قلت للحياة..
أرجوك يا سيدتي..
اقبلي استقالتي.. مشفوعة بكل ما سببته لك
من دموع وأنينْ..
أرجوك يا مديرتي..
تقبـّـلي في حبيَ العزاءْ..
فقد حملته جثة هامدة..
وطفت به بين أجمل السنينْ...
جعلته تذكرة لمن أراد أن يذكـّـرْ..
جعلته منارة تهدي قلوب العاشقينْ..
وكتبت في تابوته وصيتي..
وقلت فيها للملائكة..
من بعد أن أموتْ
فليأخذوا التابوتْ..
وليصنعوا من أخشابه كرسيا هزازا..
عليه تجلسين - يا حبيبتي -
وتحتسين القهوة ساعة الغروب..
وليأخذوا شراييني..
وليخلقوا منها قيثارة..
تعزف لك - أميرتي - أجمل الألحان..
وليأخذوا جسدي.. وينثروا رماده بين صفحات الرياح..
ليبقى رمادي خالدا خلود الهواء..
أما أناملي المنهكة..
فقدموها - بكل خشوع - للبيانو
لعلها تصحبه في معزوفة تروق لها مسامع حبيبتي
وليأخذوا دموعي..
ويزرعوها في الغيوم التي فوق صحاريك يا حبيبتي
لعلها.. تمطر مائي الذي اشتاقت له الصحراء
وأما حروفي وقصائدي.. فليحملوها برقة..
ولينشروها شمساً في سماء الكون..
تشرق وقت تشائين - يا حبيبتي -
وتغرب وقت تشائين..
أما عيوني - فيا عيوني -
ليأخذوا واحدة..
وليعرضوها في مزاد علني..
فهي عين شاهدت بعينها أجمل الأطياف..
أما عيني الثانية..
فلا بد أن أحتاجها..
فأنا - يا حبيبتي - لا بد أن أراك
حتى وأنا في داخل التابوت...
***** ***** ***** ***** *****
المفضلات