في العام 1876 ولد علي خلقي حسين الشرايري في مدينة اربد، وترجع أصول عائلته إلى مدينة تبوك في أقصى الشمال الغربي السعودي، قبل أن تستقر بعد ترحال في فلسطين والأردن في قصبة اربد، وتعدو إحدى الخرزات السبع التي تضم إضافة إلى الشرايري كل من التل وحجازي وخريس وارشيدات وعبنده ودلقموني.
في مدرسة أبو الصباغ الابتدائية، كما كانت تسمى، خط علي خلقي أول كتاباته، ولم يتوقف طموح الشاب عند حد الابتدائية بعد التخرج، فالتفت إلى إكمال تحصيل العلم في عاصمة الولاية، دمشق، ولكن الأب رفض متحججا بالزراعة وأولويتها على التعليم، حتى فاض الكيل بعلي خلقي وأقدم على بيع زرزوبة إحدى بغلات والده في درعا بخمسين مجيديا، ليلتحق بمدارس الشام الإعدادية ويتخرج منها بشهادة امتياز أهلته إلى الذهاب إلى الأستانة، كما يسرد في مذكراته.
التحق بكلية الاستانة الحربية عام 1895 وتخرج منها برتبة ملازم ثان ثم التحق بكلية المدفعية وتخرج برتبة ملازم اول ثم التحق بكلية القانون العسكري في العام 1904، ليكتسب سمعة عسكرية رغبت قائد الجيوش العثمانية شكري باشا في التعرف عليه، كما يروي مؤرخون، وتوطدت العلاقة بين الرئيس والمرؤوس، إلى أن أفضت إلى زواج علي خلقي بابنة شكري باشا حورية.
يقول المؤرخون إن علي خلقي أثبت مقدرة في التخطيط العسكري خلال تقلده منصب قائد السرية السابعة في سلاح المدفعية، ومنحه الحكومة العلية في الأستانة .
وفي عام 1904دخل علي خلقي في دائرة الضوء العسكرية واكتسب سمعة فائقة جعلت قائد الجيوش التركية الفريق شكري باشا يرغب بالتعرف علية فاستداعاه الى مكتبة واعجب بافكارة العسكرية وطموحاتة القيادية ، فتعززت العلاقات بين الاثنين حتى اصبح علي خلقي الصهر المدلل فزوجة ابنتة رائعة الذكاء والجمال السيدة (حورية شكري ) وعين الشرايري قائدا للسرية السابعة المدفعية وقد اثبت مقدرتة الفائقة في التخطيط العسكري وقاد سريتة بكفاءة ومنح وسام الشجاعة والاقدام من الدرجة الاولى وفي تقرير القائد فرقة رئيس الاركان العثمانية قرر ترفيع الرئيس علي خلقي الشراري الى رتبة رئيس أول .
اشترك علي خلقي في الحرب العالمية الأولى، وسجنه مرؤوسيه بعد ثورة العرب التي اشتعلت في حزيران (يونيو) 1916، كتب خلال سجنه 27 خاطرة، أشهرها تلك التي أهداها إلى زوجته "إن شرفك داخل فيما أحبه منك، وإنك على احتباسك مني وبعدك عن ناظري بما منك من عزة النفس والشهامة، وإباء القيم لأجل في نفس منك ..انني لما تزوجتك تزوجت شيئا آخر معك ألا وهو ضميرك ووجدانك، فان بقيت على ولائه اقسمت لك ان اكون في الاخلاص لك كما تكوني في الإخلاص طول حياتي".
وبعد مؤتمر فرساي الذي أعلن فيه انتصار الحلفاء، عين علي خلقي حاكما عسكرياً للواء الكرك، ثم نقل في آب (أغسطس) العام 1919 قائداً لمنطقة القنيطرة، حتى تنصل الحلفاء لعهودهم للحسين بن علي وأبنائه، ودارت رحى معركة ميسلون في العام 1920، لتسقط سورية ولبنان بيد الاستعمار الفرنسي، في حين عانت شرق الأردن وفلسطين فراغا سياسيا يطلق عليه الأجداد "فلة حكم"، عندها انقسمت الساحة الأردنية إلى ثلاث حكومات إقليمية كان علي خلقي رئيس إحداها، في عهد حكومته تلك، وضع حجر الأساس لجامعة اليرموك، يقول في مذكراته، "اتخذت في منزلي وأعضاء حكومتي العربية قراراً بتوجيه كتاب لمأمور الأراضي هنا والحاجة لوضع اشارة على جزء من حوض الحميرة ليصار عليها بناء جامعة لأبناء الأردن خاصة والعرب عامة تسمى جامعة اليرموك الأردنية، في 10 أيلول (سبتمبر) العام 1950، لأنها تقع بين سوريا وفلسطين ولبنان" .
بعد مجيء الأمير عبد الله بن الحسين إلى معان، تداعى ساسة العرب إلى تأسيس إمارة الشرق العربي لتكون منطلقا لتحرير باقي بلاد الشام من الاستعمارين البريطاني والفرنسي والخطر الصهيوني الذي بدأ يلوح في الأفق بعد وعد وزير الخارجية البريطاني جيمس آرثر بلفور في العام 1917 بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
في 11 نيسان (أبريل) العام 1921، تشكلت حكومة الشرق العربي الأولى برئاسة اللبناني رشيد طليع، كان علي خلقي الشرايري مشاورا للأمن والانضباط وعضو مجلس المشاورين.
تسلم علي خلقي الشرايري مناصب عديدة في إمارة شرق الأردن، والمملكة الأردنية الهاشمية فيما بعد، حتى وافاه الأجل في 25 حزيران (يونيو) العام 1960.
المفضلات