أحبتي ... هذه القصة هي نفسها " قصة لوعة انتظار المشتاق " لكنني رسمتها بنهاية مختلفة عن تلك القصة
وإن كان هناك هفوات فيما أكتب .. فاعذروني لأنني حديث الولادة في كوكب الكتابات .
ما زلت انتظر حبيبتي ... جالسا أتأمل في ورد الجوري الذي أمامي .. وقد طال انتظاري ...
كلما فاح عطر الجوري أدركتُ أن العشيقة قد جاءت للقائي ... ولكن قد خاب ظني ... ولم تأتي ...
أحضرت هدية لها بحثت ولم أجد أطيب من ريح الياسمين أقدمها لحبيبتي ...
كان ورد الربيع يملأ المكان بزهوه متلألئا ليمُتع الرائي ... وما زلت انتظر ...
حتى اقبل الصيف وباتت ورقات الزهور تتلاشى شيئا فشيا ... وأصبحت الشمس تتبارق بحرارة ... وما زلت انتظر ...
هكذا أنا كعادتي أبقى منتظرا لأوفي بوعدي للقاء حبيبتي ... لعل الحبيبة تأتي لتروي ظمأتي ... وتزيل لوعتي وآهاتي ...
اصفرّت ورقات الشجر وصارت تتناثر لتلون الأرض بلون الخريف الزاهي ونسماته العطرة وأجواءه الباهرة ...
وما زلت انتظر ... قد غاب عطر الياسمين وطار لطول الانتظار ...
أتساءل لما كل هذا الغياب ؟ هل أبكرت بقدومي للموعد أم أنني تهت عن المكان ...
ولكن ليست هذه المرة الأولى .. نعم انه نفس المكان ملتقى الأحبة ...
وما زالت تترد كلمات حبيبي لن يؤخرني عنك حبيبي إلا الموت .. إذا سأبقى انتظر ...
أدهشتني رائحة المطر وسمعت صوت الشجر يهلل ويرحب بالزائر المنتظر ...
وبسطتْ الأرض كفيها لتفسح لهذا الضيف مكانا ومستقر .. قد أتى بموعده لم يتأخر وتعانق مع غصون الشجر ..
والجوري قد ابتسم فالحياة قد سارت بعروقه الجافة الظمآنة لتجعله رطبا مزدهرا بسحر قطراته العذبة ... وما زلت انتظر ...
أصبحتُ ارتجف من شدة برد الشتاء ... لم اكن اعرف انه سوف يأتي وأنا هاهنا لكنت أحضرت سترة تدفئ عروقي من لمسات ريح الشتاء ...
أقول ستأتي حبيبتي وتدفئ رعاشتي وتطفئ نار لوعتي ...
اشتدّتْ الريح وأخذت تحيط بي حتى صرخَتْ بصوتٍ ضجر ما بك تنتظر ...
اصحوا من نومك الذي طال وانظر من حولك قد انتظرت طويلا وحبيبتك لن تأتي ...
فهي مُبحرة بصحبة حبيبها ... ألم يخبرك الجوري بما حصل ...
نظرتُ إليها بلطفٍ وسمعت همساتها تعتذر ... إن من أحببتها قد أبلغتني رسالة بكلّ تكبر وعَجل ...
وما أبلغتك يا ذا العطر المنتشر ... خجلتُ أن اقطع عليك أحلامك وبهجة انتظارك ...
فإنها قد تركت لك أسفها عن فراقك فقد وجدت حبيبا نور عليها ظلمة ليلها ...
فقلت كيف ومتى أنا من اسعد حياتها ونوّر ظلمة بحرها الذي كان مهجورا تتلاطم أمواجه السوداء بشطآنه الميتة
ألم أكن نورها ومصدر دفئها ومنبع جمالها وهيامها ... قد كنت نائما مفتوناً مشتاقا انتظر سرابا وخيالا
والآن قد صحوت ... سمعت بكاء الربيع وصيحات زهور الشجر ... ونواح ورد الجوري ...
ومشيت ناسيا خلفي الهدية التي أكل الزمان عليها وشرب ... نادى الشجر انظر من أتى يا منتظر ...
قد أصبح اسمي المنتظر ... التفتُّ ورائي وإذ بالعشيقة التي أضحت كذبة ونكتة قد كرهتُ سماعها ...
قالت حبيبي بصوت ندم وحرمان وبقيت امشي وأنا منزعج حائراً مما قد غشاني ...
لحقتْ بي متأسفة نادمة وتقول رجائي يا حبيبي أن تُرجع لي حياتي وأطمأناني ..
قلتُ كلمي الربيع لينقل لكي لوعة انتظاري فكم أحببتك وأخلصت لقلبك الشافي ..
هل يكون هذا جزائي هل كنت مخطئا بحبي لك أم كنت مقصرا في محياكي ...
دعي الأيام تُفصح لكي عن غيابي وهل ستنعمين بدون وجودي ...
أنا لن أكن ضعيفا أمامك بعدما رأيت منك الهوان ونسيانك لأيامنا الحلوة النيرة ...
اذهبي إلى حبيبكِ لعلك وجدته مخلصا اكثر مني وأنا لن أعود إلى الضياع والتوهان والحرمان ...
حبيبي لن أجد خيراً منك وقد أخطأتُ بغيابي ليتني متُّ قبل أن أغيب عنك ..
ليتني خُرست قبل أن أقول لغيرك أحبك ... حبيبي أحببتك وبقيت احبك
وسأظل احبك ولن أتذوق لذة الحب إلا معك يا نور حياتي ...
سأوفي بوعدي وانتظرك في هذا المقام حتى تأتى ولو غبت السنين سأبقى منتظرة ...
حتى تصفح عني ... حبكي لن يمحى من فؤادي .. ربما سأعود إليكِ ..
والآن لكي مني تحية المحب المشتاق ... ذهبتُ ودموعَ اللوعة تنهمر مني
وأتساءلُ هل سأعود لكنني أحبها وقد أثبتتْ لي ندمها وتقصيرها وحبها لي
إذاً سأغفر لها هذه المرة لان الإنسان لا يستطيع أن يغضب من فؤاده فهي فؤادي ...
وبقيتْ مكاني تنتظر عفوي وسماحي ... سأصفح عنها حبيبتي
:
المفضلات