اقتصاد
ارتفاع كلف السياحة الداخلية ينعش الخارجية
عمان -بترا- شكل ارتفاع اسعار غرف الفنادق وقلة الترويج للمناطق السياحية عوامل طرد للسياحة الداخلية وتوجه الاردنيين نحو السياحة الخارجية. وبلغ حجم إنفاق الأردنيين على السياحة الخارجية استنادا الى اخر احصائيات للبنك المركزي والتي تعتمد على بيانات مسح القادمين والمغادرين لنهاية الربع الثالث من العام الماضي 593 مليون دينار مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي الذي بلغ 541 بنسبة ارتفاع بلغت 6ر9 بالمئة عن العام الماضي.
ويقدر مجموع الأردنيين المغادرين خارج البلاد لغايات السياحة 634ر1 مليون شخص بزيادة نسبتها 3ر8 بالمئة مقابل 509ر1 مليون شخص لفترة المقارنة ذاتها استنادا الى احصاءات وزارة السياحة لنهاية الربع الثالث من العام الماضي.
وارجع الناطق الرسمي في وزارة السياحة انسام ملكاوي ضعف السياحة الداخلية الى قلة عدد الغرف الفندقية من فئة نجمتين وثلاث نجوم في الوقت الذي يزداد فيه الطلب على الفنادق من سياح السوق الخارجي.
واشارت ملكاوي الى ان سياحة المواطنين الداخلية لا يتم التخطيط لها ولا تنظم على شكل مجموعات عبر المكاتب السياحية ما ينعكس على الأسعار المقدمة إليهم. واضافت ان وزارة السياحة لا تستطيع اجبار الفنادق على تخفيض اسعارها لان ذلك سيكبدها خسائر وبالتالي يستوجب على الوزارة دفع تعويضات مادية لها. ويقول عاملون في القطاع السياحي التقتهم وكالة الانباء الاردنية (بترا) ان ارتفاع أسعار الفنادق والمنشآت السياحية وقلة الترويج تعد من اهم اسباب ضعف السياحة الداخلية.
وقال مجدي عويضة من وكالة الجزيرة للسياحة والسفر ان اهم الاسباب تتعلق بضعف التسويق للمناطق السياحية، داعيا الى تكثيف الترويج من قبل وزارة السياحة في وسائل الاعلام المحلية والفضائيات العربية من خلال بث برامج تلفزيونية واذاعية من مواقع سياحية مختلفة للتعريف بهذه المناطق ومرافقها.
وقالت ياسمين مريش من وكالة دالاس للسياحة ان اسعار الفنادق السياحية مرتفعة جدا مقارنة مع الاسعار في البلدان المجاورة، مشيرة الى ان ذلك يفرض كلفة على السائح المحلي اكبر منها على السائح الاجنبي.
وارجع خبير في القطاع السياحي ارتفاع الاسعار الى سعر المنتج والتكلفة التي اسست عليها الاستثمارات. وقال فارس عاكف ان هناك دولا منافسة بدرجة كبيرة للاردن تقوم بتأجير الاراضي لفترة محددة ومن ثم تعود ملكيتها للدولة بعد انقضاء الفترة الامر الذي يخفض اسعار المنتج السياحي، لافتا الى ان هذه الفكرة لا تطبق في الاردن بل يتم بيع الارض للمستثمر باسعار مرتفعة ما ينعكس على سعر المنتج النهائي ويؤثر على وضع السياحة بشكل عام. ودعا عاكف المستثمرين الى الاستثمار في فنادق ذات تصنيف النجمة او النجمتين وتقديم خدمات أفضل بمستويات أعلى لاستقطاب السياح باسعار مناسبة تكون بمتناول الجميع. وبحسب احصائيات وزارة السياحة يبلغ عدد الغرف ذات الخمس نجوم في المملكة 7790 غرفة والاربع نجوم 2277 غرفة والثلاث نجوم 1879 غرفة والنجمتين 688 غرفة والنجمة الواحدة 364 غرفة. وطالب المواطن عمر ابداح بضرورة التفكير بتنظيم عروض سياحية داخلية بأسعار مناسبة تستهوي الجميع وتراعي الفروقات المالية بين المواطنين من باب اعرف بلدك.
وقال ان سبب إحجامه عن زيارة أي موقع سياحي داخلي هو تدني كلف الفرص المتاحة للسفر الى المواقع السياحية في دول الجوار بالمقارنة مع ارتفاع كلف السياحة الداخلية. وقال رئيس جمعية الفنادق يسار المجالي ان هناك شركات سياحة عالمية تقوم بشراء غرف في الفنادق لسنة او اكثر ومن ثم تقوم ببيعها للمجموعات السياحية ويصبح سعرها اقل لان الشراء يتم بالجملة. وأشار الى أن تكاليف الخدمات السياحية متدرجة على حساب الجودة، لافتا الى أن بعض الخدمات السياحية ذات أسعار جيدة وان الخدمات السياحية المقدمة محليا تفتقر الى التنظيم. وبين المجالي ان العديد من المواطنين يزورون الأماكن السياحية بشكل فردي خلافا لاولئك الذين يذهبون الى الدول الأخرى عبر مكاتب السياحة والسفر بشكل مجموعات ما ينعكس على العروض التي يحصلون عليها وبالتالي على خصومات الأسعار.
وارجع ارتفاع اسعار الغرف الى الكلفة العالية للانشاءات والمصروفات التشغيلية خصوصا رواتب الموظفين اذا ما تمت مقارنتها مع الدول المجاورة. وساق المجالي مثالا على الرواتب التي تتستنزف بين 20 و 30 بالمئة من انتاج الفنادق في الاردن لكنها لا تتجاوز 10بالمئة في شرم الشيخ، مشيرا الى ان استهلاك بعض الفنادق من الكهرباء يصل الى مليون ومئتي الف دينار سنويا لكنها لا تتجاوز ثلاثمائة الف في شرم الشيخ.
وبين استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية فايز المجالي ان سلوك الانسان نحو السياحة الخارجية والسفر بشكل عام مرتبط باعتبارات اقتصادية اهمها كلفة السفر ومقارنتها بدول اخرى. وربط هذا السلوك ايضا بفطرة الانسان التي تسعى دوما لاكتشاف المجهول والاطلاع على ثقافات اخرى وزيادة معلوماته من خلال التنقل والترحال. وقال استاذ الاقتصاد في جامعة آل البيت ابراهيم البطاينة ان توجه الفرد نحو السياحة الخارجية يمثل هجرة للاموال من خلال إنفاقها بدول اخرى الامر الذي يؤدي الى انخفاض الناتج المحلي الاجمالي بشكل او بآخر.
وارتفع الدخل السياحي من 550 مليون دينار عام 1998 الى حوالي 2089 مليون دينار عام 2008 وليبلغ 2064 مليون دينار عام 2009 بانخفاض نسبته 2ر1 بالمئة في حين كان الدخل السياحي عام 2007 حوالي 1292 مليون دينار.
وكانت حصة قطاع السياحة من التسهيلات الائتمانية الممنوحة من البنوك المرخصة في الاردن في عام 1998 حوالي 108 ملايين دينار لترتفع الى 367 مليونا عام 2008 ولتصل في تشرين الثاني من عام 2009 الى حوالي 384 مليون دينار أي حوالي 7ر3 ضعف مستواها في عام 1998.
المفضلات