كلمة قد تصنع وجوهنا...
سؤال قبل العرض
هل تفوهت مرة أمام صديق أو جمع من الأصدقاء بكلمة ما
أو قمت بحركة ما لم تكن تقصدها شوهت صورتك أمامهم؟؟
وقفة
فواأسفاه عندما تخلقنا ..(كلمة)
الموضوع
قرار .... كلمة ... صفعة.... خطأ ما..
أمر مؤسف.. عندما نتفوه بكلمة ما...او نتخذ قرار... أو نقوم بعمل...ثم بعدها نكتشف أنناعلى خطأ..
لكنه يبقى أمرا طبيعيا يحصل.. وربما مفيد..
وبعد مرور الزمن..ننسى ما حدث...وينساه الآخرون..
لماذا؟؟ لأن هذا الخطأ لم يؤثر علينا.. بل في الغالب..تعلمنا منه
لكن المؤسف حقيقة...والمؤلم....وأكثر منها مصيبة وحسرة..
عندما نتفوه بكلمة..جملة...أو نقوم بحركة ما بدون قصد تصدر منا..(وهي في أحايين كثيرة لا تدل علينا).. فيصبح ما قلناأو فعلنابمثابة البصمةالموثقة بنا..وشخصياتنا..
إنها تصنعنافي أعين الآخرين وتعطينا وجها...ليس لنا
في تلك اللحظة....نغيب عن الوعي
وتضيع ملامح شخصياتنا التي رسمناها طيلة سنوات...
ونسأل نفسنا قبل أن يساءلنا الآخرون بنظراتهم..
(من نحن)؟؟
ربما ننساق مع شخص ما بحديثه..
ونظنه يريد كذا من الأمور..
فنكشف وجها آخر لنا....دون قصد..كنا نداريه حتى عن أنفسنا
لماذا؟؟ هل لأننا ألفناه في تلك اللحظة, وشعرنا حينها أنه لا يختلف عنا لدرجة مخاطرتنا بكشفنا لأسرارنا له؟؟ أم أننا اعتقدنا أننا حينها لا نحادث روحا غريبة, بل نحادث أنفسنا نحن, لشدة حبنا لمن نحادث؟؟
عندها...نسمح لأنفسنا أن نكشف (سوأة) تفكيرنا لهم..ليطلعوا بعدها على شيء كنا نخفيه عن الجميع (فكرة كانت..او جملة, أو حركة ما )
عندها...
ينسى أولئك شخصيتنا(القديمة)
ويفصلون على خيوط ما قلناه خطأ وجوهنا وملامحنا(الجديدة)
فتقوم تلك الكلمة بدور وجوهنا, فتتغير كل ملامحنا...
ونصبح غرباء عن أنفسنا قبل أن نصبح غرباء عن الآخرين..
مؤلم حقا عندما تقرر كلمة أو عمل ما صدرت منا خطأ.....من نحن
ومؤلم حقا عندما تتغير وجوهنا قسرا أمام أحبتنا..
ومؤلم حقا عندما نعجز عن استرداد أنفسنا القديمة.....بأعينهم
عندها نكون أمام قرارين..
إما أن نهرب إلى تلك (أنفسنا) القديمة...ونواسيها ونمتنع عن مواجهة أحبتنا..
أو..
نتسمر أمام مباني نفوسنا المهدمة, ونحاول كل جهدنا ووقتنا...
لنبني أنفسنا من جديد في أعينهم..
ونمحو أثر تلك الكلمة أو الفعلة التي هدمت كل وجه جميل..تحمله نفوسنا أمامهم..
قد يفارقنا بعض منهم..
لأن الكلمة ربما تكون أكبر مما تحتمله قلوب أولئك الأحبة..
فيعجزوا عن نسيان ما قلناه..
وبعض منهم...أولي الحكمة ..
لن يتخلوا عنا..
لأنه يعرفنا, ويعرف من نحن..
ربما يؤثر عليه ما قلناه أو فعلناهاليوم..
ويتجنبناويتحاشانا مدة من الزمن..
لكنه غدا, مستقبلا..سيأيتينا فهو من يعرفنا
ويحبنا, ويعرف أننا لسنا ما ظن بنا..
أولئك لا يؤمنون بأن كلمة يمكن أن تصنع الإنسان..
فأولئك يحبوننا فعلا..
أسفا عندما تصنع الكلمة ... وجوهنا..
لذا..
لنكن من الحذر بمكان..مما نكتب على جدران وجوهنا..
لأنه مؤلم حقا أن يهجرناالآخرون
بسبب بشاعة كلمة...عكست كل قبح فيها..
على وجوهنا..
المفضلات