عربي دولي
زلزال هاييتي تسبب بجرح وتشريد 3 ملايين شخص
عواصم - وكالات - اعلن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة امس ان الوكالات الانسانية تواجه «تحديا لوجستيا ضخما» في هايتي حيث لا يعمل برج المراقبة في المطار ودمر المرفأ من جراء الزلزال. وقالت المتحدثة باسم مكتب التنسيق اليزابيث بيرز خلال مؤتمر صحافي في جنيف «سنواجه تحديا لوجستيا ضخما».
واضافت «الاولوية في الوقت الراهن هي لانقاذ الارواح واخراج ناجين من تحت الانقاض ومعالجة الجرحى. انه الامر الاهم وعلينا ان نوليه اولوية لان الامال تتراجع مع مرور الوقت».
وتابعت ان 16 فريق اغاثة «في طريقهم» الى هايتي و»تم تعبئة» 40 فريقا وطنيا للانقاذ في حال وقوع كوارث مشيرة الى انها تخشى من ان تصطدم عملية نقل المساعدات بصعوبات.
واضافت ان برج المراقبة في مطار بور او برنس معطل وان فرقا تحاول اصلاح الاضرار لاعادة تشغيله .
واوضحت «في الوقت الراهن تحط الطائرات (التي تنقل مساعدات) دون توجيهات انه امر مزعج ويطرح مشكلة».
وحذرت من ان الامم المتحدة التي تنسق وصول المساعدات، تتوقع ان تكون تشهد الحركة ازدحاما في المطار.
من جهة اخرى قالت المتحدثة ان الميناء الواقع في المنطقة الاكثر تضررا من جراء الزلزال في هايتي «غير قابل للتشغيل بما ان الرافعات الثلاث فيه دمرت». وخلصت الى القول ان «اضرارا جسيمة لحقت بالرصيف ولا نعلم بعد على اي عمق نجد حطاما» ما يحول دون تمكن سفن البحرية الاميركية التي ارسلت لتقديم المساعدات لهايتي من الرسو فيه.
في غضون ذلك قال مسؤول كبير في الصليب الاحمر في هايتي امس ان عدد قتلى زلزال هايتي قد يكون بين 45 و50 ألفا واصيب ثلاثة ملايين اخرين أو أضحوا مشردين.
وقال فيكتور جاكسون وهو مساعد المنسق العام للصليب الاحمر في هايتي «لا يعرف أحد على وجه الدقة أو يستطيع أن يؤكد أي رقم. تعتقد منظمتنا ان ما بين 45 و50 الف شخص توفوا. ونعتقد كذلك ان ثلاثة ملايين شخص تأثروا بالزلزال في شتى أنحاء البلاد سواء أصيبوا أو باتوا بلا مأوى».
من جهته اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما امس عن مساعدة فورية بقيمة مئة مليون دولار لهايتي بعد الزلزال المدمر الذي اصاب العاصمة بور او برنس الثلاثاء، مؤكدا وضع كل امكانات الولايات المتحدة في خدمة هذا البلد. وقال اوباما «أقول بوضوح وثقة لشعب هايتي، لن نتخلى عنكم، لن ننساكم». وعلى اثر الكارثة التي دمرت العاصمة بور او برنس، وضع اوباما في خدمة هايتي «جميع عناصر قدرتنا الوطنية ودبلوماسيتنا ومساعدتنا الانمائية وقوة جيشنا، والاهم من ذلك تعاطف بلادنا».
كما امرت وزارة الدفاع الاميركية بنشر 3500 جندي اميركي في هايتي للمشاركة في الجهود الانسانية والمساعدة على حفظ الامن اثر الزلزال المدمر في هذا البلد، ووصل مئة منهم امس بحسب، متحدث باسم الجيش الاميركي. وقال غاري تالمان ان الجنود «سيقدمون مساعدة انسانية وسيساعدون على حفظ الامن».
وعلاوة على ذلك يستعد الفين من عناصر مشاة البحرية الاميركية لمغادرة معسكر لوجين (كارولينا الشمالية) بسفينة برمائية.
كما تستعد السفينة المستشفى «كومفور» ايضا لمغادرة بالتيمور (ميريلاند-شرق) غير انه لم يتخذ بعد اي قرار بشأن تاريخ مغادرتها، بحسب قيادة منطقة الجنوب.
في سياق متصل اعلن المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس-كان امس ان المؤسسة ستقدم لهايتي «على وجه السرعة» مساعدة بقيمة مئة مليون دولار بعد الزلزال العنيف الذي ضربها الثلاثاء.
وقال ستروس-كان خلال مؤتمر صحافي في مقر الصندوق في واشنطن ان هذه المساعدة التي سيصرفها مجلس ادارة صندوق النقد الدولي ستسحب من مبالغ اضافية على قرض منح لهايتي.
وقدم صندوق النقد الدولي حتى الان لهايتي حوالى 170 مليون دولار من اصل القرض الذي تمت المصادقة عليه العام 2006.
وشدد ستروس-كان على ان الزلزال كشف عن «الحاجة الى مساعدة اكبر لاعادة اعمار» هذا البلد يتم تنسيقها دوليا.
وكان البنك الدولي، المؤسسة التوأم لصندوق النقد الدولي، وعد الاربعاء بمساعدة بالقيمة ذاتها.
في حين اعلن وزير التنمية الدولية البريطانية دوغلاس الكسندر امس ان بريطانيا ستتبرع بمبلغ ستة ملايين جنيه استرليني (9،75 ملايين دولار) لهايتي التي دمرها الزلزال.
واضاف ان المبلغ «سيستخدم للمساعدة الانسانية».
الى ذلك افاد متحدث باسم منظمة غير حكومية برازيلية تعمل في مجال التنمية الاجتماعية في هايتي ان عمليات نهب واطلاق نار تجري في شوارع العاصمة بور او برنس التي دمرها زلزال عنيف.
وكتب فالمير فاشيني المتحدث باسم منظمة فيفا ريو في رسالة الكترونية ليل الاربعاء الخميس «لا نرى للاسف قوة السلام الدولية في الشوارع. نسمع طلقات نارية كثيرة بدون ان يكون في وسعنا تحديد مصدرها. بدأت عمليات النهب في السوبرماركات التي انهارت جزئيا».
وتابع الناطق باسم المنظمة التي توظف 400 هايتي في عمليات تنفذها في مجال التنمية الاجتماعية في هذا البلد «ما نخشاه هو ان يبدأ السكان فيما بعد بنهب البيوت اذا لم تصل المواد الغذائية».
وتابع «ان الطلقات النارية متواصلة ويخيل لنا انها عائلات تحاول ان تحمي نفسها من المهاجمين».
واوضح ان الاسواق لم تعد حاليا مزودة بالمواد الغذائية.
وكتب «زرنا الاربعاء احد الاحياء الشعبية حيث كان لا يزال هناك القليل من المواد الغذائية وتمكنا من تخزين طعام ليوم او يومين. وجدنا ايضا ماء قبل ظهر» الاربعاء.
واوضح ان ثمة في مقر المنظمة الواقع في حي بيلير خزانات من مياه الامطار تستخدم لمساعدة السكان.
وروى ان فريق حماية اجتماعية انشئ للتدخل في اوضاع الكوارث الطبيعية قام بمعالجة مئات الاشخاص الذين قضوا الليل في مقر فيفا ريو.
وما زال الجرحى يتوافدون الى المقر لتلقي الاسعافات الاولية والحصول على حمام وماء ودعم معنوي.
من ناحية ثانية اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون امس ان وزراء التنمية في الاتحاد سيعقدون اجتماعا طارئا يوم الاثنين لبحث افضل الطرق لمساعدة هايتي التي دمرها وتعهدت المفوضية الاوروبية بمبلغ ثلاثة ملايين يورو كمساعدات لهايتي بينما تبرعت الدول الاوروبية منفصلة بمبالغ مالية او مساعدات عينية اخرى. وقالت اشتون ان الاولوية هي لعمليات البحث والانقاذ الفورية وكذلك لتوفير «الدواء والماء والغذاء والخيم».
واوضحت ان الامر لا يتعلق فقط «بالمساعدات الفورية، بل كذلك بالمساعدات على الامدين المتوسط والبعيد».
المفضلات