في احضان اثار أم قيس
في صباح يوم السبت استيقظت على صوت أختي الصغيرة وهي تقول لي:"ريم يلا بدنا نروح على أم قيس",
فتحت عيناي بسرعة وقلت لها:"وين"؟ فقالت :"على أم قيس", انتفضت من فراشي وسلمت على أهلي التحية الصباحية وسارعت إلى توضيب نفسي لدرجة أنني من شدة الفرح لم أتناول فطوري, لكن لا باس فانا ذاهبة إلى أم قيس تلك المنطقة التي اعشقها منذ طفولتي على الرغم من طبيعتها الصماء إلا أن لها مكانه عميقة في قلبي.
انطلقنا في تمام الساعة الحادية عشر صباحا وطبعا نسيت أن أخبركم أننا وبالذات في هذه الرحلة سوف نحتفل بعيد ميلاد ابنة عمي الصغيرة حيث ستنير الشمعة السادسة من عمرها, لذلك أخذنا معنا كل ما يلزم هذه الرحلة من أغراض منها لحفلة الميلاد كالجاتو مثلا والمشروب الغازي وأصناف أخرى من الحلوى ومنها أغراض للرحلة بحد ذاتها كالكرة وموقد الشواء وغيره من المستلزمات.
انطلقت بنا السيارة بقيادة العزيز والدي وخلفنا سيارة عمي الغالي سرنا بين تلك الحقول الخضراء وكأنها أم ترحب بنا بكل الترحيب, يا له من منظر!!!سبحان الله ما أجمله!!! طبيعة خضراء تكسي الأرض انه ثوب جميل ترسمه الطبيعة لنا ,ثوب مطرز بأجمل الألوان وأبهاها انظر من نافذة السيارة لأرى الناس وكأنهم لوحة أخرى تمتزج مع ألوان الطبيعة فيصبحوا جزءا لا يتجزأ من مكوناتها ,أرى الأطفال يتراكضون وهم مبتسمون طفل بيده بالونا يركض وخلفه عشرات الأطفال يلحقوا به ليسلبوا منه بالونه بطفولتهم البريئة ,وطفلا أخر يسارع إلى أحضان والدته باكيا بعدما تعثر بإحدى الصخور الصغيرة, وطفلا هنا وآخر هناك, ما أجملها من براءة !!!
استقرت بنا السيارة على تله صغيرة تطل على بحيرة طبريا ويا لجمالها من بحيرة!!!تتلألأ مياهها لتعكس لوحة بلورية غاية في الدقة تصل إلى حدود الأردن ,هنالك التلال والسهول الخضراء ,الورود والأزهار الملونة, اخذ عمي يجهز لنا مكان الجلوس بالتعاون مع الصغار ,وما هي إلا دقائق حتى جهز هذا المكان ,تقدمت إليهم والسرور يملا قلبي لأنني رأيت الجميع فرح ومسرور بهذه الرحلة ,تجمعنا بشكل دائري حول ابنه عمي الصغيرة وأخذنا نغني لها أغنية الميلاد المعروفة ,قطع عمي قوالب الجاتو واخذ أخي يسكب المشروب الغازي,وتناولت أمي الحلوى الأخرى وقسمتها , وخالتي بدأت في توزيع الحلوى على الصغار ,لوحة أخرى من التعاون الرائع ,أخذت الهاتف المحمول والتقطت بعض الصور للعائلة, كانت من أجمل الصور العفوية التي رايتها,بعد الانتهاء من الحفلة ,ذهبنا من جديد إلى التله المطلة على بحيرة طبريا وسارعت مع أخي لالتقاط صور تذكارية لهذا المنظر الرحماني,شارفت الشمس على المغيب وسارعت بالتوسل إلى أبي أن ندخل إلى داخل الآثار وما كان منه بعد رؤيتي أتوسل إليه بطريقة الصغار إلا وقد رسم على وجهه ابتسامة وكأنه يقول لي:" ما زلتي صغيرة يا ريم" ثم وافق على دخولنا,انطلقنا جميعا وأصبحنا داخل الآثار ,سبحان الله هنا قبل مدة طويلة من الزمن كانت حضارات وثقافات مختلفة قد جابت الأرض واستقرت هنا, زرت ساحة الكنائس وسبيل الحوريات والساحة التي كانت مخصصة في الماضي للحفلات,وغيرها الكثير من آثار أم قيس الغالية على قلبي.
دقت ساعة الرحيل اخذ الصغار بالتراكض حولي وهم يبتسمون ويقولون لي :"والله يا ريم الرحلة حلوة كثير",سررت لسماعي هذه الجملة فقد كانت قلوبهم تضحك من الداخل ,اخذوا بالتقاط بعض الزهور البرية وكونوا باقة غاية في الجمال وواصلو مسيرهم للخروج من الآثار.
عدنا إلى السيارة وفي ذاكرتنا صورة لن ننساها أبدا من تلك الآثار والمناظر الطبيعية,وطبعا لن أنسى تلك الباقات التي ملأت أرجاء السيارة لترافق ضحكات العائلة
:023: :023: :023: :023: :023: :023: :023: :023: :023: :023: :023: :023:
مع تحيات:ريم محمد(فراشة القلوب)
المفضلات