يحكى ان
في غابر الزمان القريب فتاة تزوجت وانجبت غلمانا وجواري
غير انها كانت على موعد مع القدر حيث توفي زوجها والاولاد ما زالوا صغارا
وتركها تواجه الحياة لوحدها بكل ما فيها من مسؤوليات وبكل ما تحمله من هموم
الزمان : حيث كانت تسود شريعة الغاب اكثر من الان ،
و حيث كان البعض يحق له فعل اي شي بحجة انه رجل ، وعندما كانت الرجولية ب من يسرق اكثر
من يتعدى على حقوق الاخرين اكثر ، من يظلم الناس اكثرر ، من ومن .....
اما المكان ، في احدى ضواحي الفلاحين البسطاء وبين جموعهم ،
حيث كانوا يعتاشون على حصاد القمح وغيره من الحبوب وحيث كانوا يعتمدون على القوة كثيرااا
اوراقها الان على الطاولة ، حلقت بها وبدأت تفكر ماذا تفعل !!!
ان عادت لاهالها يجب عليها ترك اولادها لاقاربهم من ابيهم وذلك تعنتا وظلما وجورا من العشيرتين
رغم انهم بالمسكن قريبوا الى حد ما من بعضهم الا هناك بعض المسافة
وان بقيت عندهم فلا سند لها ولا معين ايضا لظلم الطرفين
ماذا تفعل !!! لم تجد بدا من القرار الوحيد الذي يريح ضميرها ويخرجها من مسؤولياتها امام الله عنهم
لبست إزار الاسد وغطت رأسها بشموخ العربية الحرة ومسكت سيف الارادة
ثم وقفت بباب بيتها وقالت إنا هاهنا مقيمون ، فمن يتجرأ ان يتعدى فليقترب
النتيجة : والله لقد تراجعوا امامها كالارانب وحقدوا عليها لسبب واحد فقط
لانهم لم يستطيعوا النيل منها او من اولادها ولا بأي طريقة رغم انها امرأة وحيدة وهم يعتقدون انهم رجال
حقدوا عليها وحاولوا ان يتطاولون عليها بالحديث فكانوا إن ارادوا قذفها قالوا عنها انها رجل
هي في الحقيقة بمئة رجل وليس رجل واحد ، لله درها من امرأة يشهد التاريخ لها على حسن تدبيرها وصحوة ضميرها
عندما كان يواجهها احدهم من بعيد يقول لها انت رجل ،
فكانت تقول له رجل يرد كيدك في نحرك خير من امرأة تعيش في ضعف جورك
لله درها ، صمدت وصمدت وصبرت وربت ابناءها حتى كبروا رغم كل التحديات
واخرجت للمجتمع على الاقل افرادا اسوياء بينما لو ضعفت من اول مرة لخرجوا كغيرهم من المشردين
اكثر ما يسعدني انه كل ما كانت تروى لي هذه الحكاية من امي وخالاتي كن دوما يختم بقول ، وانتِ مثلها
كنت بحق اشعر بالفخر حتى انني ابتسم ولا اعرف بماذا ارد ، اشعر انهن بالغن بالثناء علي
فأن تكون قويا بالحق ولا تستسلم لمن حولك بضعف و تحت اي غطاء للاستسلام لهو بقمة المفخرة ...
المفضلات