لا تذكر المدينة المنورة إلا ويذكر النعناع المديني الذي أصبح أحد أهم وأكثر الأشياء ارتباطا بتاريخ طيبة الطيبة كيف لا، وكل زائر للمدينة لا يغادرها إلا وقد حمل معه عشرات (الشكات) من النعناع المديني إلى بلده ليقدمه كهدية من أرض الحبيب عليه الصلاة والسلام، ويقبل الحجيج هذه الأيام على شراء نعناع المدينة بكميات كبيرة وبشكل يومي....
تعود زراعة النعناع في المدينة المنورة إلى عشرات السنين فاهتم أهل المدينة بزراعته لما عرف عن أرضها من خصوبة تربة ووفرة ماء.. ويستخدم أهل المدينة النعناع كتوابل لبعض الأطباق وكذلك يستخدمونه كتعطير لنكهة الشاي، وتنتج مزارع المدينة المنورة العديد من أنواع النعناع ومنها الحساوي، المغربي،النمام ،العطرة والدوش، والعديد من الأنواع التي اشتهرت بين سكان المدينة.
وتشهد أسعار النعناع تذبذبا طوال أيام السنة وذلك وفق فصول السنة فالدوش والنمام يرتفع سعرهما في فصل الصيف بسبب ندرتهما، وكذلك النعناع الحساوي لقلة زراعته في فصل الصيف، وتتراوح أسعاره مابين (15-20) ريالا، وللنعناع مصطلحات خاصة بتجارته حيث تعرف الربطة وهي جزء من أربعة أجزاء تعرف بالشكة التي تتكون من 16 جزءا تعرف بالحزمة.
ويتميز نعناع المدينة المنورة برائحة نفاذة وزكية. وعلى مدى السنوات الماضية ذاع صيت نعناع المدينة بشكل كبير حتى أن الحجاج في هذه الأيام وضعوا من أولويات ما يقتنونه هو النعناع المدني..
يقول البائع أحمد الصاعدي: «أقوم ببيع النعناع منذ ما يقارب العشرين عام حيث أتوجه من الصباح الباكر إلى إحدى المزارع وأقوم بشراء كميات كبيرة منه ومن ثم أتوجه إلى طريق الهجرة حيث هناك المسافرون إلى مكة المكرمة وجدة والطائف. ولكن النعناع نادرا ما يظل جديدا لليوم التالي فهو معرض للتلف لذلك نقوم بخفض الأسعار كلما أوشك اقتراب الليل».
ويقول محمد صالح: «تمثل تجارة بيع النعناع مصدر دخل جيد لكثير من الناس حيث إن متوسط الدخل الشهري لبائع النعناع يتجاوز 4000 ريال شهريا، وذلك بحسب بقائه على الطرق السريعة، ومازال سوق النعناع يحظى بشعبية كبيرة من شريحة الشباب الذين يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة».
ويدلل على تلك الحالة الشاب عبد الله الجهني، فيقول: «بعد تخرجي من الثانوية العامة لم أجد قبولا في التعليم العالي فقمت بالعمل في بيع النعناع على طريق الهجرة وأجني شهريا ما يقارب 3000 ريال».
المفضلات