قرعُ قهقهاتٍ على الباب .. زائرٌ جديد .. أنامل الماضي ترسم وقع خطانا نحوه .. زقزقات طيور .. ترتجف برداً .. " كتكتت " من على أجنحتها هموم سنين مضت ..لاذت الى شرفة العام الجديد تطلب منه الدفء.. مطرٌ خضمٌ بايقاع الرعد وومض البرق يعزف "سمفونيته" على النافذه .. وأغصانٌ تتراقص تهليلاً ....
جاء الينا ليس كغيره .. ينفضُ من على بوادر مقدمهِ غبار َ الارائك القديمة .. يصفّفُها .. يرتبها .. يسندها واحدةً تلو الأخرى .. يحجز مكانه في مقدّمة أعوام الخير..
وصلَ منهكاً من طول المسير .. فقد لاذ إلينا بعدما حمّل معه حقائب الخير التي أثقلت خطاه .. فوصل متأخراً .. نعم ولكنه وصل..
عام لا يستأذننا بالدخول .. يقرعُ بقهقهاته قلوبنا ويدخل عاقداً عزمه بما حمّله من حقائب الخير التي تكفينا وتزيد.. .
يحل ُ بمقدمه العيد .. تشم من على شرفته رائحة الهيل.. انها القهوة السادة التي عودتنا عليها عمّان .. حيث تتعانق الأعياد السماوية معاً في نهاية كل عام لتدق بعناقها أجراس الكنائس وترتفع من مآذنها أصوات الصلوات والتهليل ... انه صدى صوت المحبة يحلق بنا بلمة الشتاء حول الدفء والحنين ... فمن منا لا يحنّ الى رائحة الكستناء فوق المدفأة .. ومن منا لا يتلذذ بحلو العيد ونكهة اللوز والقهوة السادة ..جمعة الشتاء ودفء اعيادها.. من منا لا يشتهي الدفء والجمال ... فلا دفء يغني عن دفء المحبة والروح .... انها حرارة الايمان والمحبة حيثما تتلاقى في آفاق عمان وبموسم الخصب والحياة ...
معكم من على شرفة عام جديد مقبل ... ومن تلك النافذة المضيئة "عمون".. ومع صخب ضجيج المطر الذي يترامى مع زخاته الهوينى على نوافذكم .. بخيرٍ ودفءٍ نكون واياكم هنا نرصد جديد أردننا الحبيب بألقه القديم المتجدد .. ونحاكي به الروح التي تتقد جمراً فينا فتكون عمّان معطفنا ودفئنا حيثما تضمنا في الشتاء .. حالها حال مدننا الأردنية في حلة الخير ...
وفي نهاية هذا العام ومن على شرفة عام جديد جميل ..بالأمل والعزم أقول لكم كل عام وأردننا هو الأغلى وعاصمتنا هي الأجمل ...
المفضلات