انشطار "الإخاء" يربك المنافسة على رئاسة مجلس النواب .. والإسلاميون يشترطون صمود "الائتلاف" للاستمرار
2009-11-12
عمون – كتب : وائل الجرايشة - في الأخبار المعلنة والتصريحات المنبثقة عن اجتماعات الكتل النيابية المنضوية تحت ائتلاف التغيير والاصلاح الذي يتكون من كتل ( الاخاء والديمقراطية الوطنية وجبهة العمل الاسلامي ، وعدد من المستقلين ) تظهر الأمور وكأنها تسير إلى التوافق المطبق على الانتخابات التي ستجري مطلع الشهر القادم إن بقي البرلمان ، إلا أن الناظر للحراك الداخلي لكتل للنواب وبعدسة مكبرة سيشاهد الكثير من الخلافات العالقة بينهم على دقائق الامور ومسار الطريق الى الانتخابات .
في اجتماع سابق لكتلة الإخاء يظهر الارتباك واضحا في صفوف نوابها فيقترح النائب حازم الناصر إرجاء البت في قرار الكتلة إلى ما بعد نصف الشهر الحالي لعل وعسى أن يَحدُث أمرا خارج البرلمان يؤثر على المشهد الداخلي ، فيوافقه البعض ويرفض آخرون بتبرير ضرورة اتخاذ موقف واضح للمضي قدما في " الإصلاح " المتفق عليه منذ اجتماعات شهر رمضان .
يؤكد الانشطار في مواقف الاخاء - والتي يستند الائتلاف عليها كثيرا - ما تحدث به النائب أحمد الصفدي في الاجتماع العام الذي عقد لـ " التغيير والاصلاح" ظهر الاربعاء حيث اعلن عن وجود (11 نائباً ) يدعمون ترشح عبد الهادي المجالي رئيس كتلة التيار الوطني ، ليتصدى له نواب غاضبون من داخل كتلته ويعلنون برائتهم من أي عضو يخرج عن رأي المجموع .
وسط هذه التجاذبات يختطف النائب عبد الكريم الدغمي ( مرشح الائتلاف ) ليؤكد أن من شأن ذلك اعادة النظر في اي قرار اتخذه وهو الذي اشترط في ساعة الإجماع عليه مساء الأحد الماضي ان قبوله بالترشح مرهون بدعم الجميع له .
" الاخاء " كانت عقدت اجتماعا مطولا مساء الثلاثاء في منزل الصفدي أكد خلاله النائب وصفي الرواشدة أن التراجع عن موقف الائتلاف يعد " انتحارا سياسيا" وانه سيعكس صورة سلبية عن الاخاء والنظر إلى الكتلة بريبة من قبل الشارع والمراقبين من حيث تراجعها عن مواقف سابقة وجديتها في التعاطي مع الاصلاح وأن حديثها سيعتبر فقاعات اعلامية .
النواب الاسلاميون اعلنوا موقفهم خلال اجتماع الاربعاء وقالوا أنهم وراء " الاصلاح والتغيير" في المجلس ، وقطعاً للشك فقد قالها النائب الاسلامي سليمان السعد صراحة لنواب الائتلاف في الجلسة " سنصوت مع من تختارونه وسيأتيكم شيك مصدق بستة اسماء " .
نائب من "جبهة العمل الاسلامي" يعتقد أن كتلته ستلتزم بخيار الائتلاف حتى النهاية إن بقي الدغمي مرشحا ، لكنه يؤكد على أن أي تراجع سيخل بالتحالف ويقول لـ "عمون" : نحن تعهدنا بالتصويت للدغمي وفقا للاتفاق العلني الذي جرى بيننا ، لكن اذا انسحب مرشح الائتلاف فإننا في حل من أمرنا بعد ذلك .
النائب الاسلامي يشير إلى ما يتحدث به بعض نواب الإخاء يعتريه الغموض مشككا في نواياهم ازاء اجماع الائتلاف ويقول " إن الاخاء لم تحسم موقفها وان كانت التصريحات العلنية تعبر عن غير ذلك ، فهنالك تفاوت في وجهات النظر عندهم ويبدو أنهم لم يحسموا خياراتهم بعد ، فكانت في السابق قد اشترطت وجود 30 نائب من الائتلاف كأرضية لصمودها " .
عضو كلتة الاخاء النائب هاني النوافلة قال ان كتلته أفضل من أي وقت مضى وموحدة ومتماسكة وصلبة وعملها مؤسسي ، وأضاف في حديث لـ "عمون" : بالنسبة لنا موقفنا صريح وواضح وجريء وليس لدينا أي نوع من التردد وعندنا اصرار على انجاح المهمة التي نحن بها ومقتعنين بما نقوله.
وتابع النوافلة " ونسير بخطى مدروسة وسنسطر للمجتمع الاردني حركة انتخابية نيابية لم يشهدها الشارع الاردني من قبل لرؤية مجلس نواب سقفه عال من المسؤولية يحقق رغبته في برلمان قوي قادر على تلبية طموحاته وكل ذلك من خلال التغيير والاصلاح عبر التلاحم بين كتل الائتلاف والمستقلين " ، وختم قوله :ولا نعترف بأننا جميعا كرت واحد لكني أأكد ان الاخاء اليوم اقوى من أي وقت آخر .
ومنذ الاعلان المبدئي عن دعم الدغمي للموقع الاول في مجلس النواب توقفت طموحات نواب كانوا عازمين خوض غمار الانتخابات على الرئاسة واختلطت الاوراق من جديد عندما شدد نواب في اجتماع "الائتلاف " مطلع الاسبوع الحالي على أنهم يبحثون عن نائب يحظى بفرصة الفوز وكانوا ينتظرون اشارة الرغبة من قبل النائب سعد هايل السرور الذي كشف عن عدم رغبته في الموقع .
نائب من الاخاء يقول لـ "عمون" ان السرور كان ينتظر دعما داخليا وخارجيا ليتأهل للموقع دون خشية الفشل قبل ان يتردد ويعلن رفضه لفكره الترشح ، بمعنى انه ارادها على " طبق من ذهب " ، لكن وبعد اعلان السرور عن استنكافه لأمنيات زملاءه النواب انحسرت الخيارات فكان الاقرب للموقع الدغمي الذي يعد منافسا قويا للمجالي ايضا .
عقب ذلك اعلن النائب ممدوح العبادي - أحد الطامحين برئاسة المجلس - عن دعمه لاختيار الائتلاف واكد أنه يريد أن يسجل " موقفا سياسيا " حتى وإن لم يحصل على أي مغنم جراء هذا الوضع .
المعركة الانتخابية يجدها البعض في السعي لـ " الاصلاح والتغيير " والآخر يرى أنها " للاطاحة برئيس المجلس عبد الهادي المجالي " الذي يتسنم مقعده للسنة السابعة على التوالي والتاسعة في تاريخه ، وإن كان الهدفان يتقاطعان بالنتيجة .
نواب من الاخاء ناقمون على " تقزيم المجلس وتحجيم دوره" من قبل رئيس المجلس عبد الهادي المجالي ، مدللين على ذلك باختباء الحكومة خلف قرار ديوان التشريع بمنع عرض أي من الاسماء في الاجابات على الاسئلة النيابية بعد ان قام المجالي بارسال سؤال احد النواب "متبرعاً" الى ديوان التشريع الذي منع ذكر الاسماء في رد الحكومة على تلك الأسئلة ، وهو الأمر الذي بات "ذريعة" للحكومة في صد الأسئلة وهو ما يراه نواب من أهم الأدوار الرقابية في البرلمان التي غيبها المجالي ، فيجدون مثل هذا الأمر وملاحظات أخرى سببا للسعي نحو "الإصلاح والتغيير" .
في رهان الاختراقات فان المجالي والدغمي يعولان كثيرا عليها فالمجالي تجمعه علاقات طيبة مع عدد من نواب الائتلاف وخاصة في كتلة الإخاء التي لا يتردد البعض في التحدث عن رغبته في بقاء تحالفه معه وفقا لما جرى في انتخابات العام الماضي ، في حين يجد الدغمي سبيلا إلى التيار الوطني من خلال رابطة الدم التي تجمعه بعدد لا بأس به داخل كتلة المجالي .
مقابل هذه الخيارات فان الائتلاف لا يتنافس اعضاءه على المواقع في المكتب الدائم واللجان بقدر ما يركزون على تحقيق الغاية والهدف الذي انشأ من اجله ، في حين أن المواقع قد تشكل للتيار عقبة وقنبلة مؤقتة قد تنفجر في أي لحظة في حضن المجالي حيث يكثر المتنافسون على المقاعد هناك وما يحدد ذلك الاجتماع الذي سيعقده التيار في نادي الملك حسين الاسبوع القادم .
يبقى الخوف من اللحظة الاخيرة لساعة الاقتراع والتي تحسم كافة المسائل ، وهو ما دفع نواب الائتلاف للتفكير ملياً في وضع خطة سرية تؤسس لضمانة الالتزام بالاتفاق على التصويت للمرشح المنتخب بينهم .
المفضلات