1444 سنة على بدايتها
الكاتب : الشيخ محمد عايد الهدبان
هذه الايام عاد الناس 1431 سنة الى الوراء وتذكروا هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام .. وكيف انها كانت هجرة نصر للمسلمين لانه انشأ دولة الاسلام في المدينة النبوية ومنها انطلق الى كل العالم لنشر دعوة الاسلام السمحة التي تنادي بالخير للجميع دون تعصب او تعقيد ... حيث أنه لافرق بين أعجمي ولا عربي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى .. ولكنني عدت 1444 سنة الى الوراء لكي اتذكر بداية دعوة المصطفى عليه الصلاة والسلام التي انطلقت من مكة ام القرى ... وكيف جاءه الوحي ... نعم الهجرة كانت قبل 1431 سنة وبداية الدعوة كانت قبل 1444 سنة وكلها سنوات خير ...
لا اتشعب كثيرا بكلامي فلا بد ان يكون خيرا لي وللجميع وان اغتنمها فرصة للأجر .... لان النفس تحتاج الى استراحة في كثير من الأحيان لتتأمل من جديد وتتفكر بحالها وأحوالها لتكون قوية بعد ذلك ... وهذه حال دعوة الإسلام هي دعوة سمحة تنبذ كل سوء وشدة وتنبذ كل تطرف ... حيث من دعوتها ان لا تقتلن امرأة، ولا صبيا، ولا كبيرا هرما، ولا تقطعن شجرا مثمرا، ولا تخربن عامرا، ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكلة، ولا تحرقن نخلا، ولا تغرقنه، ولا تغلل، ولا تجبن.... و دعوتنا تفي بالمواثيق والعهود ...
علينا ان نتعلم من هجرة حبيبنا عليه الصلاة والسلام فكل عام نحتفل بالهجرة النبوية ولكن للاسف لا نعتبر منها ولا نتعلم الفوائد منها ... ففي هذا اليوم يكون مرّ 1431 على هجرته عليه الصلاة والسلام ... حيث سبقها هجرتين للصحابة الاولى ... أشار الرسول صلى الله عليه وسلم على أصحابهِ أن يهاجروا إلى الحبشةِ فهاجر عشرة رجال وأربع نسوة .. والثانية : هاجر ثلاثة وثمانين رجلاً وسبع عشرة امرأة سوى الصبيان ... وقد أحسن النجاشي ملك الحبشةِ استقبالهم وأكرمهم، فاطمأنوا في جواره وأمنوا ...
ونحن اليوم نتعلم ان لكل انسان في الكون له حق علينا ان طلب منا الامن والامان لأن ديننا يأمرنا بذلك و أولى الناس بذلك اخواننا .... ومن الامن والامان لهم ان نتفقد احوالهم وننظر في شؤونهم واحتياجاتهم .. كم من فقير نام دون طعام يسد جوعه وكم من كبير نام وهو يتقلب من شدة البرد .. وكم ... وكم ...
فهذه سنة هجرية جديدة تحمل معها كل خير لمن اراد ذلك ... فعلينا ان نبحث عما يسعدنا .. ونترك كل ما يشقينا .. لأننا نستطيع ان نجعل الحزن فرح ... وان نجعل احزان الفقراء سعادة وفرح وسرور ...
الشيخ محمد عايد الهدبان
المفضلات