عائلات تروي معاناتها في فصل الشتاء
تعيش اسر من ذوي الدخل المحدود حربا نفسية مع قدوم فصل الشتاء, ولعل زيادة المصاريف المتمثلة بوسائل التدفئة المختلفة هي من اهم الاسباب التي تزعج وتربك كثيرا من الاسر من ذوي الدخل المحدود. وتتباين وسائل التدفئة التي تستعملها تلك الاسر بحسب مساحة المنزل وموسمية الوسيلة المناسبة التي تختلف من سنة لاخرى. ولعل المدفأة التي تعمل على مادة الكاز هي الاكثر انتشارا تليها المدفأة التي تعمل على الكهرباء والتي تستغلها هذه الاسر في المساحات الصغيرة.
العديد من تلك الاسر يعيش موسم الشتاء بقلق دائم بين توفير الحاجات الاساسية والمتطلبات الفرعية والتي تصبح اساسية في موسمها. حاجة وحرمان ونقص واستنفار دائم تعيشه افراد الاسرة يوميا بين مطاحنات وشجار حول اشعال واطفاء وسيلة التدفئة, احراج من الضيوف بكون المدفأة بغرفة طالب التوجيهي وغيرها من الارباكات التي تعيشها تلك الاسر في موسم الشتاء.
"العرب اليوم " تجولت في وسط العاصمة عمان والتقت بعض الاسر من ذوي الدخل المحدود وسألتهم عن الضغوط التي يواجهونها في فصل الشتاء وما هي الخطة التي يضعونها لمواجهة تلك الظروف الضاغطة ماديا والمربكة اجتماعيا:
محمد عبدالعظيم يرى بان فصل الشتاء نعمة على البشر لكنه يسبب الكثير من الارباك للاسر من ذوي الدخل المحدود, فمن المعروف ان فصل الشتاء له متطلبات كثيرة تتمثل في النواقص التي يحتاجها كل منزل من بطانيات ومدافئ بالاضافة للهم الكبير وهو توفير وسائل الوقود من غاز وكاز وزيادة مفرطة على فاتورة الكهرباء لذلك يعيش المواطن من ذوي الدخل المحدود حربا نفسية في فصل الشتاء لمواجهة كل الظروف المربكة وبالنسبة لي يقول محمد: احاول مع عائلتي ان اضع خطة لتوفير اكبر قدر من الطاقة الكهربائية والتي نستعملها داخل غرف النوم بحيث نستخدم المدفأة التي تعمل على الكهرباء لكون الغرف صغيرة وغالبا ما نشعلها قبل النوم بساعتين لذلك يجب على الاسر ممن يشاطروننا نفس الحال ان يضعوا خطة لتوفر عليهم اكبر قدر من المال لان الشتاء بالنسبة لنا مصروف اضافي على تفاصيل الحياة التي نعيشها في باقي ايام السنة.
أما مريم زعرور فتقول ان المشاكل في تعدد وجهات النظر ومزاجية الجلوس في غرف المنزل بحيث يطلب كل واحد مدفأة خاصة به مما يترتب علينا دفع تكاليف مضاعفة فمزاجية الابناء تمنعنا من التوفير في الوقود لا سيما ان كل وسائل التدفئة متوفرة من غاز وكاز وكهرباء وغالبا ما نعيش في فصل الشتاء بمشاكل كثيرة وشبه يومية, فعند تبديل اسطوانة الغاز تحدث مشكلة وكذلك الامر مع تزامن وقت مجيء فاتورة الكهرباء التي تزيد النصف في فصل الشتاء, لذلك الشتاء نعمة على الجميع لكنه مربك ومقلق لذوي الدخل المحدود.
وتتفق ام احمد جبريل مع مريم في موضوع تكبد المصاريف الزائدة عن حدها والتي تثير المشاكل بين زوجي والابناء, ففي العادة تكثر سهرات الشباب في الشتاء وتمتد لساعات طويلة كون ابنائي الشباب مغرمين بلعب الورق مع اصدقائهم وغالبا ما يضع ابنائي مدفأة على الغاز واخرى على الكهرباء وغالبا ما تنتهي سهرتهم بمشكلة كبيرة مع والدهم الذي يؤنبهم على تكاليف فاتورة الكهرباء وتبديل اسطوانة الغاز بشكل كبير ومتكرر لذلك ارى بان الشتاء من الفصول التي تزيد من مشكلات العائلات محدودة الدخل.
اما ام عماد التي اشتكت من ضيق الحال وتردي الاوضاع المادية والتي تشعرها بالاحراج من الزوار في الشتاء فلا يوجد في منزلها سوى مدفأة واحدة تعمل على مادة الكاز وعند مجيء الزوار تضعها امامهم بحكم برودة الطقس في الكثير من الاحيان ويبقى ابناؤها قابعين تحت بطانياتهم امام التلفاز واشارت ام عماد الى عدم مقدرتها على شراء مدفأة تعمل على الكهرباء برغم انخفاض سعرها خوفا من زوجها الذي لا يسمح بوجودها في المنزل كونها تصرف الكثير من الكهرباء مما يتعذر عليه تكبد دفع تكاليفها لذلك تتمنى ام عماد ان تكون السنة كاملة صيفا.
اما ميسون فواضلة التي تشاطر ام عماد الحال ذاته في قلة عدد المدافئ في المنزل فتشتكي من البرد القارس الذي تشعر به وافراد اسرتها في فصل الشتاء وتؤكد عدم وجود مادة الكاز باستمرار في المنزل بحيث يتم تعبئة عشرة لترات من تلك المادة في نهاية كل شهر فقط وتبقى العائلة على هذه الكمية لمدة شهر واكدت ميسون بان اياما كثيرة تمر على عائلتها بدون الكاز لكن اصحاب الخير لا ينسونها وينقذونها في ايام البرد القارس لذلك اشعر بحزن في الشتاء اكثر من الصيف لعدم توفر معطيات الحياة الكريمة لي ولعائلتي.
المفضلات