في صبيحة يوم ربيعي بهيج جلس في مكتبه يفكر ..
وكان القرار أن يتنحى عن منصبه في شركته التي أفنى زهرة شبابه من أجل رعايتها ..
ليختار شابا يخلفه في رئاسة الشركة ..
وفي اليوم التالي استدعى كل المسئولين التنفيذيين الشباب إلى غرفة الاجتماع وألقي بالتصريح القنبلة :
"لقد حان الوقت ان يكون رئيسكم منكم أيها الشباب"
تسمر الجميع في ذهول !
واستمر قائلا: "أنتم تعلمون أن هذا الصرح هو ثمرة شبابي التي بذرتها ، ورعيتها حتى ترعرعت ..
من أجل ذلك قررت أن أعطي كل واحد منكم بذرة قمح واحدة يزرعها ويأتيني بنتاجها بعد عام من لقائنا هذا "
وبعد عام كان اللقاء ..
ودخل الرئيس القاعة لينظر موظفيه الذين جاء كل واحد منهم بنتاج تعبه ورعايته ..
فمنهم من جاء بوعاء صغير قد امتلأ بحبيبات كلون الذهب ..
ومنهم من ابتكر بإحضار كعكة كبيرة لتكون شاهدة على ذكائه وبراعته ..
وكان من بين الحضور موظف شاب فتي كان نتاجه ثلاث أكيلس من الطحين الأبيض الفاخر
فكان هذا موضع اهتمام كل الحضور ..
وكان هناك شباب جاءوا صفر اليدين إلا من شهادات الخبرة في مجال الإدارة وتنظيم العمل ..
فتبسم الرئيس في وجوههم ثم سار بينهم ليكون في المقدمة وقد وضع يده على كتف زميل لهم قد حمل وعاء فارغا
فسأله الرئيس _ وقد أشار إلى الوعاء بسبابته مستهزئا_ : ما هذا ؟
فقال الموظف:
سيدي .. منذعام أعطيتني بذرة ما فرطت في أداء حقها كما تظنون ..
فقد اخترت لها اجود انواع التربة والسماد ، وأوليتها حق الرعاية والاهتمام ...
ولكنك تعلم ياسيدي أن لله في خلقه شؤون
، وقد يخيب الإنسان في سعيه وهذا من قضاء الله في خلقه ..
فتبسم الرئيس في وجوه موظفيه ثم قال :
رحبوا برئيسكم الجديد ..
فكانت الهمسات والهمهمات والاحتجاجات ..
كيف يمكن أن يكون هذا؟!
وتابع الرئيس :
في العام الماضي كنا هنا وما كان واحد منكم يعرف أن بذوركم التي أخذتم يستحيل ان تنمو
وكيف تنمو وهي فاسدة لا تصلح للزراعة ؟
لقد اوصيت يا سادة خبيرا ليتلف هذه البذور خصيصا لكم
فكان نتاج ذلك ثماركم الكاذبة....!!
إذا زرعت الأمانة فستحصد الثقة والمحبة ورضا الله..
فكن مع الصادقين دائما ..
منقول (بتصرف مني )
المفضلات