بسم الله الرحمن الرحيم
إلى جانب تركيا في مواجهة الصهاينة والمتصهينين
[IMG]http://www.**************/admin/news/35203.jpg[/IMG]
في مقالتي السابقة التي تناولت فيها تداعيات قرار الحكومة التركية بمنع الكيان الصهيوني المغتصب من المشاركة في المناوارات الجوية في سماء الأناضول التركي ذكرت أن الصهاينة لن يسكتوا على تلك الإهانة وما سبقها من أكثر من إهانة لم تجرؤ دولة في العالم على توجيهها لهم ولكيانهم المغتصب كما وجـَّـهتها بشجاعة وبجرأة الحكومة التركية بزعامة الرجل الشجاع رجب طيـًّـب أردوغان ، وأشرت إلى أن الحكومة التركية تدرك أن مواقفها الجريئة في مواجهة الكيان الصهيوني الذي تتحاشى كل دول العالم إغضابه سيصيب الكيان المغتصب وحليفاته الإدارات الأمريكية والأوروبية المتصهينة بسعار من الغضب سيدفعهم ليستنفروا كل لوبياتهم وحلفائهم وعملائهم وأبالستهم في العالم للكيد ضد حكومة أردوغان وضد حزبه وللتآمر عليهم .
الحكومة التركية كانت تدرك أن تصدًّيها لصلف الصهاينة ولعنجهية كيانهم المغتصب سيعرًّضها لكثير من المكائد والمؤامرات ، ومع ذلك لم يثنها ذلك عن التمسك بموقفها المتحدي للكيان المغتصب ، بل لقد ازدادت إصرارا على موقفها وصعـَّـدت في الأيام الأخيرة من تحدًّيها من خلال شن هجوم شديد اللهجة على الكيان المغتصب على لسان الرئيس أردوغان ووزير خارجيته اللذين أدانا دور الكيان في جريمة حصار غزَّة وحمَّـلاه المسؤولية عن حالة عدم الإستقرار السائدة في المنطقة ، ومن خلال إصرارها على الإستمرار في بث مسلسل تلفزيوني يفضح جرائم الصهاينة ضد الفلسطينيين على فضائية حكومية ، ولكن الحكومة التركية بزعامة أردوغان تدرك أيضا أنها وهي تتحدى الكيان المغتصب تستند إلى أرضية صلبة من دعم غالبية الشعب التركي الساحقة لها في خوض غمار هذا التحدًّي للصهاينة ولكيانهم المغتصب ، مثلما تدرك أن الزمن الذي كان بإمكان اللوبي الصهيوني ومارينزاته في المحافل الماسونية والإعلامية أن يؤلب الجيش التركي للقيام بانقلاب لتغيير الحكومة لم يعد متاحا بالسهولة التي كان عليها قبل عقود ، بل كاد أن يصبح أمرا في حكم المستحيل ، والصهاينة أنفسهم يدركون أن قدراتهم على التآمر على حكومة أردوغان داخليا لم تعد ذات تأثير ، ولذلك فإنهم سيركزون تآمرهم على حكومة أردوغان على ممارسة الضغوط الخارجية في المجالات السياسية والإعلامية والإقتصادية والسياحية وغيرها من الأصعدة ، وقد بدأ الصهاينة ولوبياتهم الصهيونية والمتصهينة في هجمتهم المضادة ضد الحكومة التركية ، فعلى الصعيد السياسي عاد اللوبي الصهيوني في الكونغرس الأمريكي بالتلويح من جديد بعزمه على إستصدار قانون يدين الأتراك بإبادة الأرمن ، ولكن هذا التلويح لم يعد يخيف الأتراك بعد أن توصلوا إلى طي صفحة هذه المشكلة المزمنة بعد توقيع الحكومتين التركية والأرمنية اتفاقية تفتح أبواب المصالحة والتعاون بين أعداء الأمس ، ولم يعد يخفى على أحد دور اللوبي الصهيوني والمتصهين في أوربا في عرقلة إنضمام تركيا إلى الإتحاد الأوروبي ، ويفضح هذا الدور بوضوح موقف الرئيس الفرنسي ساركوزي اليهودي الأصل في تزعم التيار الرافض لدخول تركيا في الإتحاد الأوروبي ، على صعيد التعاون العسكري لا تبدو أية علامة إنزعاج من قبل الأتراك حكومة وشعبا وجيشا إزاء تهديدات الكيان الصهيوني بوقف التعاون العسكري مع الأتراك ، فالأتراك أنفسهم لم يكونوا ينظرون لذلك التعاون بعين الرضا ، بل لقد كان الشعب التركي المسلم يعتبره وصمة عار ينبغي الخلاص منها ، ولا تتسع مساحة المقال للحديث عن مزيد مما يمكن أن ثنفثه الأحقاد الصهيونية والمتصهينة من مكائد ومؤامرات ضد حكومة أردوغان ، ولذلك سأركـًّـز على مخطط بدأ الصهاينة في تنفيذه لإزعاج حكومة أردوغان من خلال محاولة تخريب صناعة السياحة في تركيا ، وهي صناعة ترفد الخزينة التركية وترفد الدخل القومي التركي بمليارات اليورويات والدولارات ، وقد بدأت اللوبيات الصهيونية والمتصهينة على مساحة العالم في حملة نشطة للدعوة إلى مقاطعة تركيا سياحيا ، ولو أن المقاطعة تقتصر على السياح اليهود وحدهم لما كان في الأمر مشكلة لتركيا ، فلا أظن فندقا أو مطعما أو شركة طيران في العالم تحب أن تتعامل مع سائح يهودي ، ولكن ينبغي عدم التقليل من خطورة هذه الحملة على صناعة السياحة التركية إذا نجحت الحملة الصهيونية في التأثير على الصعيد العالمي وخاصة على الأوروبيين والأمريكان ، وهنا يأتي دور العرب والمسلمين في إبطال مفعول الحملة الصهيونية للتأثير سلبا على صناعة السياحة التركية ، فإن أقل ما يمكن أن يقدمه العرب والمسلمون لتركيا ، دعما لمواقفها الجريئة المتحدية للصهاينة وكيانهم المغتصب من جهة ، وإجهاضا للحملة الصهيونية الهادفة لضرب صناعة السياحة التركية من جهة أخرى ، أن يقصروا سياحتهم على تركيا ، وأشهد ، شهادة إنسان عاش في إستانبول ست سنوات أن إستانبول من أجمل مدن الأرض ، وأنها تستحق الزيارة .
زياد أبو غنيمه
المفضلات