تحديد الخط العالمي للتاريخ
واعتبر خط بالمحيط الهادي خطا لبداية اليوم العالمي . وحيث أن اليوم يتكون من 24 ساعة بينما النظام الزمني المتعارف عليه غالبا يتكون من 12 ساعة فقد اعتبر امتداد ذلك الخط على النصف الآخر من الأرض بداية للتوقيت . ووجد أن هذا الخط يمر بمدينة جرينتش البريطانية فعرف بها هو خط التوقيت وسمي بالتوقيت الوسطي لجرينتش . وانقسمت ساعات اليوم إلى 12 ساعة شرقي هذا الخط و 12 ساعة غربيه ، وحيث أن بداية اليوم اعتبرت من خط التاريخ الدولي غربا لتتزامن مع تكور الليل والنهار من الشرق إلى الغرب - عكس دوران الأرض على محورها - ولهذا فالتوقيت إلى الشرق من جرينتش يكون متقدما ، وما إلى الغرب يكون متأخرا . فكل خط طول يقع إلى الشرق من جرينتش يتقدم فيه الوقت على سابقه بمقدار 4 دقائق ، وكل خط غربي جرينتش متأخر عن سابقه بمقدار 4 دقائق
وقسمت الأرض إلى 24 منطقة زمنية اتساع كل منها 15 درجة (أي خط طول) . واختيرت جرينتش كنقطة الصفر للتوقيت ، وأيضا إليها ينسب ويقارن توقيت المدن الأخرى في العالم (شكل 8). ونظرا لدوران الأرض من الغرب إلى الشرق فإن المناطق الواقعة غربي جرينتش يكون وقتها متأخرا عن توقيت جرينتش ويكون التوقيت في المناطق التي الى الشرق منه متقدما . ولو تصورنا أن الساعة الثانية عشرة ظهرا في جرينتش ثم بدأنا السفر شرقا أو غربا فسنصل إلى نقطة مقابلة من العالم - على سطح الأرض - حيث يكون الوقت فيها هو منتصف الليل في نفس الوقت الذي هو منتصف النهار في جرينتش . وستكون على خط الطول 180 درجة تقريبا من جرينتش شرقا أو غربا وفي المنطقة الزمنية الثانية عشرة ، وتقرر أن يكون هذا الموضع هو خط التأريخ العالمي
يبدأ اليوم الجديد من هذا الخط عند منتصف الليل في هذا النظام . ويجب إدراك أن اليوم الجديد يبدأ في القسم الذي يقع إلى الغرب من الخط العالمي للتأريخ ، ومن ذلك الخط غربا يطلب النهار الليل حثيثا بسرعة تبلغ نحو 18.6 ميلا في الثانية ، مسرعا من الشرق إلى الغرب . فعند الساعة الثانية عشرة ودقيقة واحدة بعد منتصف الليل مثلا يكون يوم الثلاثاء قد بدأ غرب خط التوقيت في منطقة محدودة جدا - عمليا حسب العرف الإتفاقي يشمل المنطقة الزمنية الأولى بكاملها - بينما لا يزال اليوم اسمه الإثنين في جميع بقاع العالم الأخرى على تفاوت في التوقيت بينها . وبسبب هذا فإنه سوف يضاف يوم إلى التقويم الزمني لو سافرنا غربا عبر هذا الخط ، وسيستبعد يوم إلى الوراء لوتم عبور هذا الخط شرقا .
نشأته وأسبابه
وترجع بدايات مناقشة خط التأريخ العالمي إلى المؤتمر الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي تشستر آرثر في أكتوبر من عام 1884 وقد حضره ممثلو 25 دولة في مدينة واشنطون وسمي المؤتمر بالغرض الذي عقد من أجله . . وكان من أسباب عقد هذا المؤتمر الوصول إلى صياغة مناسبة للتقويم ترفع الإضطرابات التي يتعرض لها البحارة في أسفارهم بسبب التقاويم المحلية المتعددة ، وتيسير لغة مشتركة بين العلماء والفلكيين . وقد تقرر في ذلك المؤتمر المبادئ الهامة التالية :
· أن يتبني الجميع خطا زمنيا واحدا كأساس للتوقيت بديلا للنظم المتنوعة التي وجدت وقتذاك ، ويكون خط الطول المار بجرينتش أساسا لبداية التوقيت .
· تحسب خطوط الطول شرقا وغربا من ذلك الخط حتى º180 .
· تتبنى جميع دول العالم يوما عالميا موحدا يقوم على أساس متوسط اليوم الشمسي ويبدأ من متوسط منتصف الليل لجرينتش ويستمر لدورة مقدارها 24 ساعة .
· تبدأ جميع الأيام الملاحية والفلكية من متوسط منتصف الليل .
كما اتفق على أن يتجنب خط التأريخ العالمي المرور بأي أرض يابسة حتى لا يتسبب في وقوع مشكلات تفاهمية بين سكان المنطقة أو المدينة الواحدة . إذ أن الناحية التي تقع إلى الغرب منه سيكون التقويم فيها أسبق بيوم من الناحية التي إلى الشرق رغم أن اليوم هو نفسه فيكون اسمه الأحد في قسم والإثنين في القسم الآخر ، ومختلفا في تأريخه بيوم
ورغم القبول العالمي لهذه المناطق الزمنية ، إلا أن الصين اعتبرت أرضها كلها ذات منطقة زمنية واحدة رغم تمددها جغرافيا في خمس مناطق زمنية . يترتب على ذلك أن الساعة الثانية عشرة ظهرا لا تعني وقت الظهيرة او قريبا منها في جميع أقاليم الصين .
وقد حدثت تعديلات عدة مرات على شكل هذا الخط منذ عام 1900 م وإن لم يتغير موقعه الجغرافي ، وإنما تغير شكل التعرجات التي فيه ، بسبب اختلاف الجزر التي رغبوا في ضمها لنهاية اليوم السابق أو بداية اليوم اللاحق ، ليتواءم مع بعض اهتمامات سكان تلك المناطق أو الدول التي لها اهتمام بشأن تلك الجزر ، حتى كان آخر تعديل لهيئتة في عام 1995 م حيث أدخل مجموعة من الجزر الواقعة على خط الإستواء إلى الشرق من اندونيسيا إلى تقويم اليوم الجديد بدلا من وضعها السابق في نهاية اليوم القديم .
--------------------
المفضلات