تكرم عيونكن والله
بس انا بحب هز الورد مشان شم ريحتو ....
ورح نكمل على طووووووووووووووووووووووووووول تفضلوووو
........................................ ..........
وفجأة ومن شباك البيت ينظر فارس ليرى ياسمين تدخل من باي الحديقة
بأجمل اثوابها تسير باتجاه البيت تضم الى صدرها طفلتها الرضيعة وشعرها مفرود على كتفيها تعبث
بخصلاته نسمات الهواء ..يفرك عينيه ليتأكد بأن ما يراه حقيقة ..لم تتلاشى تلك الصورة وانما بقيت
ياسمين وطفلتها تتقدم باتجاه البيت ..قفز فارس باتجاه الباب لاستقبالها وقبل ان يخرج يلمح ياسمين
تجلس على احدى الكنبات داخل البيت منهكة القوى واثار الدموع ما زالت في عيونها..يحتار فارس
ويعود راكضا باتجاه الشباك فيرى ياسمين تحمل الطفلة وتقترب اكثر واكثر من البيت..يحتار فارس
ويظن انه قد بدأ يهلوس ..ولحسم الامر قفز باتجاه الباب..
فدخلت منه.................
فرك فارس عينيه وهو لا يصدق ما يراه ..فتدخل والابتسامة مرسومة على شفتيها وتناوله الطفلة
فيحملها بين ذراعيه وقبل ان يدرك ما يحدث يسمع صرخة من الخلف ورده..ورده.
فتقفز الواحدة باتجاه الاخرى في عناق وقبلات وبكاء وضحك يستمر دون توقف وكأن الواحدة تخشى ان
تحركت الثانية للحظة ستتركها..يقف فارس مذهولا يحمل طفلته بين يديه وينظر باتجاه الاختين ويجد
نفسه عاجزا عن التمييز بينهما ..
تقول ورده لياسمين..لتلفت انتباهها: جبتلك بنتك جورجيت يا ياسمين...
ولا تهتم بما قالته وتنظر ياسمين لورده وتقول : انت مش لابسه الخمار ..يعني حتظلك معي..؟
فتقول ورده:آه صحيح انا مش حفارقك فعانقتها ياسمين من جديد وتعود الاثنتان للبكاء من جديد..لم تكن
ياسمين لتترك ورده لحظة واحدة ..لولا بكاء ابنتها جورجيت التي دفعها لتحملها.
سألت ياسمين ورده : ماذا حدث يا ورده وكيف..؟
قالت ورده: لا شيء جاءت الّي امي تحمل بين يديها الصغيرة جورجيت وطلبت مني ان اخلع الخمار
وارتدي اجمل ما لدي وقالت ان كل شيء قد انتهى وجورجيت ولدت من جديد وقد تحققت نبؤة الماضي ..
وقالت لي : كوني أماً لها واحمليها لامها.
وبصراحة انا لم افهم شيء فكل ما كنت افكر فيه هو ان اصلك بسرعة لاراك فلا تسأليني شيئا لانني
فعلا لا اعرف شيء ..
مرت الايام بسرعة وياسمين وورده في سعادة بالغة وجورجيت الصغيرة اضافت الى حياتهن سعادة
وفرح لم يعهدانها من قبل وفي اليوم الاربعين لولادة الصغيرة جورجيت تصادف مع اليوم الذي اعتادت
ياسمين وورده والام لعنه اضاءة الشموع ومخاطبة الجدة جورجيت فقمن بأضاءة الشموع في منتصف
الليل ووضعن الصغيرة جورجيت امامهن وقبل ان بنطقن بحرف ظهرت جورجيت بثوبها الابيض الناعم
امامهن تبعد عنهن عدة اقدام ..نظرت اليهن وابتسمت ونظرت الى الصغيرة جورجيت وسالت عدة
دمعات من عيونها..فبكت ورده وياسمين معا وقالت الجدة جورجيت: لا تبكن يا بنات فدموعي دموع
راحة وفرح ..ومن سنين هذا اول يوم بشوف فيه النور .
اقتربت ياسمين ولمست قدم الجدة جورجيت بيدها وقبلت اليد التي لمست القدم وعادت الى مكانها وكذلك
فعلت ورده وابتسمت جورجيت ابتسامة عريضة واختفت بهدوء ..
فقالت ياسمين لورده : شفتي قديش ستك مرتاحة .
فقالت ورده: وشفت كيف الفرحة بدها تنط من عينيها ..فقالت ياسمين : كم اتمنى لو انه كان بمقدوري
ان اقفز اليها واحتضنها وابكي على صدرها ..فقالت ورده : وانا كذلك ولكن هذا مستحيل..صمتت ورده
وكذلك ياسمين واخذت الواحدة تنظر بعيون الاخرى ...فقالت ياسمين وردة شاعرة في الي انا حاسة
فيه ..ابتسمت ورده وقالت : نعم امي قادمة الينا فقفزت ورده وكذلك ياسمين باتجاه الباب وتسابقت
يداهن لتفتح الباب فظهرت "المقنعة" فحضنت ياسمين وورده معا ودخلت معهن الى الغرفة واراحت
الخمار عن وجهها وحملت جورجيت الصغيرة وضمتها الى صدرها ..ونظرت الى ورده وياسمين
وابتسمت وقالت : انا عارفة انكن بالوقت الاخير كرهتني..فأحنت ورده وياسمين رأسها الى
الارض ..فقالت الام لعنة لبناتها ..يا بنات انا ما بلومكن ..بعرف ان السنوات الاخيرة كانت صعبة
وقاسية ولكن اقسم باني كنت اتعذب اضعاف عذابكن وكانت دموعكن بتحرقني ليل ونهار ..ربما ظننتن
اني لم أتأثر بما حدث ولكن النار كانت مشتعلة بداخلي وانا مجبرة ان اخفيها..يا بنات انا لم اكذب عليكن
ولم اخدعكن ..اليوم رأيتن جدتكن جورجيت ورايتن كم هي فرحة وكم هي مرتاحة ..الا تستحق منا هذه
التضحية ..ياسمين انا لم اكذب عليكن ..نعم حينما رأيت جورجيت في يوم زفافك وقالت لك ان تسمي
ابنتك ياسمين وان يكون اسمك انت جورجيت لم تفعل هذا جدتك لان اللعنة انتهت فعلا بل لانها ارادتها
ان تنتهي وتنازلت هي عن راحتها وفرحتها من اجلكن سنين طويلة انتظرتها جورجيت في انتظار ميلاد
جورجيت الصغيرة لتحصل على حريتها وراحتها ..تنازلت عن كل هذا من اجلكن ولأنها شعرت بانكن لم
تعدن قادرات على تحمل المزيد من العناء وتنازلت عن اللعنة وعن راحتها الابدية من اجلكن...اما انا
في البداية تقبلت الامر الواقع وعلمت ان الحياة هكذا تسير والنبوءات لا تتحقق دائما ولكن بعد زيارة
قبر جدتكن في الشام وبعد ان احضرت لي خالتكن العجوز قلادة جورجيت التي لم تتركها للحظة واحدة
تذكرت انه حينما كنت صغيرة وألحّت على جدتكن ان تجعلني ارتدي قلادتها قالت لي اشياء كثيرة عن
هذه القلادة وعن اسرارها ولكن اصعب ما قالته وكاد يتحقق انه بسبب هذه القلادة قد اخسر احد
عيني..في وقتها لم يكن هذا يهمني..ولكن الان عيناي واحدة اسمها ياسمين والاخرى اسمها وردة فأي
عين يجب ان اختار ..نعم لقد عرفت ان خرجتن انتن الاثنتان معا الى النور ولم اكن لاستطيع ان امنعكن
فسأخسر احداكن ..لقد عرفت انه مع انتقال هذه القلادة دون ان يظهر النور بميلاد جورجيت فسيفرقكن
النور وستخسر الواحدة منكن الاخرى فما يجمعه الظلام يفرقه النور وانتن ولدتن في الظلام وبعد ما
حدث لم يعد لدي ادنى شك ان هناك قوى قادرة على تفريقكن..وردة اختك ضحت بالنور من اجلك يا
ياسمين دون ان تعرفي ..لقد اختارت وردة ان تمضي بقية حياتها ولا تخلع الخمار او تخرج الي النور
بعد ان علمت انه لو خرجت هي الاخرى الى النور فستفقدي قوتك وهي ايضا فختارت وردة ان تبقى
لتحميك وتساعدك متى اردت المساعدة ولتضمن سعادتك..اما انت يا ياسمين فلم تكوني اقل منها لقد
اثبت انك على استعداد للتضحية باغلى شيء وبكل شيء من اجل ورده..اما انا فما كان امامي الا ان
اجعل الصندوق مغلقا وانتظر ولادة جورجيت من جديد..لقد حرمتك من رؤية ابناءك او معرفة اي شيء
عنهم لان النبوءة تقول ان الوجه الاول الذي سيعكس النور وينهي اللعنة هو وجه انثى يطلق عليها
اسم جورجيت وعليه ما كان يجب ان تري انت او اختك اي وجه قبل وجه جورجيت الثانية...
ما فعلته كان من اجلكن وليس من اجلي ..الان انتهت اللعنة وانتهى كل شيء ..ارتاحت جورجيت
ووحدكن النور وجمعتكن جورجيت من جديد ولن يفرقكن شيء ولا اريد شيء الا ان تسامحاني وتغفرن
لي يا بناتي...واخذت الام لعنة تبكي فضمتها ياسمين وكذلك فعلت وردة وبدأن نوبة بكاء حادة استمرت
طويلا.قاطعتها ورده حينما قالت مبتسمة سنغضب جورجيت الكبيرة والصغيرة اذا استمرينا بالبكاء...
فقالت ياسمين: انها دموع الفرح وامسكت ورده بكتف امها
وقالت : تعالي هون هلأ بدك تحكيلنا عن القلادة..مسحت الام لعنة دموعها
وقالت : اسألي صاحبتها حينما تكبر..اسألي من ستدخل النور الى مئات البيوت المظلمة ..اسألي من
ستكون نور المظلومين ونار الظالمين...
وفي هذا اليوم قد اتي صديق فارس والشاهد علي فرحه في القبور لزياره فارس وطبعا قد نسي كل ما
حدث بالنسبه لحفلة القبور
وبدء بدق الباب وكان فارس وياسمين مشغوليين بجورجيت الصغيره
فسمعت ورده صوته من الخارج وهو ينادي يا فارس فوضعت الخمار
وخرجت له فوقف صامت يتعجب من هذا الشيء الاسود وبدأ
يتكلم وهو يتعلثم اليس السيد فارس يقطن هنا
ولم تستطيع ورده ان تملك نفسها من الضحك لانها كانت تتذكر كيف كان حاله يوم الزواج عند القبور
وعند سماعه لصوتها ابتسم
وقال لها هل هناك ما يضحكك فرفعت الغطاء عن وجهها
فصعق عامر صديق فارس مما يراه من هذا الجمال الذي يراه
فوقع مغشي عليه وفي هذه اللحظه كان قد اتي فارس وياسمين
فاخذت ياسمين ورده الي الدخل وبدأ فارس ينادي علي صديقه عامر عامر ايش فيك فبدأ يفوق وهو
ينظر الي فارس ويقول له اين هي اين هي بالله عليك
وكان فارس حريص علي الا يخبره شيء فقال له هي مين انت تهزي
فقال له لا يافارس اكيد هذه ملاك مو بشر
ليتني اراها ومن بعدها اموت
رد عليه فارس وقال قوم بس اقف علي رجلك هي
************
يا سمين لماذا يا ورده
شو القصه
وهنا ابتسمت ورده وقالت لها
ياسمين ابتعرفي ان اليوم اللي حضر فارس بالقبور
ومعه صديقه عامر الكل هرب الا هو وفارس وكان ممكن يهرب
بس قدر ان صديقه في خطر ولم يغادر غير لم سمع منه انو بأمان
ومن شان هيك كبر كتير بنظري .. اسمعي شو يقول عني لفارس
هنا ابتسمت ياسمين والدموع تترقص بعيونها
فاخذت ورده بحضنها وهي تبكي من الفرحه لانها كانت تعلم
اخلاق عامر زين ومن شاان تقدر تعيش مع اختها الكل بمكان واحد
وخرجت ياسمين ودقت علي حجرة فارس واخبرته بكل شيء وتبسم
فارس من السعاده وقص كل شيء علي صديقه عامر اللي كان يستمع وما كان مركز بشيء غير وجه
ورده
فدخلت عليهم ياسمين ومعها ورده وهي حمراء الوجه وعامر كاد يجن
من فيهم زوجة فارس ومن اختها فعندما مد فارس يده وقال هذه ورده
فاخذ ينظر اليها وكانها حلم كان ينتظره بفارغ الصبر وبدء الدمع يسيل من عينيه وهنا نظرت اليه ورده
بحنان وقالت له ما بك فبكي وقبل يديها ولم تستطيع ان تمنع هي الاخره نفسها
ونظرة الام لعنه وهي تبتسم للاطمئنان علي ورده وياسمين
اقترب موعد شروق الشمس فودعت الام لعنة بناتها ووعدتهن انها ستزورهن دائما وستمضي معهن
اوقات كثيرة وقبل ان تخرج طلبت الام لعنة ان تقابل فارس ..فذهبت ياسمين ونادت عليه..اقترب فارس
من الام لعنة فاستقبلته بابتسامة دون ان تضع الخمار على وجهها وقالت: فارس المرة انا بطلب منك
انك تسامحني..ابتسم فارس واقتربت منه الام لعنة وعانقته ووضعت الخمار على وجهها
وخرجت ..وابتعدت فجلست ياسمين وورده وفارس و عامر يتحدثون بما حدث وكيف ومر على اشراقة
الشمس اكثر من ساعتين ولم يجرء احد منهم ان يسأل الاخر او يلمح بما حدث وما مصير ابناء
ياسمين وفارس المفقودين،وفجأة وصل الى مسمعهم صوت صراخ وضحك في الحديقة فقفزوا جميعهم
مسرعين وكأن لكل منهم حدسه الخاص لما يتوقع ان يرى...
ثلاثة اطفال : يصرخون ويلعبون ..بسعادة في الحديقة وبحركة لا شعورية يركض فارس وتركض
ياسمين وتركض ورده وخلفهم عامر وكل منهم يريد ان يسبق الاخر ليصل الى الحديقة وخلفهم تركوا
جورجيت الصغيرة صاحبة الوجه الملائكي نائمة يشع من وجهها النور ..فما اجملها من طفله ولم
يستطيع ان يمنع فارس نفسه من البكاء ولا ياسمين وعاشو الجميع في سعاده لا توصف .......
........................................ ........
ارجو ان تكون القصة قد نالت اعجابكم
مع تحيات المحب لكم أمييييير
المفضلات