عمر الريماوي : هكذا تكلم حكم العدالة بقلم: الدكتور محمود سليم هياجنه
بعد أن حصحص الحق ، وأبلج صبح القضاء فحمة الدجى ، وفضحت شمس العدالة دياجير الظلمات ،ودحضت الباطل واستلت الحق من خاصرته ، وبُهت الذي ظَلم ، وجدت قلمي ملزما بإبراز سنن الحق ، وإظهاره في جوادّ المضلّة .
مما لا شك فيه ، أن عدالة القضاء التي تتمتع بها المحاكم في الأردن ، قد فقأت عين الشكوى الكيدية ،- بحق رئيس جامعة البلقاء التطبيقية ، عطوفة العالم الجليل الدكتور عمر الريماوي- بعد أن ماج غيهبها ، وتلاطمت أمواجها ، باتهامات تحمل في أعطافها شنشنة العصبية ، وتنسرب من مداحض الزيغ ومزالق الزلل ، بل تتكئ على أرائك التعصب والأهداف الشخصية ، فلاكتها الألسنة ، واجترتها الأفواه ، دونما ضابط يضبطها ورابط يربطها ، على الرغم من أن الله تعالى قال بحق ذلكما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ، وقيل أيضا : " رب كلمة تقول لصاحبها دعني " وليت شعري لو علم هؤلاء عواقب الظلم ، وغياهب البهتان ، وأدركوا قول القائل عندما قال :
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا ...... فالظلم مرتعه يفضي إلى الندم
تنام عينك والمظلوم منتبه ........ يدعو عليك وعين الله لم تنم .
أقول : لا إخال عاقلا أو خائفا من مقام الله ، تقله أرض الله ، وتظلّه سماء الله ، ويأكل من رزق الله ، سبر أغوار ما جاء على لسان رسول الله :" لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم " وقول ما أثر " المرء بأصغريه قلبه ولسانه " وقول ما أثر عن العرب : لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك ، أجل أيها السادة : من تهيّب الناس تهيّبوه ، ومن أكل لحومهم أهانوه ،فإلى متى إلى متى يبقى الناس يلهثون وراء الإشاعات المغرضة ، والشنشنات الممقوتة ، والعصبيات اللعينة - أعاذنا الله وإياكم منها – فما بين الحقيقة والباطل أربع قراريط : السمع والبصر ، فمهما تنطس هؤلاء المغرضون في بهتانهم ومهما دس المرجفون الدس بالدسم ، بحجة ظاهرها حق وباطنها باطل ، وهي الغيرة على مصالح الوطن والمواطن ، ألم يعلم الذين ظلموا أن الله يعلم السر وأخفى ، ألم يعلم الذين بهتوا أن الله سيحاسبهم ، ألم يعلم هؤلاء أن النية مطية ، - نواياكم مطاياكم – فمهما تنطس هؤلاء ، ومهما ثارت بهم ثورة الغضب ، أو حكة جرب الغضب ،فإن شمس الحقيقة قد ظهرت وأشرقت ، وإن آية الفجر قد ثبتت ، فضوء الشمس لا تحجبها الغرابيل وماء البحر لا تمنعها الأكف ، وصدق الفجر لا يمنعه حالك الظلام .
إيه بني قومي : ماذا ابسط وماذا انشر وماذا أقول ، لقد قضي الأمر ووضح الصبح لذي عينين ، وحكمت نزاهة القضاء ، بعدم ثبوت الأدلة ، فانقشعت الظلمة ، وزالت الغمة ، وبُهت الذي ظَلَم ، فظهر الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ،فهيهات هيهات بعد اللتيا والتي .
فإلى تلك التي أضاعت الهدف ، وحادت عن طريق السلف ، فكشفت عن ضغائنها ، فأطلت من أعماق المكامن ، وتراءت من سدفة الجحور ، نقول : لا نشك قيد أنملة أن أسبابها شخصية ، وبراعينها ذاتية ، فليتق الله فاعلها ، وليستغفر الله لائكها ، فما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد .
لا جرم : إن علماءنا هم عيش العلم ، وموت الجهل ، يخبرنا حلمهم عن علمهم ، وصمتهم عن حكم منطقهم ، لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه ، هم دعائم الأمة والأوطان ، وولائج الأمن والاعتصام ، بهم الحق يعلو ، وينزاح الباطل ويخبو ، عقلوا العلم عقل رعاية ، لا عقل سماع ورواية ، فإن رواة العلم كثير ، ورعاته قليل ، ولذا فهم جبهة الأنصار وسنام الحق .
أجل لقد شاعت الإشاعات ، واتخذت أوضاعا مموسقة تتبادل الرنين فيما بينها ، وعزفت أوتار قيتاراتها على لحن الحسد ولحن الظن " وإن الظن لا يغني من الحق شيئا " ولحن النميمة والغيبة، ظاهرها فيه مصلحة الوطن والمواطن ومقدرات البلد ، وباطنها من قبلها البهتان ، بعالم جليل خبرناه وجربناه ، قطب من أقطاب العلم ، وركن من أركان الوطن ، وفارس من فرسان الحقل التعليمي ، يسعى جاهدا للرقي بتلك المؤسسة التي أأتمن عليها إلى مراقي سهام العُلى ومدارج سامقة الجامعات العريقة .
لا شك بأن العاقل هو الذي يسعى حثيثا كي يعرف حجة الله ، من الوجه الذي هو أنصع لها ، وأضوأ بها ، وأخلق بأن يزداد نورها ، وكوكبها طلوعا ، وأن يسلك المحجة التي هي أبعد عن الشك ، وأصبح لليقين كي يبلغ سامقة حق اليقين . والله المستعان على ما تصف ألسنتهم . وبالله التوفيق .
بقلم : الدكتور محمود سليم هياجنه
ممنوع وضع الايميل
رد مع اقتباس
المفضلات