[flash=http://www.lakii.com/images/flash/sm/dmoa2.jpg]width=400 height=350[/flash][frame="9 80"]
يعاني الاطفال في بعض الاسر بتشدد الوالدين في مراقبة سلوكهم فيشعر الواحد منهم انه مراقب دوما ، وان
جميع حركاته وسكناته محسوبة عليه . وتعتقد بعض الاسر انها بذلك تحسن التربية للطفل . فهو لايستطيع
ان يفتح الخزانة او مكتب والده ، او يمسك كتابا او يمد يده الى مذياع او تلفزيون , وهي تقتر عليه من
مصروف الجيب ولا تستجيب لما يطلب من لعب ، وادوات خاصة ، مثل هذا الطفل تعيس والثقة مفقودة
بينه وبين والديه ، وهو ينتهز اول فرصة يغفل فيها الابوان عنه ،ليكسر كل الموانع التي يقفانها في طريقه
ويحصل على الاشياء الممنوعة ويخفيها .
وبذلك يكون البيت برقابته الشديدة على الابناء وبما يمارسه عليهم من حرمان وتقتير سببا في انحراف
سلوكهم في سن مبكرة .
علاج مثل تلك الحالات يتطلب من الوالدين التعرف على دوافع الطفل الفطرية ، وميوله ، وحاجاته الى
التملك . وادراك ان شخصية الطفل لا تكتمل ما لم تنتج له الفرصة لتملك الاشياء المناسبة لسنه .
وقد تصحب الاسرة الطفل في نزهة الى حديقة عامة فيعجب الطفل بمنظر الازهار والورود . وفي خلسة
من الأب والأم ـ او على مرآي منهما ـ يقوم بقطف الازهار فرحا بمنظرها الجميل ، ورائحتها الزكية .
اغضاء الابوين او الكبار عن هذا السلوك من الطفل يكون مؤشرا على انهما يوافقان على ان يستبيح الطفل
ما ليس له . فتهتز قيمة الامامة .. وتبهت قيمة الحافظة على ملك الاخرين ويختلط الامر على الطفل بين حقه
وحق غيره . ويكون هذا السلوك بداية الطريق الى السرقة في المستقبل . فقد يستحل لنفسه ان ياخذ بعض
المعروضات المدرسية من العرض النهائي لانتاج تلاميذ المدرسة . مبررا ذلك بانها معروضات عامة .
وقد يستحل لنفسه ان يصطحب بعض الكتب من رفوف المكتبة العامة بالمدرسة بعذر انها ليست ملكا
لشخص بعينه . ويستحل لنفسه في يوم ما ان ياخذ ادوات المائدة التي تقدم له مع الطعام في الطائرة او في
احد المطاعم متعللا ان الطائرة او المطعم تلك ملك الجميع .
وقد يشعر الطفل ان الأب يعاقبه دوما على كل صغيرة وكبيرة فيلجأ الى حيلة ساذجة كأن يسرق الة العقاب
ويخفيها تماما ، او يحطمها ظنا منه ان ذلك السلوك سوف يمنع العقاب ولو لفترة ما .
وكثيرا ما يحرص بعض الاطفال على ان يحصل على درجات مرتفعة في الاختبارات المدرسية . وعندما
لا يسعفه تحصيله الدراسي يلجأ الى اختلاس الاجابة الصحيحة من احد زملائه المعروفين بالتفوق الدراسي
او من الكتاب المدرسي .. او قصاصات من الورق بهدف الحصول على تقدير مرتفع يفرح به ابوه وأهله .
وينال به الحظوة لدى معلمي مدرسته . لكن هذه سرقة . وقد يبدو في اول المرة انها سرقة هينة لكن اثرها
كبير على مقومات الشخصية وعلى اتجاهات الناشئ في المواقف الأكثر تعقيدا مما يعرض له في حياته
المستقبلية[/frame]
المفضلات