
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيشات
منذ زمن بعيد شكلت العلاقة بين الرجل والمرأة مفصلاً وإشكالية كبرى في المجتمعات بشكل عام وفي مجتمعنا على وجه الخصوص.
إن هذه العلاقه لها عدة وجوه يتعلق أولها بكينونة المرأة داخل المجتمع وقدرتها على أن تكون جزءاً فاعلاً ومؤثراً فيه بشكل كامل.
ويتعلق ثانيها بصفات التابع والمتبوع، أي علاقة التابع والمتبوع التي طالما كانت الوجه الأكثر وضوحاً في تلك العلاقة.
أما الوجه الثالث لهذه العلاقه فهو التعامل مع المرأة باعتبارها من ممتلكات الرجل الذي يمارس حق الوصاية المطلقة على المرأة داخل منظومة من العلاقات الأسرية والاجتماعية والاقتصادية.
ونظراً لأن هذه العلاقة هي علاقة مضطربه في جوهرها فإنها تفرز بالضرورة الكثير من الاحتقان الذي يعيق حركة المجتمع بدرجة أو بأخرى ويحد من فاعليته في منظومة الحركة العالمية التي تفترض الكثير من الفاعلية والديناميكية في ظل التنافس العالمي القوي.
إن الخطوة الأولى للخروج من اضطراب العلاقة والاحتكاك الناتج عن هذا الاضطراب يكمن في تغير النظرة في التعامل مع المرأة باعتبارها إنساناً وليس باعتبارها شيئاً، أي الانتقال من مرحلة التشييئية (تشييء الأنثى) إلى مرحلة الأنسنة (النظر إلى المرأة على أنها إنسان). ففي ظل الرؤية الاولى يتم النظر إلي المرأة باعتبارها شيئاً حتى وإن ارتفع ليصبح "جوهرة" أو انحط ليكون "عاراً". إن المرأة- الشيء (مقارنة بالمرأة الإنسان) تظل بالضرورة أقل قدرة وفاعلية في الإسهام في بناء المجتمع. ولكي يتحقق إطلاق الطاقة الكاملة في المرأة بشكل فعال لا بد من الانتقال من تلك النظرة التشييئية للمرأة إلى النظرة المؤنسنة.
إن هذا الارتقاء في النظرة والمفهوم حتى وهو في طور التشكل يقود إلى ارتقاء مواز في العلاقة بين طرفي المجتمع يتمثل في تحول العلاقة (الحالية) ما بين رجل (إنسان) وجسد (شيء) إلى علاقة إنسانية بين رجل وامرأة أي بين إنسان وإنسان وهذا ما يرتقي بالعلاقه بين الطرفين الى سموا العلاقه ويفجر طاقات الطرفين ليبدع كل منهم في اتجاه موازي للااخر لا متقاطع معه
فعلا اتمنى من المجتمع التحرر من الوجوه والفكار السلبية التي تواجه المرأة
والنظر اليها كما اشرت في مقالتك
لا تستطيع كلماتي التعبير عن مدى اعجابي بطروحاتك
كل الشكر والاحترام لشخصك الرائع
المفضلات