ختتم جلالة الملك عبدالله الثاني زيارة عمل قصيرة للجزائر استمرت عدة ساعات، أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، تناولت المستجدات السياسية على الساحتين العربية والإقليمية، والجهود المبذولة لدفع مسار عملية السلام في المنطقة، بالإضافة إلى علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.
وتصدرت علاقات التعاون الثنائي وسبل تطويرها وتعزيزها مباحثات الزعيمين، حيث أعربا عن حرصهما المشترك على تقوية وتوثيق هذه العلاقات والارتقاء بها إلى أعلى المستويات، وخاصة في الميادين الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وبما يحقق مصالح البلدين.
وفي هذا الإطار، أعرب جلالة الملك والرئيس بوتفليقة، عن أملهما في أن تتمكن اللجنة الأردنية الجزائرية المشتركة من عقد اجتماعاتها بأسرع وقت، وتفعيل اتفاقيات التعاون بين البلدين في الميادين المختلفة، على النحو الذي يرفع من حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.
ويرتبط البلدان بالعديد من برامج واتفاقيات التعاون في مجالات التجارة والنقل والسياحة والثقافة والإعلام والزراعة والتعليم العالي والبحث العلمي والصحة وغيرها.
وبلغت قيمة الصادرات الأردنية للجزائر عام2007 نحو64 مليون دينار، فيما بلغ حجم هذه الصادرات حتى شهر تموز من العام الحالي ما يقرب 56 مليون دينار.
وبلغ حجم الاستثمارات الجزائرية في الأردن حتى نهاية العام الماضي نحو مائتي ألف دينار تتركز في المجال الزراعي.
وعبر جلالته عن وقوف الأردن إلى جانب الجزائر في تصديه للإرهاب والغلو والتطرف بكافة أشكاله مؤكدا أهمية التعاون في مواجهة هذه الظاهرة التي تهدد حياة الأبرياء والمجتمعات الآمنة.
كما ركزت المباحثات التي جرت في القصر الرئاسي وتخللها مأدبة غداء أقامها الرئيس الجزائري تكريما لجلالة الملك والوفد المرافق، على القضايا المتصلة بأخر التطورات السياسية في المنطقة، والجهود الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار فيها.
وأكد جلالة الملك عبدالله الثاني ضرورة تكاتف الجهود من أجل ضمان التسريع في إيجاد تسوية سياسية عادلة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين ووفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
ولفت جلالته إلى أهمية الحفاظ على الزخم في مسار عملية التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبما يضمن استمرار الجهود المبذولة لتحقيق التسوية العادلة والدائمة مشيرا إلى الدور المهم والحيوي للجزائر في دفع جهود عملية السلام.
وتطرقت مباحثات جلالة الملك والرئيس بوتفليقة إلى التحديات التي تمر بها الأمة العربية ،وأكد الزعيمان حرصهما على تفعيل التشاور والتنسيق بما يسهم في مأسسة العمل العربي المشترك وتعزيز وحدة الصف والتضامن بين الدول العربية لحماية مصالحها.
وحضر المباحثات سمو الامير علي بن الحسين وسمو الأمير غازي بن محمد المبعوث الشخصي والمستشار الخاص لجلالة الملك، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي، ومدير المخابرات العامة الفريق محمد الذهبي، والسفير الأردني في الجزائر زاهي الصمادي.
وحضرها عن الجانب الجزائري رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح ورئيس مجلس الشعب عبد العزيز زياري ورئيس الوزراء احمد او يحيى ورئيس المجلس الدستوري بوعلام بسايح ووزير الدولة الممثل الشخصي لفخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم ووزير الدولة وزوير الداخلية نورالدين زرهوني ووزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي وعدد من كبار المسؤولين.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني وصل اليوم إلى الجزائر في مستهل جولة عمل تشمل أيضا الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.
وجرى لجلالته مراسم استقبال ووداع رسمي في مطار هواري بومدين حيث كان في مقدمة مستقبلي جلالته فخامة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، ورئيس مجلس الامة ورئيس مجلس الشعب، ورئيس الوزراء ورئيس المجلس الدستوري، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين.
وعزفت الموسيقى السلامين الملكي الأردني والوطني الجزائري، كما تفقد جلالة الملك حرس الشرف وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لجلالته .(بترا)
المفضلات