(مصير مجهول )
امتد الامر شهرين وهي بين براثن الالم والحزن ومازالت تشعر بفك الزمن يشد قبضته عليها اكثر واكثر
فالايام تمر ببطء ولحظات الفراق تشتد عليها لتغرقها بالدموع صباحا ومساء ورغم كل ذلك مازالت تستند على املها ويقينها بان الله لن يخذلها ابدا ومازالت تعمل بجد ونشاط واعباءها تكبر وتكبر يوما بعد يوم فالاولاد يعيشون وضعا ماساويا من كل النواحي سواء نفسيا او معنويا وماديا فقد عانوا معاناة كبيرة وهم يعيشون ظروفا سيئة للغاية والوالد يحكم قبضته عليهم وعلى اي محاولة للتواصل معها ورغم هذا ورغم تكرار اكتشافه لاداة الوصل بينهم الا انه لم يتوانى يوما عن ايذائهم بكل الاساليب ومحاولة منعهم من اي اتصال الا انها وفي كل مرة كانت تجد الوسيلة بايصال البديل لهم كل هذا لم يمنعها من اختراع اساليب ايصال المال والعون المادي لهم وتامين احتياجاتهم بالكامل
اخبرها الاولاد ان زواج ابيهم قد بات قريبا وجاءتها كلمات ابنتها الكبرى مهددة بقتل نفسها ان حدث هذا قبل مجيء امها
صدمتها تلك الكلمات ولهجة التهديد المتشربة بالياس في نبرة الابنة
على الفور ذهبت باوراقها الى سفارة بلدها وقابلت المسئولين هناك حيث تقدمت السفارة بطلب رسمي للحصول على جواز سفرها من المحكمة وكان لها ما ارادت مشفوعا باوراق رسمية كدليل لتبرئتها امام عائلتها واهلها الذين لم ينفكوا عن تهديدها بكل الاساليب
حجزت على رحلة ذلك اليوم وكانت قد هاتفت اخويها غير الشقيقين طالبة منهم موافاتها في المطار ورجتهما بعدم تبليغ العائلة بموعد مجيئها وانها لا تريد الا الوصول لابنائها فقط
رغم انهما وعداها بذلك الا ان الخوف وافاهما مما جعلهما يبلغان الوالد الذي بدوره جمع ابناءه واتفقوا على الذهاب الى المطار جميعا ولكن دون ان تعلم هي بذلك وان عليهم احضارها الى بيت العائلة ومنعها من الذهاب لابنائها باي شكل من الاشكال
كان موعد وصول الطائرة الساعة الثانية عشرة صباحا
التقت باخويها وهي لا تدر بما يدبر لها في الخفاء كانت المسافة بين المطار والمنطقة التي يعيش فيها الابناء تستغرق حوالي ال3ساعات ركبت السيارة مع اخويها وانطلقت الرحلة وعند الوصول الى العاصمة طلبت ان تنزل لشراء بعض الحاجيات لابنائها لرغبتها في ادخال الفرحة على قلوبهم فهم ينتظروها على احر من الجمر كان الاخوين يؤخران الامر وقد بيتا النية على مواصلة المسير الى مدينتها التي تتجاوز منطقة الابناء بحوالي ساعة اخرى
وفعلا كان ان مضى الوقت ورفض الاخوان التوقف حيث الوجهة التي ارادتها
اسقط في يدها فالساعة الان تقارب الثانية صباحا ولاسبيل امامها الا الانصياع والاستسلام لرغبة اخويها والاستمرار في طريقها معهم وانتظار مصيرها المحتوم اما
البقاء حبيسة لدى اهلها بقية حياتها او القتل والذي يعتبر مشروعا حسب اعرافهم وتقاليدهم حيث خرجت عن طاعة اهلها كل هذه الافكار راودتها ومازال العقل يعمل ويفكر فلا مناص ولا سبيل ورغم كل هذا مازالت تفكر بطريقة للخلاص
على مقربة من مدينتها وعلى احد مداخلها تواجدت دورية الشرطة وفي جزء من الثانية اتخذت قرارها فاي كان الامر لن يكون اصعب مما ستلاقيه بعد دقائق فتحت نافذة السيارة ورفعت صوتها مطالبة اخوها بالتوقف هرع رجال الامن فورا واضطر الاخ ان يوقف السيارة سالها الضابط عن الامر اخبرته انها تريد الذهاب لاولادها لا اكثر واخبرته انها ان وقعت في ايدي اخوتها فلن يرحموها ابدا
بعد حوالي العشر دقائق من الحديث مع رجال الشرطة وصلت سيارات بقية الاخوة ليقفوا وقد عقدت الدهشة السنتهم والصدمة بادية على وجوههم حاول رجال الشرطة اقناعها بالذهاب مع عائلتها الا انها رفضت رفضا قاطعا
وبعد اخذ وجذب كتب الاخوة تعهدا على انفسهم وتم حجز اوراقهم الثبوتية وتعهدوا بان لا يتعرضوا لها بسوء واخبرها الضابط انه سيوافيها في الصباح ليطمئن عليها
انطلقت مع اخوتها ولا تدري اي مصير ستلاقي ..!!؟؟؟
يتبع ....
المفضلات