أمورٍ نذكرها هنا في عجالة : -
1- الحوار والتسامح سمة حياة زوجية ناجحة
2- المرونة في حل المشاكل الانية هي مفاتيح هذا الزواج الناجح
3- روح التغير والمفاجأة وتنظيم الوقت لاعطاء الايام رونقها الاصلي وجماليته ولاظهار محاسن الزوجين كما كانا في بداية زواجهما لاعطاء العلاقة العاطفية ذاك الدفء المطلوب ولاستمراريته
4- الغيرة المحببةِ لكلا الطرفين ولها عاملٌ مهم في تقوية الروابط الاسرية * أقصد هنا الغيرة الخفيفة لا الشك والاتهام الباطل الغير صحيح *
واخيراً أخي الاخلاص للبيت والزوجة اشد الاخلاص في جميع الظروف العملية والحياتية لكلا الزوجين وعدم تفضيل الاخرين على أيٍ من الزوجين والكلام الناعم الجميل والاحاسيس المرهفة العالية المعاني والسامية ، وذلك لان الزوجة أو الزوج على حدٍ سواء هم بحاجة لتلك الكلمات ان يسمعوها من بعضهم البعض لا ان يسمعوها من الجيران وأيضاً مهما كبُر الشخص ( الزوج أو الزوجة ) هو بحاجةٍ لها لاستمرارية العاطفة التي بُني عليها هذا الزواج بالاساس .
أعذرني أخي على هذه الاطالة التي اجد اني استرسلت بها وذلك لاننا سمعنا الكثير الكثير من حالات الطلاق أو عن علاقاتٍ كاذبةٍ تنشاء ما بين شاب وفتاة من أجل الوصول الى رغباتٍ شهوانية حيوانيةٍ بعيدةٌ كل البعد عن ديننا الاسلامي وعن هدي رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) والذي تناولت سابقاً جانباً واحداً من جوانب حياته العطرة وهو الجانب الاهم في كيفية أعطاء المرأة حقها زوجةٌ كانت ....
المفضلات