حلم الخريف
فتحتُ شباك غرفتي .. ونظرت إلى الباحة التي تملؤها أوراق الشجرِ
بلونها الأصفر الزاهي .. انتظرت الخريف طويلا
فكلي اشتياق للمسير في أجواءه .. هو اجمل الفصول عندي
تكاثرت الغيوم في السماء .. وغطت أشعة الشمسِ
مشيت بهدوء ولطفٍ .. اتجه نحو الفضاء المليء بالنسماتِ
نسماتٌ تضفي علي التفاؤل .. استنشق هواءه الرطب البديع
وأتجول في ربوعه الجميلة .. جلستُ على ضفة النهرِ
أتحسس أوراق الشجر الندي .. الذي قد نُثر على أطراف النهرِ
غردت العصافير من فوقي .. وحلقت بعيدة في السماءِ
ورجعتْ بالأمل المحمّل بالمطر .. نزلتْ أول قطرة على عيني
حتى سالت بأدب وخجل ِ.. تاركة خلفها ريحها المعطرة
يااااه ما اجمل الخريف .. والله إني انتظر مجيئه بشوقِ
كلوعة محب منتظرا موعد مع قلبه .. قلبهُ الذي قد تمسك بمحبوبتهِ
ركبتُ قاربي محركا مجاديفي .. فتح النهر كفيه لي
وأبحرت بكل تفاؤل وأُنسي .. حتى رأيت الطيور تتبعني
وتنشد بصوتها الشجي .. أنغام الحب والغرامِ
اقتربتُ من ضفةٍ قريبة ورأيت قمراً .. قد حطَّ من السماء
مررت من جنبه متأملا بروعته .. ياااااه تخيلوا قمرا مبيضاً مشعاً
تحيطه أوراق الخريف .. أعرف ما ستقولون
لوحة لأجمل رسام .. أو تحفةً بأروع إبداعٍ
أو وردةً في اجمل بستان .. لا لن تصدقوا ما رأيت
نجمة تلألأت وتلألأت .. حتى أنارت الأرض والسماء
ونشرت عبيرها بسحر وهيامِ
نظرت إليّ بكل ودِّ ورحبت بي .. حتى ثملتُ من شدة العشقِ
أجلستني عندها وخيمتْ علينا ربوع الصمتِ .. صمتُ الكلام
لكن نظرة منها .. تألف مئات القصص وعذبِ الشعر ِ
قصص الحب والشغفِ
وبعد بُرهةٍ استيقظتُ من حلمي
كنت مستلقٍ على ضفة النهر .. وقد خيم علي اجمل حلمٍ
قلت ما لحظي التعسِ
وفجأة .. شممت رائحة عطرٍ
قد أزاحت ما انتابني من يأسي .. نظرتُ خلفي
وإذ باللوحة والتحفة والزهر .. تبتسم وتلقي السلام
تبسمتْ فأنارت .. وضحكتْ فأزهرت .. وهمستْ فأحيت
وأكملتُ حلمي الذي قد تحقق .. مع تلك النجمة والقمر والشمس
وشربنا سوية من كأسٍ .. كأسِ الحب والعشق
وزرعنا وردة قد سميت
وردة خريف الحب والعشقِ
بشـــاار
المفضلات