بسم الله الرحمن الرحيم
تسلل الصمت عبر الأوتاد المطبقة على أفواه الذكريات لتقتحم يومها بشجن اغتال بذلك الأمد ضياءها المتسربل ، واختنقت معه كل بوادر الأمل ، عانقته بالأمس وشربت معه كأس الحبور وصادقته حتى ارتشفت خصاله وبعض ابتساماته ، خلته سوف يبقيني في هودج الخيال مهما طال الزمان أو ارتحل في مطبات العدم ، مضت سنين ونحن نكابد الآه في ضنك وحنين وشوق وحسرة ، لم أتصور أن صديقي سوف ينفي وجودي ويعتق ذكرياتنا الأخاذة إلى شرفات النسيان ، مررت من جنبه وكانت تطفح الأفكار في رأسي ، سوف يهب ليحتضنني ويقبلني ، توقفت أمامه وهو جالس في تلك الباحة ،لكني تذكرت انه تخاصم معي فتكور عن مقابلتي منذ زمن وارتضى الرحيل في عتمة الاحتياج وملامة العذل ، صادفته اليوم وقد أثقل الألم ممشاي نظر في عيوني ابتسمت ، لم يردف حتى انفك عن التحديق وأدار وجه بحنق يفتعل الأحقاد ، تهاوت حينها لحظات من العزم ولم تستدرك قواها إلا عندما انبلجت خواطر القلب الدفين والمتشبع بروح الهيمنة والتعالي ، أدركت أن صديقي كان عدو يستهوي قتلي في يوم وهاهو اليوم ينحر الأفراح في أروقة حياتي ، لانه يجهل مأوى روحي ، فهي لم تستطع أن تخلد في جسدي في كل وقت بل كانت تقصدك عندما يقفر الحال وتتلقفني الإشجان ، جابهت حقدك بحبي وعقدت أمالي في بحر من عطاياك لأني اعلم أن بداخلك إنسان ، ولا بد أن يستفيق في أجل ما لعله يدرك في يوم انك أنا وأنت أنا ، وسنين عمري انقضت وجلباب نور القلب توصد جراء هجرك وخذلانك ..
بقلمي .. كتبت ولا ادرك حقا ما كتبت
شعرت برغبة ان اعبر عما في القلب لذلك قادتني الحروف ...
المفضلات