مصر ترحب بدعوات "حماس" للعودة إلى المصالحة
والحركة تطالب باعتراف سياسي بحكومتها المقالة
المستقبل - الاربعاء 3 شباط 2010 - العدد 3557 - شؤون عربية و دولية - صفحة 14
رام الله ـ "المستقبل" ووكالات
أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي أن القاهرة ترحب بالدعوات المتتالية لقادة "حماس" بشأن الرغبة في تحقيق المصالحة الفلسطينية ولكنه شدد على أن الوثيقة المصرية غير قابلة للتعديل، فيما اعتبرت الحركة أن المصالحة يجب أن تقود الى رفع الحصار السياسي عن حكومتها المقالة في قطاع غزة.
وقال زكي في بيان إن "التصريحات المتتالية من عدد من قادة حماس بشأن الرغبة في تحقيق المصالحة الفلسطينية هي محل ترحيب". وأضاف أن "تلك الرغبة كانت مفقودة على مدار الفترة السابقة بسبب اعتذار حماس في العاشر من تشرين الأول (اكتوبر) عن الموافقة" على الوثيقة المصرية المقترحة و"عن الحضور الى القاهرة في 25 من الشهر نفسه للتوقيع عليها ثم تعللها بعد ذلك بوجود اختلافات في الوثيقة عما تم الاتفاق عليه".
وشدد زكي على أنه من غير الوارد فتح الباب لإدخال تعديلات على الوثيقة معتبراً أن "هذا الأمر من شأنه تعطيل المصالحة فعلياً الى أجل غير مسمى، ففتح الوثيقة لتعديلات من تنظيم ما يعني فتحها للجميع وهذا أمر يعني العودة الى الوراء".
وشددت وزارة الخارجية المصرية على أن "الموقف المصري لا يزال هو ضرورة التوقيع أولاً على الوثيقة ثم أخذ كل الملاحظات من جميع الفصائل في الاعتبار بعد ذلك عند التنفيذ".
وفي الأسابيع الأخيرة دعا عدد من مسؤولي "حماس" أكثر من مرة الى استئناف جهود المصالحة، والى دعوتهم لزيارة القاهرة من أجل إحياء هذه الجهود.
وصدرت آخر هذه التصريحات أول من أمس عن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل الذي خاطب القيادة المصرية قائلاً "المطلوب أن تحتضنوننا بصدق وأن تفردوا أجنحتكم لنا، اجمعونا في القاهرة ومع العرب ممن تختارون وستجدون الفلسطينيين يتصالحون فوراً، هذه هي رسالتي الى الاخوة في مصر".
ورحبت حكومة إسماعيل هنية المقالة فى قطاع غزة بالتصريحات التي صدرت عن زكي. وقالت وزارة الخارجية في حكومة هنية فى بيان لها أمس "إن هذه الإشارات الإيجابية هي مقدمة لخطوة يمكن أن تأخذها حركة حماس لقطع الطريق أمام من يحاولون خلق قطيعة بينها وبين الشقيقة مصر.. إن كل ما نتطلع إليه هو التوصل إلى شراكة سياسية تحمي مشروعنا الوطني وتعزز من قدرات شعبنا على تحدي الاحتلال ومواجهته".
وتابع البيان "إننا في حكومة إسماعيل هنية ندعو إلى سرعة تهيئة الأجواء للتوقيع على الوثيقة المصرية لإنهاء الانقسام قبل القمة العربية في طرابلس، لأننا نأمل أن ينصب الجهد العربي في القمة على كيفية حماية هذا الاتفاق وتوفير الغطاء السياسي لأي تفاهمات فلسطينية قادمة تتعلق بالانتخابات واحترام ما يتمخض عنها من نتائج.. إننا نأمل أن يتركز الجهد العربي في قمة طرابلس على العمل لرفع الحصار الظالم المفروض على شعبنا وإنهاء العزلة السياسية على الحكومة في قطاع غزة، والبدء بجهود إعمار ما هدمته الحرب العدوانية الإسرائيلية الأخيرة على القطاع".
وأوضح البيان أن "مصر ستبقى لفلسطين وشعبها رافعة وطنية يمكن الاعتماد عليها لتحقيق الحلم الفلسطيني في الحرية والاستقلال".
ودعا القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان أمس "فتح" إلي حوار مباشر للتفاهم على مخارج للتوقيع على اتفاق المصالحة.
وقال رضوان خلال ندوة نظمها معهد دراسات التنمية (ids) في غزة إن "حماس" ليس لديها مشكلة في عقد لقاءات على كافة المستويات مع قيادات في فتح"، مطالباً القيادة المصرية بإعادة تفعيل دورها في المصالحة الفلسطينية للخروج من حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي.
وتابع أن "حركة حماس تنظر للمصالحة على أنها خيار استراتيجي"، مشيراً الى أن حركته "أبدت مرونة كافية في كافة الملفات الفلسطينية التي كانت عالقة".
وزعم أن استجابة حركة فتح للضغوط الأجنبية الخارجية هي أحد أسس عدم نجاح التوافق الوطني.
وفتحاوياً، طالب النائب عن حركة "فتح" أشرف جمعة "الجماهير الفلسطينية بالتظاهر وتشكيل قوة ضاغطة على قيادة حركة حماس في قطاع غزة من أجل توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية".
وقال جمعة "إن حركة فتح وقعت على الورقة المصرية فور وصولها لقيادتها من دون نقاش أو مراجعة"، مطالباً حماس بـ"التوقيع عليها للخروج من حالة الانقسام الداخلي". وأضاف: "رؤيتنا في حركة فتح أننا مع الحوار الفلسطيني وإنهاء الانقسام لأن فيه مصلحة للشعب، ولأنه بدون تحقيق الوحدة فإن كثيراً من الأمور معرضة للخطر".
المفضلات