أختي قمر العمري
كثر الحديث في هذه الايام عن المعلم وطبيعة علاقته بالطالب وعن احترام الاخرين له كمعلم ........
** ما رأيكم بمهنة المعلم ؟ وهل تقبلون الوضع الذي أنتم فيه ؟ ** أنتهى الاقتباس
دعونا نتذكر في بداية كلامنا أن أول كلمة نزلت على سيد البشرية جمعاء من رب العالمين هي ( أقرأ ) ولما كان سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) لا يعرف القراءة والكتابة فكان لزاماً على سيدنا جبريل ( عليه السلام ) ان يعلمه معاني هذه الكلمة بالطرق التي هداه الله الى ذالك ........ اذاً كان المعلم الاول لرسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) هو ملاكٌ من الله عز وجل .... وتمضي الايام ويتعلم نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) من ربه ما اراد له ان يتعلم ويُبلغ الامانة وهو النبي الامي الذي لا يقرأ أو يكتب ولكنه اصبح المعلم الاول لهذه البشرية جمعاء الى يوم الدين .......... من خلال ذلك يتضح لنا أهمية وجود المعلم وضرورة قيامه بتعليم الاجيال مختلف العلوم والثقافات عن طريق شرحه لمواد العلم بطرقٍ سهلة محببةٍ ولا يتأتى ذالك الا بتعبه وتفانيه وبذل اقصى طاقاته لهذه المهنة التي هي من اسمى وافضل المهن على الاطلاق . وكما فعل سيدنا جبريل عليه السلام وكما كان نهج سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) المعلم الاول لنا وللبشرية .
أذاً نحن نتفق ان مهنة التعليم هي جهادٌ مستمر في معركة القضاء على الجهل والتخلف والامية .
اما قضية القبول بالوضع الذي أصبح عله حال المعلم في وقتنا الحالي .... أقول بانه وضعٌ لا يحق لنا ان نضع المعلم به لانه وضعٌ غير مقبول على الاطلاق وذلك بسبب عوامل تنقسم الى شقين يكمل أحدهما الاخر
الشق الاول : هو غياب دور الاهل والبيت
حيث يكون للبيت دورٌ في زرع بذور الاخلاق الحميدة والاحترام وتعاليم الدين في الطفل من بداية تكوين حياته لتنمو وتكبر وتتأصل مع تقدمه بالعمر في سني حياته الاولى ولتكون طبيعة شخصيته لدى دخوله المدرسة لتنعكس ايجاباً وأحتراماً وتقديراً لمدرسته ولمعلميه وحتى لزملائه الطلبة في صفه أو في المدرسة ككل ..... وهنا يستطيع مدير المدرسة توجيه اهتمامه لتوفير افضل مساحات الراحة للطلبة وتنمية مواهبهم وتغذيتها حيث ينطلق الى توفير نخبة من المعلمين والمعلمات هدفهم القيام بما وكل اليهم من مهام في تكملة التربية البيتية وتعليمهم مختلف العلوم والمهارات ، ويكون الجميع على قاعدة الاحترام والتقدير والجو النفسي المريح الخالي من التعقيدات والصعوبات .
الشق الثاني : القبضة الحديدية والتي تنتهجها الوزارة على المعلمين
حيث نلاحظ ان تعاليم الوزارة كلها تتحدث عن افضل الطرق وانجعها في مراقبة المعلم وفرض العقوبات الصارمة عليه من خلال المشرفون التربويون ومن خلال الادارة لكل مدرسة ...... وكأننا نقول للمعلم ان الطالب هو سبب وجودك في هذه الوظيفة وعليك ان تعامله وكانك تعامل منجم ذهب ......... صحيح ان وجود المعلم هدفه تعليم الطلبة وبدون طلبة لا يكون معلم ولكننا خُبرنا الكثير الكثير من المعلمين الأوائل ممن كانوا يعلمون على صخرة تحت شجرة حيث كانوا هم الوزير وهم المدير وهم المعلمين حين كان في صفهم طالبٌ واحد سرعان ما يصبحوا أعداداً كبيرة من طلبة العلم ....... وذلك للنتائج الباهرة التي تتمخط عن اساليب تدريسهم والتي افتقدناها نحن في هذه الايام ، متسترين خلف عبارات واهية واهمة تتطالب بأعطاء الطالب حقه بأحترام ذاته وعدم أهانته الاهانة المعنوية والبدنية وكانه قطعة زجاج كرستالية يسهل كسرها ،
وكأن المعلم هنا موجود فقط لاهانته لثأرٍ بينهما ، ويحق للطالب ان يتتطاول على معلمه وعلى مديره ويسرح ويمرح على هواهُ كيفما شاء وكيفما اراد ولا رقيب له ولا حسيب والمطلوب منك ايها المعلم ان تعطي وتقوم بواجبك بكل نفسية هادئةٍ مرحة شفافةٍ متجاهلاً تصرفات ابنائنا الطلبة ومتحكماً للوضع عن طريق الفعل لا الكلام بأظاهر الكرت الاصفر والاحمر ليرتدع الطالب ويتجمد من الخوف ويلتزم بقوانين التربية والتعليم المحفوظة في الادراج وعلى الرفوف التي اكل عليها الزمان وشرب ........ أما انت ايها المعلم فنحن نراقب كل حركة لك وكل همسة لك لنعاقبك بالعقاب المناسب والذي وضع قوانينه جهابذة العلم والقانون لاجلك انت .
مشكورة اختي على هذا الموضوع الهام وفتح المجال للأراء المختلفة حوله من ان تُسمع ..... ومنكِ العذر على هذه الاطالة والتي حاولت من خلالها ابداء الرأي حول مهنة التعليم وما الت اليه وأسمحي لي بتوجيه تحية أكبارٍ وتقدير لكل معلمةٍ ومعلم في الميدان لوزارة التربية والتعليم وكل الشكر والاحترام لهم على جهادهم في معركة تعليم ابنائنا مختلف العلوم والمعارف .
المفضلات