احبائى تحية وبعد
لقد هالني التناقل الكثير لكتابات عن تاريخ قبيلتنا في المواقع الالكترونية وبمعلومات لا تستند الى سند واضح يرقى بها الى مستوى الحقائق وعدم ترابط تاريخي وزمني للاحداث فيها.مما شجعني على البحث والدراسة في هذا الموضوع بحيث توصلت الى حقائق وةقناعات مفيدة يتناولها هذا البحث .
والله من وراء القص
أبو أحمد راضي عبد الله الخوالدة
تاريخ قبيلة بني حسن في العصر العثماني
اعداد راضي عبد الله البشير الخوالدة
بلعما 15-4-2012
تقديم
إن الدارس للتاريخ القبلي لكثير من القبائل العربية وخصوصا القبائل الشرق أردنية يلحظ أن هنالك فجوات تأريخية يصعب تغطيتها عند البحث والدراسة لتلك المراحل التاريخية ولعل التنبيش والبحث المعمق في المصادر المتعلقة بتاريخ شرق الأردن في العصر العثماني وفي تاريخ الأحداث الموازية لذلك -يمكن أن يسعفنا في التوصل إلى التوصيفات التاريخية لقبيلتنا بني حسن وهي أحدى القبائل التي شاب التأريخ لها بعض الضبابية بسبب تلك الفجوات .
ولعل تلك الفجوات تعود لغياب التدوين المكتوب والاعتماد كليا على المناقلة الشفوية للإحداث والتي يشوبها الخلل أحيانا بفعل التقادم و الشخصنة عند النقل.
وفي البحث هذا تم مراجعة مراجع كثيرة و تم محاولة الربط بين الأحداث فيها للخروج بفكرة عامة تصف الأحوال الاجتماعية والسياسية لقبيلة بني حسن في العهد العثماني ولعل الصورة الكاملة لن تكتمل دون دراسات مستفيضة بهذا الشأن.ولعل الجهد الأكبر بتصدره الدكتور محمد عدنان البخيت والذي حاز مؤخرا جائزة الملك فيصل العالمية للإبداع حيث يقوم وغيره بدراسة السجلات الرسمية للعهد التركي وذلك للخروج بصورة واضحة عن تاريخ الأردن في العصر العثماني.
وهنا يجدر القول أن التقصير لازم الجهات المسؤولة في بلادنا في هذا الجانب حيث تركز بحثها على الدراسات المتعلقة بحدثين لربما جعلتهما أهميتهما ألأكثر تداولا لدى مؤرخينا في الأردن, ألا وهما الثورة العربية الكبرى والقضية الفلسطينية.غير أن ذلك ما كان ليمنع الدراسة المتعلقة بالقبائل التي شكلت النسيج الاجتماعي الأردني طوال الخمسمائة سنة الماضية والتي ثبتت في الأردن وعمرته وهم بحق من يطلق عليهم كما يرى روكس العزيزي ((الأرادنة)) ولعل في تأريخهم نفي لما تحاول وحاولت قبله الصهيونية العالمية في ضم الأردن إلي المشروع الصهيوني والذي تطور حاليا إلي الشكل المسمى بالوطن البديل.
غير أن كفاءات أردنية فذة أعادت النصاب إلي موضعه بدراستها لتاريخ القبائل الأردنية والمدن والقرى الأردنية ودراسة الفترة العثمانية ومن أبرز هؤلاء الباحثين الدكتورة هند أبو الشعر والدكتور السردية وغيرهم.
وفي دراستنا هذه سأحول تغطية جانب يتعلق بأكبر القبائل الأردنية تعدادا لتتبع مراحل نشؤها وتكونها وعلاقتها بالمحيط الأردني . ولعل ما كاد يثبط عزيمتي هو الانقراض التدريجي لجيل الختيارية والذين عاصر بعضهم وسمع الحكايات من أسلافهم حول القبيلة وتاريخها وخصوصا من كانوا يحفظون القصيد والأنساب .
غير أنني وجدت كثيرا مما أنشد في الكتب التي كتبها الرحالة الذين زاروا المنطقة في القرون الماضية وبما أنهم في الغالب كانوا مستطلعين ومستشرقين يتبعون جمعيات صهيونية أو إنجيلية درست المنطقة وسكان بهدف استكشافي لغاية التوطئة للقوى الاستعمارية والحركة الصهيونية وجمعيات التبشير لتنقض نحو بلادنا .فقد بحثت على شبكة المعلومات عن مواقع مثل تلك الهيئات ووجدت العديد من المراجع لأولئك الرحالة وساعدتني معرفتي الجيدة في الانجليزية في دراستها. كما وان الجهد المشكور لوزارة الثقافة في مشروعها لمكتبة الأسرة الأردنية قد ساعد في توفير بعض المراجع إضافة إلي مراجع حصلت عليها من مكتبات الجامعات القريبة
البحث
كانت الدراسة في بداياتها محصورة في البحث عن الأحوال الاجتماعية والسياسية لقبيلتنا-بني حسن في أواخر العهد العثماني ,ولكن لتوفر مراجع إضافية و للحاجة للتأصيل للقبيلة كمدخل لدراسة أحوالها كان لا بد من البحث في الأصل والنشأة وخط السير الزمني والمكاني لها.
أصل الحكاية:
لكل حكاية أصل وعندما تكون الحكاية عن قبيلة بحجم قبيلتنا فان البحث يقودك للتنبيش عن الجذور ومحاولة تبيينها من بين أكوام التراب التي تعلوها وهنا قد تتعرض لكدمات من فتات صخري أو حجارة عالقة أو حتى هوام الأرض ,وكل ذلك أقصد به الصعوبات التي تواجه الباحث :وهنا أشير إلي قواعد في البحث عن أصول وتاريخ قبيلتنا لا بد من الأخذ بها لكل من يخوض هذا العباب وهي:
1-غياب التوثيق الذاتي للقبيلة من قبل أبنائها أنفسهم وخصوصا في المراحل المبكرة فكان التوثيق هو ما حفظ في الصدور من نسب وأحداث وما يعتري ذلك من تآكل أو تضخم أحيانا في غير محله.
2-غياب القبيلة عن التأثير في الخط الزمني والمكاني للإحداث لفترة طويلة ولي في ذلك مثالين هما:
أولاً:طريق الحج الشامي والذي يمر بمحاذاة مساكن القبيلة لمسافة تزيد عن مئة كيلو
متر فلا ذكر لبني حسن في أحداثة رغم كثرتها وتتاليها سنويا ولقد قمت بمراجعة للقبائل التي كان لها نصيب في الصرة السلطانية السنوية التي توزع على القبائل على طريق الحج لأجل حماية الحجاج ولا وجود لبني حسن في تلك السجلات.
ثانيا: الأحداث التاريخية للخواطر الملاصقة لديار بني حسن كثورة عجلون على الحكم المصري وتناوب الحكم بين ظاهر العمر واحمد باشا الجزار و غيرهم وما رافق ذلك من حوادث و حروب حيث لا ذكر لهم في المراجع التاريخية لتل الفترة والتي فيها ذكر لقبائل أقدم مثل بني صخر وبني مهدي ......
احبائي لمتابعة مطالعة البحث ومصادره ادعوكم الى الانتقال الى مدونة راضي الخوالدة- البلعماوي
المفضلات