إن الحديث عن نشأة الأرض مرتبط بالحديث عن نشأة المجموعة الشمسية ككل وقد تعددت الآراء والنظريات والفرضيات بشأن تلك النشأة .
فمن المعروف عن نشأة المجموعة الشمسية التى ينتمى إليها كوكب الأرض هو ما أمكن التوصل إليه من مشاهدة مجموعات أخرى مماثلة تمر الآن خلال مراحل تطور مختلفة متتابعة وطبقا لأحدث الفرضيات ، فلقد نشأت المجموعة الشمسية عن سحابة حلزونية مفلطحة من الدخان والغازات ، تدور حول نفسها فى الفضاء ، تجمعت فيها الجسيمات وتقاربت بعضها من بعض بفعل قوى التجاذب التثاقلى ، لتكون عدداً من الأجسام المحددة المعالم ، هى الشمس والكواكب والأقمار والكويكبات الموجودة فى مجموعتنا الشمسية .
ويرجع تاريخ تكون الأرض والقمر إلى حوالى 4600 مليون سنة ، كما تدل على ذلك الدراسات العديدة المتاحة . ومن دراسة الطريقة التى تكونت بها الأرض ، يمكننا أن نستنتج بعض المعلومات عن بنيتها الداخلية . فعندما تراكمت الجسيمات لتكون الأرض تحركت المواد الأثقل إلى الداخل بفعل الجاذبية ، بينما تراكمت المواد الأخف كثافة إلى الخـارج مـن هذه النواة فيما يشبه الفرز الداخلى ويعرف بالتطبق بفعل الكثافة Density Layering .
وللأرض نفس النوع من التطابق حيث تشكل هذه الطبقات نطاقات متحدة المركز ، الخارجى منها مايعرف بالغلاف الجوى Atmosphere يليه غلاف مائى شبه متصل ، ويشمل المحيطات والبحار والأنهار ، وهو مايعرف بالغلاف المائى Hydrosphere وإلى الداخل تأتى الصخور الصلدة للأرض،والتى تكون الغلاف الصخرىLithosphere وكانت الأرض فى البداية كتلة غازية متأججة ، وتدريجياً تحولت قشرتها إلى سائل ، وتصلبت فى مواضع ، وبقيت الحمم المصهورة تندفع من البراكين المتعددة بالإضافة إلى إندفاع غازات بكميات كبيرة من بينها بخار الماء الذى كان يتكاثف ويسقط مطراً لا يلبث أن يتبخر مرة أخرى لشدة حرارة سطح الأرض . واستمرت الأمطار ملايين السنين ، وبذا ساعدت على تبريد سطح الأرض . فاستقرت مياه الأمطار فى المنخفضات والقيعان ، مكونة البحار والمحيطات .
وعلى الرغم من أن بدايات الحياة على الأرض يحوطها غموض شديد ويثار حولها جدل كبير من العلماء غير أن فريقاً منهم يرجح أن بدايات الحياة قد ظهرت على الأرض منذ أكثر من 3000 مليون سنة فى صورة خلايا بدائية التى حصلت على غذائها عن طريق التغذية العضوية وذلك بالتهامها المركبات العضوية الموجودة وقتها مثل الميثان . وكان من نتيجة التغذية العضوية أن ظهرت عملية التنفس اللاهوائى والتى من نتائجها تكون ثانى أكسيد الكربون لأول مرة فى الجو وبتوفر ثانى أكسيد الكربون وضوء الشمس والماء تطورت الخلايا البدائية وأخذت تستخدم هذه المواد الثلاثة فى إعداد غذائها وهكذا ظهرت التغذية الذاتية والتى كان من نتائجها تكون غاز الأكسجين وبالتالى أصبح الجو صالحا للتنفس.
وقد تطورت فيما بعد هذه الخلايا البدائية إلى خلايا الطلائعيات Protista التى تجمعت مع بعضها البعض مكونة الطحالب Algae والفطريات Fungi والأوليات Protozoa وبعد ذلك ظهرت مجموعة جديدة من الكائنات الحية عديدة الخلايا أكثر تعقيداً تسمى بمجموعة التوالى الحيوانية Metaphyta تلك كانت بدايات الحياة على الأرض التى لم تظهر بصورة واضحة فى الصخور.
وعندما نأتى إلى الحياة الظاهرة ذات الأدلة الملموسة سوف نجدها بدأت قبل حوالى 800 مليون سنة وكانت البداية فى عصر الكمبرى Cambrian حيث ظهرت ثلاثيات الفصوص Trilobites وتلا ذلك عصور جيولوجية حيث تميز كل عصر بنوع خاص من الحفريات التى سادت فيه فعلى سبيل المثال فإن الأسماك سادت فى العصر الديفونى Devonian 408 ـ 360 مليون سنة كما سادت البرمائيات فى العصر البرمى Permian 286 ـ 245 مليون سنة أما الديناصورات فقد سادت حقب الحياة المتوسطة وعلى الأخص فى العصر الجوراسى Jurrasic 208 ـ 144 مليون سنة وعندما نأتى إلى حقب الحياة الحديثة أى منذ 66 مليون سنة نجد أن ما ساد فيها من حيوان ونبات هو قريب الشبه بما هو سائد الآن .
المفضلات