حوار بين امراة منفية ورجل عاشق
سيدي:
سَأبقىْ تحتَ طاولَةِ النِسيانِ
حَتىْ لا يُخبِرَ أحدٌ الأشواقَ عَنيْ
سأبقىْ ضَعيفة ومَنسية
والحُزنُ بأضلاعيْ يُدَمِرُنيْ
فأنا إمراةٌ كُليْ كِتمانٌ
كأنَ البُعدَ مَوطِنيْ
صَرَختُ بِوَجهِ الدُنيا كُلِها
فظَنوا أنَ صُراخيْ يُغَنيْ
كمْ أنا يا سَيديْ مُتعَبَة مِنْ مَشاعِريْ
كأنَ هذا الزَمانَ ما هُو بِزَمَنيْ
فإذا خاطَبَ الحُبُ يَوماً قَلبيْ
صَح لِسانيْ وصَح بَدَني
....................
سيدتي:
إني لأعرِفُ جَيداً كَيفَ هُو الحُبُ
وكيفَ أجعَلُكِ فيْ العِشقِ سَيدة
وسَتُخبِرُنيْ الأشواقُ عَنكِ دائِماً
فتُحِبينيْ حَتىْ لَوْ كُنتِ غَيرَ مُتَعَمِدة
كُلُ فُنونِ العِشقِ سَأعَلِمُكِ إياها
وسأجعَلُ أزهارَ وَجهَكِ كُلَ يَومٍ مُتَجَدِدة
حتىْ الحُسنُ فيْ كُلِ جُزءٍ فِيكِ سَيَعرِفُني
وسَيعرِفكِ الحُبُ أنَكِ أحلىْ وَردة
فإبقيْ يا سَيدتيْ أحلىْ إمراةٍ عَرِفتُها
وإبقيْ بَينَ ذراعيَ مُتَمَدِدة
.......................
سيدي:
لَكنيْ عانَيتُ مِنَ القَهرِ جِبالاً
فمَنْ يُبعِدُ القَهرَ عَنْ حَياتيْ
أعطَيتُ لِكُلِ العُشاقِ دَمَ قَلبيْ
لكِنَهُمْ رَمونيْ وهَذِه هي مُكافاتيْ
وأعَرتُ كُلَ المُحِبينَ قَلبيْ الصَغيرْ
لكِنَ العِشقَ رَفضَ تَحياتيْ
كُلَما حاوَلتُ أنْ أُحِبَ رَجُلاً
رَفضَ حَتىْ الحُبُ مُلاقاتيْ
إحتَجتُ يَوماً لِلعِشقِ حَتىْ أحيا
وما لَبىْ شَيئاً مِنْ إحتياجاتيْ
حَاءٌ ومِيمٌ وقافٌ
حُزنٌ فقَهرٌ فمَماتيْ
فأنظُرْ يا سَيديْ لِقَلبيْ وبَقاياهُ
لمْ يَبقَ مِنهُ إلا فُتاتيْ
..............................
سيدتي:
هذا هُو حَالُ الحُبِ وأحزانِهُ
يَرمينا بَينَ الشَظيةِ والشَظية
وما كانَ هُناكَ عُشاقٌ أبداً
إلا وكانوا مَجهوليْ الهَوية
إنيْ لأبحَثُ عَن إمراةٍ أُفَرِغُ فِيها حُبيْ
إمراةٌ تَعرِفُ العِشقَ وحُروفَهُ الأبجَدية
لنْ تكونيْ بِحُبيْ إمراةً ضَعيفَة
ولنْ تُصبحيْ فيْ الدُنيا مَنسية
فهلْ تَقبَلينْ حُبيْ لَكِ يا سَيدتيْ
حُباً بَينَ رَجُلٍ عاشِقٍ وإمراةً مَنفية
المفضلات