محليات
«نظام الفترتين»..ورحلة العودة مساء وسط قلق الاهل
عمان - خالد الخواجا -يعرب أولياء أمور طلبة المراحل الأساسية في المدارس ذات الفترتين عن خوفهم وقلقهم من تاخر أبنائهم في الفترة المسائية في العودة لمنازلهم.. يكون فيه الليل قد أرخى سدوله.
بعض الطلبة في الفترة المسائية يعودون الى منازلهم بين الساعة الخامسة والنصف والسادسة في حال كانت المسافة بعيدة بين المدرسة والمنزل، خصوصا وأن الشمس تبدأ في المغيب حوالي الرابعة والنصف مع التوقيت الشتوي الذي بدأ العمل به الاسبوع الماضي.
وتبدأ الفترة الصباحية قبيل الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا، بينما يبدأ دوام الفترة المسائية من الساعة الحادية عشرة والنصف وتمتد الى الخامسة والنصف.
ولكن بحسب مديرة مدرسة فضلت عدم ذكر اسمها فان دوام الفترة الثانية مرهون بعدة معطيات ما دامت وزارة التربية لم تحدد رسميا نهاية الدوام فهناك من يجعل الحصة 35 دقيقة ويلغي الخمس دقائق بين الحصص بينما يصر البعض على ابقائها 45 دقيقة، متذرعا بان التربية تريد ذلك وتصر عليه .ويصل عدد الحصص ما بين خمس الى سبع حصص يوميا.
وتؤشر مديرة المدرسة الى ان معضلات عدة تواجه الفترة المسائية كقلة الانارة ، وكثرة الاباء والامهات الراغبين بأخذ بناتهم قبل انتهاء الدوام ، وانعدام التدفئة ، والاهم القلق على البنات في الظلام وخاصة ان العديد من المدارس تكون بشوارع فرعية ومظلمة .
هذا القلق اليومي، يكشفه إسماعيل سالم الاب الذي ينشغل باله على ابنته التي تعود للمنزل بعد الساعة الرابعة مساء من مدرسة رقية بنت الرسول الأساسية في ضاحية الحاج حسن والتي تدرس في الفترة المسائية، ولا يرتاح له بال حتى يطمئن على وصولها المنزل.
ويقول سالم ان العديد من أولياء الأمور ينتظرون أبناءهم الطلبة وتحديدا الذين يدرسون في المرحلة الأساسية لمرافقتهم أثناء العودة وذلك للحفاظ على سلامتهم أثناء عودتهم الليلية للمنزل.
ويضيف أن التوقيت الشتوي الحالي أضاف مشكلة في تقصير النهار لساعة كاملة ما جعل الطلبة في خطر حقيقي من تعرضهم لحوادث دهس أو ضياع او ربما تعرضهم لسوء من الأشخاص العابثين.
اما محمد سليمان والد الطالب علي في الصف الرابع من مدرسة وكالة الغوث في الوحدات فلم تكن مشكلته أقل من مشكلة إسماعيل حيث بين انه يقطن في خارج منطقة الوحدات ما يستدعي إيجاد مناوب يومي من الأسرة لمرافقة علي أثناء عودته من المدرسة حاليا لبعد المدرسة عن المنزل.
جمال البايض ولي أمر ثلاثة طلاب يدرسون في الفترة المسائية في مدرسة بلال بن رباح في منطقة تطوير حضري عين الباشا بين ان معاناته اكبر بكثير، قال أنه يعاني من تاخر عودة ابنائه مساء ما يؤثر على تحصيلهم العلمي.
وغيرهم ممن يشكون من تأخر ابنائهم وخاصة في منطقة طبربور ، فمدرسة نهاوند الاساسية التي اضحت ذات فترتين ومع فترة ثانوية تشكو من تأخر الطالبات لما بعد الخامسة والنصف ، حتى ان العديد من اولياء يأتي ليأخذ ابنته قبل حلول الظلام خوفا عليها ، ويقول احدهم اذا بقي الحال هكذا فلا اريد لابنتي التعليم .
وارتفعت اعداد المدارس ذات الفترتين الى أكثر من 260 مدرسة تتواجد غالبيتها في العاصمة والزرقاء واربد بحسب امين عام الوزارة للشؤون الادارية والمالية منذر عصفور.
ويقول عصفور ان معظم هذه المدارس هي مدارس اساسية ، عازيا اسباب الارتفاع لانتقال طلبة المدارس الخاصة الذي ارتفع خلال الاعوام القليلة الماضية ، فضلا عن قلة المخصصات المالية المرصودة لبناء مدارس جديدة التي تعتبر من اهم حلول التخلص من نظام الفترتين.
وعلى صعيد مدارس وكالة الغوث، بين مدير ادارة التعليم في الوكالة الدكتور محمد عباس أن عدد المدارس ذات الفترتين يبلغ 148 مدرسة من اصل عدد المدارس الكلي والبالغ 174 مدرسة.
وقال أن نسبة المدارس ذات الفترتين تبلغ 90% من عدد المدارس وهي من اكبر التحديات التي تواجه التعليم في الوكالة وتحديدا في ظل ألازمة المالية التي تواجهها إدارة الانروا حاليا والتي يبلغ عدد الطلبة فيها أكثر من 100 ألف طالب وطالبة.
يشار الى أن اللجنة الملكية الاستشارية لتطوير التعليم العام والتي أنهت مهمتها بعد ستة شهور من الدراسة والبحث، أوصت بضرورة إلغاء نظام الفترتين.
رد مع اقتباس
المفضلات