\
/
\
قراءة في سطور الرسالة الملكية
الكاتب : الشيخ محمد عايد الهدبان
رسائل كثيرة هي التي تبعث في جميع انحاء العالم بين سكانها ولكن عندما تكون هذه الرسالة ملكية فانها تحمل في مكنونها خير للبلد ولشعبه وهي موجهة لرجل يتوقع منه ان يكون على قدر المسؤولية وهو كذلك .
رسالة ملكية بعثها صاحب الجلالة الى دولة رئيس الوزراء الجديد تشمل كل خير للبلاد من كل جوانبها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية و من ثم السياسية لان الثاني ينبني على الاول .... وكانت هذه الراسلة :
حيث بدأها صاحب الجلالة بـــ أدبه الكبير المعهود عنه للمكلف ولمن قدم استقالته فكان بدايته " عزيزنا دولة الأخ سمير الرفاعي حفظه الله " " أما وقد قبلنا استقالة حكومة دولة الأخ نادر الذهبي " وهذا هو سيدنا في كل خطابته الرائعة .
واراد سيد البلاد من دولة الرئيس البدء فورا بتشكيل حكومته " فإننا نعهد إليك بتشكيل حكومة جديدة " وان تكون هذه الحكومة مكملة لذلك البناء الذي سبقها به كل الحكومات " تبني على ما حققه وطننا الغالي من إنجاز وتقدم " وتزيل العراقيل التي كانت امام كل تقدم " وتعالج ما اعترى المسيرة من ثغرات واختلالات، من خلال عمل برامجي مؤسسي، ينطلق وفق خطة عمل واضحة ومعايير إنجاز وأداء تضمن التقدم نحو ترجمة رؤيتنا الإصلاحية التحديثية إلى واقع ملموس " وان تكون الحكومة لها نظرة ثاقبة لكل شيء ..... وان تنظر بعين الشعب ، وليس بعين اصحاب النفوذ والمصالح الشخصية " ويتطلب تحقيق هذا الهدف أن تنطلقوا في تشكيل حكومتكم وفق منهجية عمل محكمة تضع أهدافا محددة للإنجاز في جميع المجالات "
والاجمل والاروع فيها ان تكون ضمن اطار زمنية محددة ومعروفة ليتم مناقشة هذه البداية وتصويبها اول بأول ... والنظر لكل الجوانب فيها بعين الرضى والاطمئنان ...." وتحدد برامج زمنية لتنفيذها، ليكون مدى التقدم في تنفيذ هذه البرامج المعيار الواضح لتقييم الأداء واتخاذ القرارات المستقبلية بشأنها وحول من تناط به مسؤولية تنفيذها " .. ولا يكون ذلك الا بوزراء يكونون على قدر المسؤولية حيث يكون الرجل المناسب في المكان المناسب " ويستوجب ذلك أن يتم اختيار الوزراء وفق معايير القدرة والكفاءة "
ولا بدّ ان تتميز هذه الحكومة بقوتها والثقة في قراراتها التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن دون اعتبارات شخصية او تأثير شخصي " فنحن نريد حكومة تعمل بثقة وشفافية وبروح الفريق لخدمة الصالح العام، من دون تراخٍ أو تباطؤ تحت وطأة الخوف من اتخاذ القرار أو حسابات الشعبية الآنية، أو سياسات الاسترضاء التي أضاعت على وطننا في الماضي الكثير من فرص التميز والتطور والتغيير الايجابي الذي يمكننا من مواكبة روح العصر ومتطلباته " .... وتكون الحكومة عوناً للوطن ضد أي فساد يدها بيد الشعب دائما وابدا معاً ... ونتائجها ظاهرة للعيان " أن تتقدم حكومتكم خطوات نوعية في مسيرتنا الإصلاحية التحديثية التطويرية التي نتمسك بها ضرورة حتمية لبناء أردن المستقبل الآمن المستقر المزدهر "
والتشديد في نبذ المصالح الشخصية التي تقوم على المصالح الشخصية الذاتية ... حيث الفائدة لجميع الافراد وهم الشعب الاردني الطيب " وليست مرتهنة للاعتبارات والمكتسبات الشخصية الضيقة " ويكون ذلك بمبدأ النزاهة والشفافية وليس هناك احد فوق القانون ويكون ذلك بالمحافظة على الدستور الاردني والعمل على ما يخدمه من أبنائه الشرفاء ... ويكون ذلك بالحفاظ على أمن البلد الذي ينتج عنه قوة اقتصادية وكانت هذه توجيها صاحب الجلالة الى دولة الرئيس " وبالنسبة للسياسة الاقتصادية " " والعمل ضمن خطط واضحة تحمي اقتصادنا من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وتمكنه من تحقيق أعلى مستويات النمو " " ويجب أن يشمل برنامج الحكومة الاقتصادي خطوات وإجراءات تحقق التوازن بين الإمكانات المالية والطلب على الإنفاق الحكومي، والمحافظة على الاستقرار المالي والنقدي " " ولأن الاستثمار يشكل أحد أهم مقومات النجاح الاقتصادي " " ويجب أن تركز السياسة الاقتصادية الحكومية على تحقيق الأمن الغذائي والمائي وتلبية احتياجات المملكة من مصادر الطاقة " " والتنقيب عن الغاز والصخر الزيتي، والطاقة النووية، وجر مياه الديسي، ومشروع ناقل البحرين. ويحتاج قطاع الزراعة، الذي يشكل احد أهم ركائز الأمن الغذائي " " فقد بنينا رؤيتنا لأردن المستقبل على الاستثمار في الإنسان الأردني المبدع المتميز بعطائه. فهو ثروة وطننا الحقيقية " ............
والتطرق الى جميع الخدمات التعليمية والصحية وكرامة المواطن الاردني وهو خط احمر كما قال صاحب الجلالة اطال الله في عمره ....
(((( وإن حق المواطن وكرامته خط أحمر، وكرامة الأردنيين عندي أسمى وأقدس من أن يمسها أحد بسوء ))))
الشيخ محمد عايد الهدبان
المفضلات