نثرثر في حياتنا دائما وتنطلق ألسنتنا بكلام لا ينتهي
لكننا نصمت أحيانا
يطول حينها الصمت ويمتد وقد يكون للحظات
ويكون صمتنا ذو لون زاه ومشرق أحيانا وفي غيرها مسود كئيب
نصمت
عندما يخوننا التعبير وتذهلنا الواقعة والحدث فلا تكون هناك كلمات تصف أو تعبر
ونصمت
يوم أن يتحدث من يكبرننا سنا وخبرة فنتعلم ونرتقي ونتطور
ونصمت
عندما نفكر او نتخيل أو نسبح في بحر الذكريات
وقد نصمت
في حضرة من لا نطيق استكثارا منا لكلمة قد تسره او تفرحه
ثم نصمت
بعدها بين يدي من نحب لأن لغة الكلام يحل مكانها حديث العيون والأفئدة
نصمت
عندما يرحل عنا من نحب ويتركنا بلا مأوى أو أذن تنصت لمناجاته
وقد نصمت
لأننا أجبرنا على الصمت وصار الكلام علينا محرما وحق مسلوب من حقوقنا
وأحيانا نصمت
عندما يأسرنا منظر بديع من صنع الخالق في غزال يجري أو مها تتراقص بين الحقول أو شمس دنت للغروب أو شلال تتساقط مياهه من البعيد أو ليل سطعت فيه النجوم
ونصمت أيضا
عندما نسمع أو نقرأ كلمات تدق في دواخلنا أبوابا طال عليها الدهر وتوقظ فينا مشاعرا عدى عليها الزمن فنغرق معها في حديث صامت لا ينتهي
ونصمت
عندما نقف عاجزين عن مساعدة من نحب ونحن نراه يتجرع الويلات والمرارات فتتقطع قلوبنا حسرة وكمدا وليس في حيلتنا غير الصمت
ونصمت...
اذا عجزنا عن الكلام واصبحت لغة الكلام عاجزة عن وصف ما بداخلنا فتموت الكلمات ونشيع الحروف لمثواها الأخير... في صمت
منقووووول
المفضلات