مشكوره على المقدمة
اكتبيها وتوكلي على الله
احتراامي
انتظرت ولم أرى الفصل الثاني فهل سيطول انتظاري ؟
عزيزتي هلّا عجلتي في وضع الفصل الثاني ؟؟؟
تقبلي احترامي
أشكرك على اطراءك وانتظر جديدك بإذن الله
وانت مثل أمي تماماً ............. تحياتي
وهاهي تلك الحياة ابتسمت له لأيام.. وصار يخرج لهاته الدنيا بفم مبتهج وابتسامة على الرغم من أنها ابتسامة حزينة الا انها عبرت عن ما يلج في صدر ذاك الغلام..
وهكذا مرت الأيام.. حتى حسبته انسانا آخر وعليَ الملام!! ..
خرجت ذات يوم الى ذلك الشارع.. واذ بوجهي يقع على وجه تلك الخادم التي مافتئت تزوره لحقبة شهور تمثلت في مجموع أيام .. كانت مسرعة ووجهها كما المخضب التائه المصفر بادمان.. أردت استوقافها والسؤلان.. لكن الموقف فرض عليَ أمر التناسي والنسيان..
قضيت حاجتي في يوم لازالت خيوطه تلمع كما خيوط شمس ذهبية في يوم حالك.. وكأني عانقت أمواج الشطآن.. تخيلت الخادم كما تلك الأمواج تأتي غدوا رواحا .. لتفرد تلك الشمس أناملها وتتركني في بحر أسميته بحر التيهان..
زرت تلك النافذة من جديد بعد هجران كان شريد..فاذ بحاله القديم يزوره.. واذ بدنيا الاحباط واليأس تسوده.. هنا عقدت العزم على اقتفاء اثر الخادم.. لا لشيء.. سوى لأن حالا كما حاله تستوجب الوقوف والتشبت .. لتغدو حاله عندي كما الدم وسط الشريان..
انتظرتها لشهور هكذا قالت مخيلتي.. في حين ان ساعات انتظاري لم تتعد أيـــام.. فلكم كانت أوقاتي تلك طويلة عسيرة.. وكأني أنا من كنت أعاني آلام الوحدة.. تعب الفراق ووحش الأقارب والخلان..
نزلت سلالم العمارة ذات يوم.. واذ بعيني تطأ أرض الأقدام.. أرض تلك الخادم .. هرعت اليها وأنا أرديها السلام.. يا أخت العرب.. هلا تسمحين لي بسؤال؟؟ .. نظرت الي نظرة شريدة.. تملكني الرعب من ورائها وأصابت جسمي رعشة شديدة.. سقط كتاب من مجموع كتب كنت أحملها.. لتلتقطه متأملة اياه واياي بنظرة سديدة.. ردت علي السلام.. ليزورني حس الامان..
قالت.. فلتتكلمي.. هنا صمت الكلام!! .. لم أجد ما اقوله وقد اختفى المقال.. قلت وأنا في غاية الاحراج والتيهان.. أحسبكي غريبة عن حينا.. فلتقبلي دعوتي ولتشرفينا الى بيتنا.. استغربت الانسانة من قولي.. وكاني قلت غريبا.. مخلا بالمشاعر بعيدا عن حلو الكلام..
أجابتني قائلة.. أعذريني يا بنيتي.. فأنا من اللائي اكفهر لهن وجه هاته الدنيا بصمت الأنام.. أعمل في بيت بعيد من هنا .. وأخاف أن يحس اصحابه بغيابي.. ووقتها علي وعليهم السلام..
قلت لها.. فلتسمحي لي ان ارافقكي الى مخرج الشارع .. فلا احلى علي من التعرف عليكي والكلام..
مشينا ونحن نعانق أنس الصمت الولهان.. الى حين نطق شفاهها قائلا.. غريب أمر هاته الدنيا بغرابة بشر هذا الزمان.. أردفتها القول.. ولم هذا الكلام؟ .. اجابتني .. لازلتي بعمر الزهور ايا بنيتي.. ولا اريد تعكير الحال والمحال.. فلتعلمي ان هذه الدنيا سرب أوهام.. قد تتراءى لكي قمة في الشاعرية والحنان.. في حين أنها تلعب بكي وترديكي قاتلة ظالمة.. ليتبرأ منكي الناس وحتى الاخوان..
توقفت لحظة ووصلت كلامها بحال ذاك الغلام.. استقطعتها الحديث قائلة .. مابالكي وذاك الانسان.. مابالكي وذاك الانسان؟؟
أخرجت تنهيدة.. من أعماق النفس.. لو تكلمت لخاطبت الوجدان.. قالت.. قصته قصة طويلة لم يعرف فيها لهذا الحاضر عنوان.. في حين ان ماضيه أرهقه وأرهق تلك الفتاة المرمية على الفراش خلف الجدران.. فتاة؟؟ وأي فتاة؟؟ قاطعتني الحديث .. موت عمه و غربته الحالكة صنعت ذاك الشتات..
هنا .. مر أبي من أمامي.. استوقف سيارته ناظرا الي بوجه شاحب سباني.. فهمت من عيانه أنه يسألني عن هاته المرأة .. أجبت وبلا استئذان.. صديقة.. صديقة عرفتها في هذا المكان.. واصلت حديثي.. مارأيكي لو نوصلكي الى بيتكي.. لتردفني الحديث قائلة.. لا.. تشرفت بعرفكي.. الى لقاء آخر والسلام.
ركبت السيارة.. وبمخيلتي ألف سؤال وسؤال.. عرفت بداية الخيط.. حال عكر.. فتاة.. غربة.. موت وشتات.. يا الهــــي.. هل أنا في حقيقة.. ام منــــام..
.... ....
....
المفضلات