حمزة ولولو
لولو قطة جميلة صفراء اللون ذات عينين جميلتين.
هي دائمة النشاط، فتراها تتقافز هنا وهناك، لا تهدأ أبدا كثيرة الحركة، فهي أما تلاحق فراشة وتداعبها، محاولة إلى الوصول إليها في الأعلى، أو تحاول دحرجة كرة كبيرة لتسابقها.
وبرغم حركتها الدائمة ومشاكستها للجميع، إلا أنها كانت محبوبة لدى العائلة كلها، خصوصا الطفل الصغير حمزة، الذي كان دائم المداعبة لها، يلاعبها بالكرة والعصا الصغيرة وحين تتعب وتجوع، يقدم لها الحليب والخبز وشرائح اللحم اللذيذة التي تحبها.
كانت لولو عندما ترى حمزة مقبلا نحوها تهز له ذيلها بفرح وسرور، وتعدو نحوه بسرعة، لتبدأ بالتقافز حوله قبل أن يضع الطعام أماها لتلتهمه هي بسرعة كبير، ثم تنفض شعرها الأصفر الجميل، وتجلس بوداعة وهدوء في حضن حمزة الصغيرة، الذي يبدأ بمداعبة شعرها الناعم الملمس، وما هي سوى دقائق قليلة حتى تنام لولو في حضنه بهدوء..
في أحد الأيام ذهب حمزة وقطته الجميلة في نزهة من نزهاتهما التي اعتادا عليها منذ مدة طويلة. أخذا بالتجول بين الأشجار والحشائش الطويلة، وهما يركضان خلف بعضهما بعضا، يلعبان أحيانا، ويجلسان تحت ظل إحدى الشجرات أحيانا أخرى.
وبعد وقت طويل من الركض واللعب أحس الاثنان بالتعب الشديد، فجلسا في ظل شجرة بلوط كبيرة من أجل أن يستريحا.
تمدد حمزة تحت الشجرة على الأعشاب الخضراء الطرية، فيما جلست لولو الى جواره تستريح.
وبعد قليل أخذ النعاس يدب في جفني حمزة، فلم يتمالك نفسه نام على الفور، وكانت لولو ترقبه بيقظة كاملة وكأنها تحرسه.
بعد مضي زمن قصير على نوم حمزة، تسلل ثعبان كبير من بين الأشواك المحيطة بالشجرة وأخذ بالزحف متجها نحو الطفل النائم.
كانت لولو متيقظة تماما، وقد لمحت الثعبان وهو يتقدم نحو صديقها، وما إن اقترب من مكانهما حتى أنقضت عليه، وشنت عليه هجوما عنيفا بمخالبها وأنيابها.
طالت المعركة بين الاثنين، كل يريد الفوز بها، ونتيجة لصوت العراك الدائر حوله، صحا حمزة ورأى ما تفعل لولو بالثعبان الضخم، الذي كان يئن تحت ضربات مخالب قطته، ليقرر الثعبان الجريح الهروب من المعركة قبل أن يخسر حياته.
لم يصدق حمزة ما رآه بعينيه، فلم يكن يتوقع أن تنتصر قطته الجميلة على ثعبان ضخم كهذه.
كانت لولو سعيدة، وتهز ذيلها بفرح، فقد استطاعت إنقاذ صديقها من أذى الثعبان.
حملها حمزة فرحا بها وقبلها وكأنه يشكرها على معروفها معه فلولاها للدغه الثعبان اللعين.
المفضلات