العزابي :
هو مخلوق يشبه الإنسان إلى حد كبير في المظهر ..
ولكن أسلوبه في التفكير يختلف حسب البيئه المحيطه به ..
يعيش على الأرض .. ويمشي على قدمين ..
ويمتلك الحواس الخمسة ..
غرفة العزابي عادة ما تكون مطلة على الشارع ..
سواءا في الدور الأرضي أو على السطح ..
ليتسنى له مراقبة الرايحة والجاية ..
وليضع المسجل على الشباك ويملأ الحارة طربا ..
تعبق الغرفه أحيانا برائحة الرطوبه الممزوجه برائحة (جرابات) ..
تتطاير في زواياها مجموعة ملابس بحاجه للغسيل ..
وعلى الجدار كما هي العادة ..
توجد صورة مقطوعة من مجلة لسيارة فارهة ..
أو مطربة مايصة ..
خلف باب الغرفة توجد علاقة ملابس تستصرخ (( وااااسلاماااااااه )) ..
لشدة ما حملت من الملابس ..
السرير مقوس من الوسط ..
أما تحت السرير فهناك بعض المناديل المستعملة ..
بالإضافة إلى الغبار الأزلي ..مصحوب بجوارب مهترئة ..
بجانب السرير يوجد مسجل ..
لا يكاد يظهر من زحمة الأشرطه اللتي حوله ..
بالاضافة إلى علبة سجائر ..
ومكتة سجائر فاضت بما فيها من ،،
(قشر بزر) وأعقاب سجائر وقع معظمها على أرضية الغرفة ..
توجد على الجدار بعض الكتابات المعهودة ..
كرقم موبايل أو تاريخ ميلاد بنت ..
أو عبارة متداولة بين الشباب تدل على ضنك العيش واليأس ..
من الأوضاع المهيمنة على الساحة العزابية ..
في ركن الغرفه تقبع إحدى كاسات الشاي ..
اللتي استخدمها عزابي زائر أثناء لعبة طرنيب ..
ليطفئ بها السجائر كنوع من اللامبالاة ..
وعلى الطاولة (إن وجدت) ..
ترى بعض كتب الشعر أو الغزل ..
بجانبها دفتر ملون على أهبة الاستعداد لاستقبال قلم العاشق الولهان ..
ناهيك عن علب العصير الفارغة ..
وقشور الفواكه وأوراق الساندويشات ..
اللتي صارت من معالم الغرفة ..
ولا ننسي المرآة المكـسورة ..
على إحدى أبواب الخزانة المخلوعة ..
ترافقه علبة الجل ..
وزجاجة عطر .. وكريم للجسم ..
وبعض الأحيان يستغنى عن مزيل العرق ..
هذا وصف تقريبي لغرفة عزابي
يأتي الى غرفته آخر الليل ..
وقد نال كل جزء في جسمه نصيبه من التعب ..
عيونه ذبلت من النظر الى الصبايا ومن كثر النوم ..
وآذانه قد صدئت من الموبايل ومن قلة التنظيف ..
يديه لها رائحه غريبة .. قدميه بيضاء من غير سوء ..
لأنه لم يستبدل جواربه منذ أسبوع ..
أما الرائحة فحدث ولا حرج ..
صدره يئن بما يحويه من دخان الشيشة ..
يدخل الغرفة .. ويلقي بما في يده من أشياء ..
( مفاتيح لا لزوم لها .. أو كيس فيه علبة بيبسي وساندويشه أو باكيت وقداحة )
يجلس على السرير ويخلع حذاءه ..ثم يدسه تحت السرير .. ويخلع جواربه ويضعها على المخده ..
يخرج الموبايل ليتفقد الرسائل الواردة ..
ثم يتذكر أنه لم يغير ملابسه ..
فيبدأ بفك الأزرار وهو ما زال يقلب بالمسجات ..
دون وعي يخلع ملابسه ..
ويلقى بها عشوائيا في أنحاء الغرفة ..
وردت له عدة مسجات ..
لن يتمكن من الرد عليها .. فهو لا يملك رصيد ..
وليس معه المال ليشتري باكيت دخان ..
ويمشي نفسه بالباقي إلى أن تحن عليه الماما بالمصروف ..
(( هالماما المسكينة صايرة بنك متحرك بس عشان العزابي ))
يلقي بالموبايل جانبا ..ثم يشعل سيجارة ويفتح المسجل .. ليستمع إلى ماتيسر من أغنيات عبدالكريم عبدالقادر ..
يأخذ نفس عميق ثم يتنهد بقوة ..
يبدأ بالتفكير ويسرح في دنيا بعيدة .. يحلم عادة بالمستقبل..
يحلم ويحلم ويحلم ..
هاهو يشتري سيارة فايعة .. وعنده قصر مليء بالخدم والجواري ..
لديه اربع زوجات (حق مشروع) ..
وهاهم أولاده يلعبون حوله ..
سوف يبني لهم مسبح ..
ويشتري لهم كل ما كان هو محروم منه ..
هاهو يدخن السيجار الفاخر .. ويحلق ذقنه كل صباح ..
إنه يحاول أن يغطس في المسبح الجديد 1..2..3.. هوب ..
لقد سقط من فوق السرير .. وارتطم رأسه بحذائه ..
استيقظ مرة أخرى .. ليرى أنه ما زال في ذات الغرفة ..
وما زال عبدالكريم عبدالقادر ينوح ( عانييييييييييت كم عانيت )..
نهض واقفل المسجل ..
وكفى وجهه على السرير ونام من جديد ..
ملا حظة : كلو كذب .. لا تصدقوا ..
المفضلات