بيان دائرة الإفتاء حول المنشور السياحي المتعلق بأم الرصاص
|
2009-11-19
عمون - اصدر سماحة مفتي عام المملكة الدكتور نوح علي سلمان بيانا حول المنشور السياحي المتعلق بأم الرصاص.
وجاء في البيان، لا يُجمع المسلمون على شيء مثل إجماعهم على محبة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ونصرة الإسلام والمسلمين.
وقال البيان عندما صدرت الرسومات المسيئة للنبي محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم هب المسلمون على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم لاستنكار تلك الجريمة.
واضاف "وقبل أيام لاحظ مرشد سياحي عبارة في منشور سياحي أساء - إساءة لا تبرر - عندما عبّر عن اللقاء الذي حدث بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل النبوة - عندما كان مسافرا مع عمه إلى الشام وعمره اثنا عشر عاما - وبين راهب في منطقة بصرى الشام، - هذا إن كان اللقاء قد حصل - فما كان من ذلك المرشد السياحي - بارك الله فيه - إلا أن أبلغ الجهات المسؤولة، وأُبلغت وزيرة السياحة التي استنكرت هذا الأمر، وشكلت هيئة تحقيق لمعرفة المسؤول عن الخطأ.
وتضمن البيان "كانت دائرة الإفتاء من أول من لفت نظر وزيرة السياحة إلى هذا الأمر، لكن بأسلوب خاص يعتمد الإصلاح بالطرق الهادئة دون تشهير بأحد، وأبلغتنا الوزيرة بتشكيل هذه الهيئة، وأخذت التصريحات تتوالى من كل الجهات، تتبرأ من هذا المنشور ومما فيه من معلومات خاطئة، وعندما ينتهي التحقيق يحدَّد المسئول عنه وان وزارة السياحة أوضحت أن المنشور أعدته جهة خارجية".
وقال هذه الهبّة من الهيئات الرسمية والشعبية تدل على أن الإسلام يحميه الجميع، ويدافع عنه الجميع، فالإساءة إليه وإلى رموزه إساءة إلى الجميع، خاصة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي نفتديه بالمهج والأرواح، والذي يتشرف هذا البلد بقيادةٍ مِن آل بيته.
وعلى أي حال: فإننا نشكر ذلك المرشد السياحي الذي تنبه إلى هذا الخطأ المسيء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ونشكر كلَّ مَن هبّ ليدافع لوجه الله عن الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم، وسيبقى الإسلام عزيزاً محفوظاً بإذن الله، تحقيقاً لوعده عز وجل، فقد قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) التوبة/33.
وجاء في البيان "بقي أمران: الأول: أنه لا يجوز التسرع بإصدار أحكام الكفر على الأشخاص؛ لأن التكفير أمرٌ عظيم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما)، وهنالك فرق كبير بين أن نقول هذا الكلام مكفر، وبين أن نقول هذا الشخص كافر، فالحكم على الأشخاص يصدر من قبل القاضي بعد ثبوت موجباته بالطرق الشرعية، أما رد الكلام المكفِّر فهذا مباح لكل أهل العلم.
ثانيا: لا يجوز لأحد أن يرى نفسه الحامي الوحيد للدين الإسلامي؛ لأنه بذلك يقلل عدد أنصار الإسلام، فكلنا حماة للشريعة وأهلها".
وشكر البيان المواطنين الذين يرون دائرة الإفتاء ودائرة قاضي القضاة جهة يُشكى إليها لمعالجة هذه المسائل، وليست جهة مقصرة في حماية الشعائر الدينية تحتاج من يحفزها لأداء واجبها، ونحن عند حسن ظن إخواننا بما نراه حقاً وصواباً، ولكن لكل منا أسلوبه، ونحن نُؤثِرُ معالجة الأمور بهدوء، فإن ذلك أقرب للاستجابة.(بترا)
المفضلات