زهراب يروي مشاهد عذبة من سيرة الحسين
|
2009-11-14
** تكفل بزواج مواطن فقير وباغت عامل محروقات نائما والتقط أجمل صورة لي ..
عمون - أكثر من عقدين من الزمن، أمضاهما زهراب بصحبة جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال، مصورا شخصيا، حاملا في جعبته تفاصيل ومواقف إنسانية عدة انحفرت في ذاكرته وقلبه ووجدانه، فيما حكت الصور مواقف لا تنسى من حياة الحسين الباني طيب الله ثراه.
وفي ذكرى ميلاد المغفور له الملك الحسين بن طلال، الذي يصادف اليوم، يستحضر زهراب ذكرياته مع "رجل الوفاء" كما يقول و"صاحب القلب الكبير".
بداية رحلة زهراب مع جلالة المغفور له كانت في العام 1974 عندما أصبح مصورا خاصا لجلالته، "حينها بدأتُ أرى الحياة بمنظور آخر، منظور مليء بالحب والإنسانية والوفاء".
تعلم زهراب أثناء قربه من جلالة الملك الراحل الذي أوفده في العام 1977 لمدة عامين لدراسة التصوير في معهد "جيرمن" في نيويورك، معاني العطاء والخير، يقول "الجميع كانوا يحبون الحسين، وهذه المحبة لم تأت من فراغ، إنما هي نتاج سعة صدره، وحبه لشعبه، وتقديره لمن حوله، والتواصل مع الآخرين، فهو مدرسة في التواضع".
ويروي زهراب لـ"الغد" مواقف جميلة وصعبة وأحيانا مؤلمة عايشها مع الملك الراحل، إذ يستذكر مواقف الحسين الإنسانية تجاه من كان يلجأ إليه ولا يرده خائبا. يقول "كان الملك قريبا من شعبه، وأثناء زياراته لمختلف مناطق المملكة، كان يحاول أن يستمع لمطالب أبناء شعبه وتلبية احتياجاتهم".
ويذكر زهراب أحد المواقف التي تدل على طيب قلب جلالته وسعة صدره، فـ"في إحدى المرات وأثناء زيارة الملك الراحل لإحدى المحافطات حاول شاب أن يتقدم عن الحرس حتى يصل لجلالته، وقال للملك أريد أن أتزوج ولا أملك المال، وابتسم حينها جلالته وطلب من معاونيه أن يقدموا له اللازم والتكفل بكافة مصاريف الزواج".
ثمة مواقف حصلت مع زهراب وهو يعمل بمعية جلالة الملك الراحل، تدلّ على كرم وسعة صدر الملك، حيث يروي أنه "في احدى المرات وأنا بصحبة سيدنا في زيارة رسمية إلى الكويت، كنت أحمل كاميرتين وسقطت مني واحدة وانكسرت، ولاحظ سيدنا ذلك، وكان موقفا محرجا، وعلي أن أختار، إما أن أترك الكاميرا، أو أن أتابع الموكب".
ويضيف "اضطررت أن آخذ الكاميرا التي انكسرت عن الأرض بسرعة وأضعها في زاوية معينة وأن أتابع المسير. وفي طريق العودة سألني سيدنا عن الكاميرا، وقلت له لقد كسرت وظلت بالكويت، ورد علي جلالته، بس نوصل عمان اختار أحسن نوع واشتريه، وفعلا ذهبت واشتريت واحدة جديدة".
ومن القصص الأخرى التي يذكرها زهراب حين أصاب طائرة الملك الراحل عطل قبل إقلاعها من العقبة، وتم أثناء ذلك إحضار طائرة عسكرية، غير أنها لم تعمل كذلك، فقام الحرس بطلب جلب طائرة من عمان، لكن جلالته فضل العودة إلى عمان بالسيارة.
بيد أن السيارات، يتابع زهراب، لم تكن معبأة بالبنزين الكافي حتى تصل إلى عمان، وشعر السائقون بالإحراج والخجل، واستمر الموكب الملكي بالسير وكان الظلام قد حل، وإذ بعدد من السيارات تتوقف بسبب انتهاء البنزين فركب بعض الركاب في سيارة الملك، ولدى وصول الموكب الى أقرب محطة محروقات نزل جلالته من السيارة، وباغت عامل المحطة الذي كان نائما، حيث تفاجأ برؤية جلالته يقوم بتعبئة البنزين بنفسه ليركض نحوه ويحتضنه، وقمت حينها بأخذ لقطة تذكارية لذلك الحدث المدهش".
وتحفز هذه المواقف مصور الملك على التأكيد أن "جلالته يتمتع بحنية كبيرة وقلب طيب، فضلا عن أنه يتمتع بكاريزما وقبول كبيرين" لافتا إلى أن جلالته كان يشعر بكل من حوله، "وعندما كان يراني حزينا من أمر ما كان يقول لي، لا تحزن وعليك أن تواجه مشاكلك ولا تتهرب منها أبدا حتى تستطيع تجاوزها".
ولا يستطيع زهراب أن ينسى، كيف كان جلالته حريصا على التواجد مع عائلته وأبنائه أكثر الأوقات، "لم يكن جلالته يتغيب عن أعياد ميلاد جميع أولاده، وكان يلعب ويلهو مع أحفاده ويعطيهم وقتا كبيرا، وحاولت أن أوثق هذه المشاهد الرائعة بالصور التي ألتقطها في تلك الفترات".
ويواصل زهراب سرد ذكرياته مع الملك الراحل، متوقفا عند حدث "حفر في قلبي عميقا"، فـ"عندما كنت أستعد لإصدار كتابي الأول، أخذت إذن جلالته أن يلتقط لي صورة حتى أضعها في نهاية الكتاب، واستجاب حينها الملك الراحل من دون تردد".
ويضيف "وقفتُ أمام شجرة عالية الأغصان، حيث بدا المشهد وكأن الأغصان تخرج من رأسي، ولاحظ جلالته الأمر، وطلب مني أن أخطو إلى الأمام قليلا حتى تظهر الصورة أجمل، وبالفعل كانت صورة رائعة وضعتها في جواز سفري".
المفضلات