فـ"الحكم" في المثل، و"موسى" في الآية، و"محارب" في البيت قد وردت مفسرة لضمائر ذكرت قبلها، ولم يجد النحاة فيها أو في أمثالها ما يخالف قاعدة مطردة، حتى يحتاجوا فيها إلى تكلف وتأويل؛ بل النحاة أنفسهم قرَّروا قاعدة صحة عود الضمير على ما كان متأخرًا في اللفظ، وأصل رتبته في نظم الكلام التقديم، وشواهد هذه القاعدة في القرآن وكلام العرب بالغة من الكثرة ما يَمنع أن يحوم حولها خلاف، والذي جرى فيه الخلاف بينهم إنما هو الإتيان بالضمير مفسرًا باسم يتأخر عنه لفظًا ورتبة نحو: "زان علمه محمدًا"، فالجمهور يذهبون إلى فساد مثل هذا التركيب، ويذهب الأخفش وابن جني وابن مالك إلى صحته، ومن شواهدهم على هذا قول حسان:
وَلَوْ أَنَّ مَجْدًا أَخْلَدَ الدَّهْرَ وَاحِدًا مِنَ النَّاسِ أَبْقَى مَجْدُهُ الدَّهْرَ مُطْعِمَا
المفضلات