بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

الرسالة الثالثه

من المسجد الاقصى الى المسجد الحرام

أخي الكريم المسجد الحرام ,.........

اشعر بان قلمي اصبح ما يخط إلا كل شكوى وألم

زفير أزفره بعد أن لبست ثياب الحزن والخوف وخذلني

القريب والبعيد .......

فقد كنت فيما مضى أجد الفرحة في أيام الجمع إذ يؤمني الناس

من قريب ومن بعيد وتسيل بالوافدين إلي دروب وشوارع ..

أما اليوم فأواه ! أواه لو تنفع المكروب أواه !!!

لقد أصبحت في أيام السبت ملعب الغيد ومرتع الصبا والجمال ...

كأنما ضاقت الأرض بما رحبت على شبان اليهود وشاباتهم ...

فلم تتسع لهم إلا ساحتي يتناجون فيها بالإثم ويتساقون فيه كؤوس الهوى

ويتثون الفتنة والفسوق هنا وهناك فيا حسرة علي !.. ويا حسرة على ما فرط المسلمون في جنب الله !!

لم يعد هناك معنى لوجودي فوق هذه الأرض لقد أسست على التقوى ,, وليذكر في اسم الله ,,

فبيعت التقوى بالفسوق والعصيان واشتريت الضلالة بالهدى ,, ولم أعد أسمع

إلا ألحان شهوة ورطانات عجمة ,,, لم أعد أرى إلا سياحاً وسائحات ,,

يستمتعون بالنظر إلي ويعجبون بتطاول الحقب علي ويقلبون البصر بجر الحقائب

بالذكريات الجميلة دون أن تريق عيونهم قطرة من الدمع أو تنفث صدورهم آهة من الأسى ,,

لا يستطيع أحد أن يتصور آلامي وأنا أرى جنود العدو يمشون ذهاباً وجيئة في كبرياء ...

وأسمع قهقهات الفتيان والفتيات عبثا واستهزاء .. وأحس أطرافي تتقطع عضواً فعضوا ...

فأصيح من ألم ونفاد صبر ... ويحكم يا مسلمين ,,,,, أين أنتم هل أصبحتم غثاء .....

لست أبالي أن يتهدم بنياني الرأسي ,,,وأن تتناثر أحجاري المرصوصه .... وأن أصبح ,,,

كومة تراب .. إذا كان ذلك سبيلا الى صون حرمتي من الدنس وحفظ كرامتي من الهوان ...

ماذا أفادتني هذه الزخارف التي أنفقت في سبيلها الأموال والسنون ؟؟ وأي طائل نلته من

ترميمات جاد بأموالها المسلمون ؟؟!!

أيظنني الناس دمية يتلهى بها فعلي أن أكون جميل المنظر ؟!! أيراني الناس مزارا سياحيا ,,,

فيجدر بي أن أكون جذاب الرؤية ؟!! خابت الظنون وفالت الآراء ..!! قبل أن اكون عمارة في

الأرض فإذا حرصت على حياة وخفت سوء مصيرها فما ذلك حرصا على حجارة قائمة ....

وسقف مرفوع وقبة سامقة وإنما هو الخوف على الإسلام أن يلحق به الذل .. وعلى الكرامة

أن تدس في الرغام ...

مما يحزنني أيها الأخ الكريم أن ليس عندي ذكريات حديثة أتعزى بها في هذا الفراغ الذي

طال عليه الأمد تمنيت أن يكون على جدراني وأعمدتي بقع من الدماء .. أن يكون منبري قد

أشرف على معركة ... أن يكون بعض جواني قد تهدم بالقنابل ... ليت شيئا من ذلك قد كان ,,

إذن لوجدت غذاءً أطعمه في نهاري الطويل وليلي الأطول ولكنزت بطولات أتأسى بها في هذه

السنوات العجاف ,,, ولكن واحسرتاه ,,!! لست أجد بعضا .. وتغشاني من حين الى حين لحظات

يأس وظلمات خيبة فأوثر الموت على الحياة ... وأكاد أنادي سقفي أن يخر .. وجدراني أن تنقض

وأعمدتي أن تتهاوى ولكن رحمة الله قريبة .. تدركني فتجلو الغشاوة عن عيني وتفتح أمامي

غداً مملوءا برجال صدقوا العزم والعهد ... وأخلصوا النية والقصد ليسوا خطباء منابر ,,,,,,,,,

وأقول للنفس تأساء وتعزية ... عسى الله أن يأتي بالفرج القريب ,,

أخوك الحزين .......
المســـــــــــــــــــــــــجد الأقصى ,,,,,,,,,,,

هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــا ولنا عودة بإذن الله من بريد أخر
ورسائـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــل لم يحملها البريد ,,,,,,,,,
ترى هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــل تبقى القلوب تهفوا لحمل تلك الرسائل
تحيــــــــــــــــــــــــــــــــــــا تي للجميع دمتن بخير وعافيه ,,,,,,,,