اقتصاد
دعوة المصارف العربية لتكون شريكا في التنمية الاقتصادية
ييروت - بترا - هالا الحديدي- افتتح رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري امس الخميس المؤتمر المصرفي العربي السنوي الذي يبحث الإستثمار العربي البيئي في ظل نظام اقتصادي عالمي مستجد وينظمه اتحاد المصارف العربية بمشاركة وزراء ومحافظي بنوك مركزية وقادة القطاع المصرفي.
ويشارك الاردن بوفد برئاسة محافظ البنك المركزي الدكتور اميه طوقان الذي سيتحدث في جلسة عمل تعقد اليوم الجمعة حول دور السلطات الرقابية في التخفيف من الاخطار المصرفية والمالية.
وقال الحريري ان بإمكان المصارف العربية نظرا للسيولة الكبيرة التي تتمتع بها أن تلعب دورا مهما لجهة دعم وتمويل مشروعات القطاع الخاص والاستثمار العربي البيني في جميع المجالات سواء في مشروعات البنى التحتية أو المشروعات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.
واضاف ان التحدي الجديد الذي يواجه المصارف العربية اليوم هي أن تنجح في أن تكون شريكا أساسيا في عملية التنمية الاقتصادية وتحقيق معدلات نمو مرتفعة على المدى الطويل وان يكون النمو مستداما ومبنيا على أسس سليمة ومتينة تسمح بايجاد وظائف جديدة للشباب العربي.
وقال ان التحدي أمام الحكومات العربية هو أن ننجح في استقطاب المصارف العربية لتكون هي المحرك الأساسي للنمو والتنمية في دولها.
وقال رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية عدنان يوسف ان المصارف العربية تدير أكثر من5ر2 تريليون دولار من الموجودات وتستند الى قاعدة ودائع تفوق التريليون دولار وتعمل بقاعدة رأسمالية تزيد عن250 مليار دولار ما يؤشر الى دور أكبر لها لجهة تنشيط الإستثمارات المحلية والإقليمية والعمل على الإسهام في إخراج الإقتصادات العربية من الأزمة.
وقال ان النمو الكبير الذي شهدته الإقتصادات العربية ترافق مع توسع قواعد المنظومة المالية العربية وخصوصا القطاع المالي والمصرفي مما أدى الى ارتفاع معدل نمو أعمال المؤسسات المصرفية التجارية والمصارف الإستثمارية المتخصصة وبروز كمي ونوعي للمؤسسات المالية والمصرفية الإسلامية.
واضاف ان المؤشرات الرئيسة للمصارف العربية بعد إعلان نتائجها عن الشهور التسعة الأولى من العام الحالي تؤكد ان هذه المصارف تتجه الى تحقيق معدل نمو ودائعها وعملياتها التشغيلية بمعدل8 بالمئة ، كما ان الديون المتعثرة للمصارف العربية لا تمثل سوى1 بالمئة من قيمة المحافظ التمويلية منذ بداية الأزمة المالية العالمية.
واشار الى ان الدول العربية باتت تحصل على حصة ضئيلة جدا من الإستثمار (العالمي) الأجنبي المباشر وان التقارير تشير الى ان حصة الدول العربية من الإستثمار العالمي تقل عن90 مليار دولار أي ما يقل عن6 بالمئة من الاستثمار العالمي فقط .
واوضح ان النسبة الأكبر من الإستثمارات العربية تتجه الى الأسواق الخارجية مما يؤكد ويبرز الدور المهم الذي يتوجب على المصارف العربية الإضطلاع به لتوجيه الإمكانات العربية الضخمة الى الإستثمار في القطاعات المنتجة والمشروعات داخل الإطار العربي - العربي .
ودعا رئيس مجلس إدارة الإتحاد العربي للمصرفيين العرب ورئيس جمعية مصارف لبنان الدكتور جوزف طربيه الى مناقشة ووضع خريطة طريق عربية يأتي في مقدمتها تنقية وتظهير الفرص الإستثمارية المتوافرة في البلدان العربية ومعاونة الحكومات على التطوير المنهجي لمناخات الإستثمار وأزالة أي تحفظات عن مساهمة القطاع الخاص في التنمية الإقتصادية والإجتماعية.
ودعا كذلك الى العمل على تطوير الأسواق المالية وايجاد صناديق استثمارية متخصصة بتمويل المؤسسات المتوسطة والصغيرة، ومساعدتها على تطوير قدراتها الإستثمارية والإنتاجية.
وقال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إن الخروج من الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية تأتى من خلال ضخ السيولة من قبل الحكومات التي تشكل مجموعة الدول العشرين ونتيجة توسع ميزانيات المصارف المركزية لهذه الدول ما ادى إلى انتقال الأصول المسمومة أو المشكوك بقيمتها السوقية من القطاع الخاص إلى القطاع العام مع ما ترتب عن ذلك من ارتفاع للمديونية وضخ للسيولة بكميات لا سابق لها تاريخيا.
واشار الىان ذلك سيخفض القدرة الشرائية للعملات الأساسية عندما يعود النشاط الاقتصادي إلى طبيعته في السنوات المقبلة.
وقال ممثل الامين العام لجامعة الدول العربية رئيس بعثتها الى جنيف سعد الفرازجي ان هناك حاجة على صعيد الوطن العربي الى بزوغ إرادة قوية وعزيمة غلابة في ثلاثة اتجاهات تكاملية هي: زيادة التجارة والأستثمارات البيئية، من اجل تنمية عربية إقليمية متكاملة وتجميع الموارد لدعم التعليم والتدريب، والبحث العلمي وتطبيقات التكنولوجيا المتقدمة والإرتقاء بمستوى القوى العاملة لأنها ثرواتنا البشرية والعنصر الحيوي الذي من شأنه زيادة قدراتنا التنافسية ورفع معدلات النمو في بلداننا.
وجرى خلال المؤتمر تقديم جائزة الرؤية القيادية في العمل المصرفي لرئيس مجلس وزراء مملكة البحرين سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة تسلمها محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد محمد المعراج وجائزة الريادة المصرفية لرئيس مجلس إدارة صندوق لنقد العربي الدكتور جاسم المناعي.
المفضلات