ما تحركت من مكانها بسبب الخوف الغريب اللي يجري في عروقها. ما تعرف هل هو بسبب الفكرة اللي سبق وكونتها عن شخصية راكان ؟ أو بسبب طريقته في الكلام واللي هي متأكدة من إنها كلها نوع من الدبلوماسية بس؟ أو إنها ما عادت واثقة من طريقتها معه بعد الزواج بسبب شخصيته المهيبة؟ ما لقت غير الخوف في داخلها وقلبها يدق بشكل فضيع وهي متجمدة في مكانها من غير حركه و الستارة الحمراء ما اختفت عن وجهها البرونزي .
"بــــــــــــوووووووووووووو"
"بسم الله الرحمن الرحيم"
حطت يدها على قلبها ولتفتت لناصر وهو يضحك. كان الكل اليوم يضحك إلا هي
"سلمــــــــــــات يا المزيونه وش في وجهك أحمر وحالتك مختبصه ؟ "
" ألا يا ثقل دمك بغيت توقف قلبي "
ناصر يمازحها
" أصلا هو قلبك معك أشك أنه مع راكان "
وقفت لينا وقامت تلحقه وهو يضحك ويقول
" هذا كله حب تغارين أنطق أسمه "
" أنت سخيف "
ناصر كان يركض لأمه اللي يوم شافت لينا صرخت عليها
" خلي عنك لعب العيال و حطي العشاء لإخوانك بس شاطرة لي في الهبال والسوالف"
ناصر:-" صح صح أنتي كلها شهرين وتروحين بيت زوجك "
لينا :- "أنت ولا كلمه "
أم الوليد :-" بس يا علك اللي ماني قايله بنات الزمن هذا ما يستحن "
لينا :- " شوفي دلوعت قلبك خليه يمسك لسانه "
أم الوليد :- " والله لين لزمت لأقوم أوريك شغلك "
لينا واضح إنها متنرفزه والكل فسر وجها الأحمر على إنها معصبه فقال أبو الوليد
" كلش عاد ولا لينا وأنت يا ناصر أترك حركات البزران عنك ولا تقرب منها لشوف شغلي معك أنت وأمك "
ناصر:-" انبسطي يا حلوه معك حليف قوي "
لينا تضحك لأبوها:-" يسلم لي رأس الحليف طول العمر يا رب "
أم الوليد:-" أنتي ما خربك غير الدلع روحي للمطبخ "
لينا:-" طيب طيب عبير تعالي معي "
أم الوليد :-" أنا بنت أبوي بنته, هذا و العشاء جاهز كسلانة تحطه "
قالت لينا وهي رايحه للمطبخ :- " ما عاد ورى اليوم من الشرشحه من الصبح لليل! خلاص بروح أحطه لكم يا جعلكم ما تاكلونه إلا بالعافية "
الكل ضحك منها عدا أمها لأنها كانت تفكر في مستقبل بنتها وهموم الدنيا فوق راسها وهي تحس إنها ارتكبت أكبر غلطه يوم أهملت تعليم لينا لكل شيء يخليها تقدر تدبر أمورها بحياتها الجديدة وتعتمد على نفسها بس الواضح إن لينا للحين عايشه طفولتها . أما لينا فكانت متعودة على إن أمها تعاملها مثل الأطفال وهي عاجبها إنها تشوف اهتمام أمها فيها مع إن أمها تعامل مشاعل بطريقة وكأنها أكبر من منها. تذكرت لينا المكالمة اللي قبل دقايق فعرفت إنها كانت خايفه إنها ما تأخذ راحتها وإن ما أحد يتحملها ويصبر على دلعها وعصبيتها مثل ما يتحملونها أهلها ويتركونها على راحتها.
-------------------------------------------------------------
الفصل الثامن
مضى شهر على لينا من غير أي جديد يذكر إلا أنها ارتاحت من دروس الطبخ وتستعد الآن للاختبارات النهائية. خلال هذا الشهر انتهت لينا من معظم الترتيبات الكمالية لزواج واللي حضرت فيها مفاجأة لراكان وكانت واثقة إنها ما راح تعجبه وكان هذا هو المطلوب. ولأن عبير كانت المشرفة على كل هذا التعب و هي ما تعرف بالضبط السالفة عن زواج أختها عاتبتها و ما وافقتها على الشيء اللي هي تسوية و ما كانت تدري بالخطط اللي في رأس لينا .لكن لينا مثل عادتها قدرت تلف الموضوع بطريقتها وجابت عذر ما أقنع عبير اللي في النهاية استسلمت لما شافت صلابتها. أما أخوها ناصر اللي كان يويديهن السوق في كل مرة كان ناوي يتكلم مع لينا في الموضوع لكن الخجل منعه من هذا الشيء وكانت لينا في السوق تفهم تلميحاته البريئة لكنها مشت على اللي يقوله لها قلبها المشحون على راكان. خلال هذا الشهر ما كان راكان يوقف عن مكالمتها أو يرسل رسالة إذا ما ردت عليه وكان هذا أكثر شيء يصير وعلى كثر رسائله ما ذكر إنها أرسلت له رسالة وحده ولأن الآن فترة اختباراتها ما صار يرسل لها غير رسائل دعم لأنه ناوي يزعجها بعد ما ينتهي ها الأسبوعين على خير .
في صباح أول يوم اختبارات ما نامت لينا إلا قبل الفجر بساعة والحين هاذي هي في المطبخ من بدري وماسكه كتابها تقرأ فيه. دخل ناصر ومعه هو الثاني كتابه وملازمه وحالته أسوأ من حالتها بس كان مهندم ولابس وكأنه بيطلع بدري فقالت لينا
" صباح الخير شكلك بتروح بدري اليوم "
"أيه بروح الحين بس عطيني كاس حليب أحس معدتي تعورني "
صبت له لينا وأعطته الكاس وهي تقول
" ما كأنه بدري أتوقع انك ما شفت الساعة زين ترى الساعة الحين ست إلا ربع "
"أدري بس أبغى الحق على الشلة أنا وعدتهم اليوم أجيهم بدري نسوي مراجعه جماعية "
شرب الكاس دفعه وحده وقام بسرعة وقال
" أح حار مع سلامة لينا و انتبهي لا يفوتك الباص ترى ما في أحد في البيت "
هزت راسها ورجعت تقرأ في كتابها لما ترك لها المكان هادي. ما كانت قلقانه من الباص لأنه ياخذها بالعادة ست ونص يعني باقي معها وقت. لينا ضابطة المنبه حق الجوال على ست وعشرين دقيقة ورجعت تدرس في كتابها ومجرد سمعت صوت المنبه قفلته ودخلت الجوال شنتطتها وأخذت عبايتها وطلعت للحوش. صكت الباب الداخلي ولبست عبايتها ولفت الطرحه على رأسها وربطت برقعها ورفعته عن وجهها ثم جلست على الدرج وهي تراجع. انتبهت لينا أن الوقت مر و الباص ما جاء ولأن الباص يمر على بيت شمس أول دقت عليها
" صباح الخير شمس "
" صباح النور هلا لينا "
" أقول شمس الباص مرك؟ "
"لا ما مر بس أتوقع بيمر لأنه وقت اختبارات ما أظنه يتغيب "
" أيه بس الحين الساعة سبع إلا ربع؟ "
"يمكن تغير نظام وصول الباصات !"
"طيب دقي عليه شوفي وينه و اسأليه, على الأقل نرتاح. حنا خلقه ننتفض عشانه أول يوم "
" خلاص أنا بدق و أرد عليك "
ما جلست لينا غير ثواني و دقت شمس
" هاه بشري؟ "
" والله ما أقول إلا هذا وهو أول يوم ومن الصبح صار فينا كذا أجل الله يستر على الاختبار "
"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن شر فالك, قولي لي وش قال؟ "
" الرجال قام الصبح و لقى نفسه في الفراش تعبان يقول ما يقدر يمر علينا "
"كيف؟! طيب ليش ما كلمنا من أول يقول لنا! يا الله وش بنسوي الحين ؟ "
" ليه و أخوانك وين ؟ "
"ناصر طالع من بدري وأبوي مسافر وما راح يجي إلا بكره وأحمد تعرفين في كليته يعني ما عندي أحد "
" طيب ما عليه أنا بشوف إذا واحد من أخواني أو واحد من عيالهم يجي ياخذني وأمر عليك "
"لا وين أنتي صاحية ما أقدر "
" أجل كيف؟ يفوتك الاختبار؟ "
"ما أدري بدق على ناصر يشوف لي حل, يا يرجع ولا يدبر لي صرفه "
" خلاص بس طمنيني إذا لقيتي ولا قولي لي أمر أخذك "
"يصير خير "
دقت لينا على ناصر وهي تحس إنها مضطربة لأنها ما تعودت تركب سيارة غير سيارتهم وتستحي كثير وما تحب تنحط في مثل ها المواقف
" آلو ناصر "
" هلا لينا "
" ناصر الباص مهوب مار اليوم علي "
" كيف؟ "
" أي و الله "
"و ليه إن شاء الله ؟ "
" تعبان السواق وما راح يمر فتعال أرجع وأخذني "
" صادقة أنتي المسافة من جامعتي للبيت نص ساعة على ما أوديك الكلية صارت ساعة وبعدين من كليتك لجامعتي ما يمديني أدخل الاختبار "
"أجل وش أسوي أقوم أمي وأخذ تاكسي؟! "
ناصر من غير شعور عصب وأرتفع صوته أشوي
" لا ما عندنا بنات يركبون تاكسي "
" أجل كيف؟ "
"شمس من بيوديها ؟ "
" ما أدري؟ "
"خلاص أجل ثواني وأدق عليك "
جلست لينا تقلب أوراق كتبها وهي ما تفهم كلمه منه حتى دق عليها ناصر
" لينا "
"هاه "
"شوفي أنا كلمت راكان وهو اللي بيودي شمس و بيمر ياخذك معه "
لينا نست شيء أسمه اختبار وقالت
" لا ماني راكبه معه "
ناصر قال وهو قافله معه بسبب الاختبار
" توك كنت بتروحين مع التكسي! وبعدين راكان ما هو غريب تراه زوجك "
"يــــوه طيب كلم أبوي قل له أروح مع راكان ولا مع التاكسي؟ "
" لينا خلي اليوم يعدي على خير "
" نصر صدقني ما أقدر أروح معه "
" يا الله اللي يشوفك يقول أنه بياكلك "
"طيب كلم أبوي؟ "
" يا أختي الله يشغلك خلاص أنا بكلمه الحين و أرد عليك "
كلم ناصر أبوه وشاف أن أبوه يوافقه وحذر من إنها تروح مع التكسي وعصب بس من مجرد طرح الفكرة عليه و رجع ناصر و دق عليها وقال
"شفتي حتى أبوي زعل يوم قلت له التكسي حقك "
" يا ربي "
"شوفي ترى راكان لو وقف عند باب البيت بيدق عليك اطلعي له خلاص "
لينا بصوت يائس
"أوكي خلاص"
" لينا لا تسوين لنا قلق على صبح الله أستهدي بالله و أذكريه و ركزي على الفاينال "
المفضلات