سمع الولد، المحلل الإستراتيجي يقول: إن الحكومة تضحك على ذقون المواطنين! فسأل الولدُ أباه، كيف تضحك الحكومة على ذقون المواطنين يا أبي، فإجاب الأب: الشغلة سهلة يا ولدي، تقوم الحكومة بوضع صور لبعض المواطنين أمامها وفي مكان بارز، ويكون ذلك عادةً في جلسات مجلس الوزراء ، ثم يقول رئيس الجلسة انظروا يا حضرات الوزراء، هؤلاء هم الموطنون، أنظروا إلى ذقونهم، ثم يبدأ بالضحك ويضحك بعده الجميع وهكذا تضحك الحكومةُ على ذقون المواطنين يا بُني.
اجتهادات حكومية
مَنْ اجتهد وأصاب، فله أجران، ومَنْ اجتهد وأخطأ فله أجرٌ واحد، وهذه العبارة تبدو مغريةً لمحدودي الطموح بالإكتفاء بالأجر الواحد فقط دون الأجرين، فحكوماتنا - على سبيل المثال لا الحصر- تجتهدٌ في كثيرٍ من القضايا فتنال أجراً واحداً فقط وتزهد باجتهادٍ يجعلها تفوزُ بأجرين كاملين، وبوسة راس كمان!
"وإذا الوساطة أنشبت أظفارها،،، ألفيت كل كفاءةٍ لا تنفع"
بعدما تعب من البحث عن عمل وأرهقته كثرة الطلبات والمقابلات التي يُستدعي إليها من دون جدوى، مزّق شهاداته والصور المصدّقة عن وثائقة وكشوف علاماته ورمى بأحلامه بعيداً وأقفل على نفسه باب بيته الذي علّق عليه عبارةً لابن البلد يقول فيها : وإذا الوساطة أنشبت أظفارها،،، ألفيت كل كفاءةٍ لا تنفع".
"فضحتونا
انتشرت في الآونة الأخيرة أسماء لا تخلو من العبث والإسفاف، بل وتصلُ أحيانا إلى حدٍ مقززٍ من الوحشيّة والانحطاط والفضيحة، وهي تُبطنُ الدفاع عن "قضايا جدية" وتُبالغ في ذلك كل مبالغة. فمثلاً هناك حملة "شيل إيدك" لمواجهة التحرش بالمرأة، وحملة "ذبحتونا" من أجل حقوق الطلبة وغيرها. مثل هذه العناوين تنطوي على إساءة بالغة للأردن وأهله، فالمرأة تحظى بإحترامٍ بالغٍ في مجتمعنا الأردني الأصيل وهي نصفُ المجتمع قولاً وفعلاً وعبارة "شيل إيدك" وفقاً للقانون الأردني تكفي لتحريك الملاحقة القانونية عن جناية "هتك العِرض" بالمعنى القانوني الكامل. أما طلابنُا في المدارس والجامعات، فقد ذبحوا معلّميهم وأساتذتهم وأهلهم ووطنهم بتراجع مستوى غالبيتهم في التحصيل والسلوك، وهم ماضون في ضرب أساتذتهم وفي التشاجر لأتفه الأسباب وأسفهها من دون أن يذبحهم أو يردعهم أحد عن تشويه صورة مدارسنا وجامعاتنا. وإزاء حملاتٍ كهذه، لا بد من إطلاق حملةٍ وطنيةٍ لوضع حد لمثل هذا العبثِ وتشويه صورة الأردن العزيز، وأقل المطلوب هو تلطيف عناوين مثل هذه الحملات بشكل لا يوحي بأن الأردنيين فقدوا كرامتهم ولم تعد تأمن نساؤهم من بوائقهم، مثلما أن طلبة الأردن لا يتعرضون للمجازر فيه
المفضلات